Print this page

في يوم الاستفتاء: الفستان الأخضر أناقة أم دعاية؟

في عيد الجمهورية، سرق الاستفتاء من تونس الاحتفالات والأضواء وحتى ذكرى الاغتيالات السياسية... فكانت مكاتب الاقتراع

هي الوجهة والأصابع المغمسة في الحبر الأزرق هي الإشارة. وما بين «لا» و«نعم» وعزوف عن المشاركة، كانت حرية التعبير والاختيار هي الحق الذي لا اختلاف فيه.
أمام تشابه الصور في مكاتب الاقتراع، كانت تسلية بعض التونسيين في يوم عطلتهم البحث عن شيء مختلف. وما إن طالعتهم صورة زوجة الرئيس إشراف شبيل من أحد مكاتب الاقتراع بحي النصر، حتى التفوا حولهم في إشادة بأناقة السيدة القاضية ورشاقة إطلالتها وجمال فستانها الأخضر!
وما بين هذا الفستان وخانة نعم، مساحة من اللون الأخضر تتقاطع فيها الرمزية النفسية مع الرمزية السياسية. فهل لبست زوجة الرئيس «الأخضر» في يوم الاستفتاء صدفة ؟ وهل كان اختيار هذا الفستان لدواع جمالية بحتة أم لغايات سياسية مضمرة؟
يحسب للسيدة الوقورة إشراف شبيل ذوقها الرفيع في تنسيق ملابسها وانتقاء إطلالة ملكية تليق بمكانتها الرفيعة وتشرف المرأة التونسية، إلا أنه لا يمكن التغافل عن تورط الثوب الأخضر سواء عن عمد أو عن غير قصد في التأثير غير المباشر على نوايا المقترعين أو بعضهم.
إنّ طاقة اللون الأخضر تمتلك قوة جبارة في التحكم في المشاعر. فالأخضر هو لون الجمال المهيمن في الطبيعة. ولما وعد الله عباده الصالحين بالجنة أطنب في وصف الخضرة بما هي مرادف للبهجة على غرار قوله في سورة النساء «عاليهم ثيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ»....
وفي الطب، يلبس الجراحون الزي الأخضر حتى يشعر المريض بالاسترخاء والأمل في الحياة.
أما في مجال الدعاية والتسويق، يتم اللجوء إل اللون الأخضر للعزف على وتر الإحساس بالراحة لدى الإنسان.
وتشير سيكولوجية الألوان بكل ما يرتبط بها من تأثيرات نفسية وذهنية وعاطفية ... إلى أن الألوان تتحكم في الحالة المزاجية للإنسان وبالتالي تؤثر في اختياراته ومواقفه... فهل كان الإعجاب بفستان زوجة الرئيس قيس سعيد مجرد انطباع جمالي وكفى؟ أم انبهار رافق صناديق الاقتراع ورجح كفة الميزان لصالح الخانة الخضراء؟

المشاركة في هذا المقال