نسانا عالركح في مدنين: النساء يصنعن حريتهنّ عبر الفنون

ينتصرون للمرأة بالفن، يدافعون عن حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال المسرح والرقص والفنون،

ينتصرون لحقوق المرأة عبر الفنّ بكل تلويناته، ينتصرون لأفكارها وآرائها واختلافها من خلال صورتها في العروض المسرحية او الموسيقية، فالمرأة كائن كان ولايزال يعاني الكثير من الانتهاكات النفسية والحقوقية، هذه الانتهاكات تطرحها تظاهرة «نسانا عالركح» وتقدمها للجمهور لتنقدها وتدعو إلى تغييرها.

«نسانا عالركح» تظاهرة فنية ثقافية وحقوقية تنظمها جمعية «فسيفساء» بمدنين بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ووزارة الشؤون الثقافية، «نسانا عالركح» بلغت دورتها الرابعة كتجربة ثقافية فريدة تدافع عن النساء وعن حقوقهنّ دون تمييز.
المسرح مطية للتعبير دون خوف وانتصار لفكرة الحرية تنطلق فعاليات الدورة الرابعة لنسانا عالركح ايام 27و28و29ماي 2022بمدنين، شعار الدورة الرابعة «بالفن نغير ونتحرّر» فالفنون جميعها وسيلة للتوعية ومطية لإبراز قدرات النساء ونضالاتهنّ، هي فرصة ليتعرّف المواطن على الابداعات النسائية في مختلف الفنون من المسرح والموسيقى الى الفنون التشكييلية والحرف ويتعرف عن قرب على قدرة المرأة على تحمّل اصعب المسؤوليات والدفاع عن حقها في ممارسة الفنون دون خوف من عقلية مجتمعية مازالت ترفض دخول المرأة الى المجالات الفنية وتنتقدها كلما حاولت النجاح في هذا المجال،اذ لدينا قناعة بان للفن دورا هاما ومحددا لنشر الوعي بالعدالة الاجتماعية و بحق الأفراد في التعبير الحر بكل الاشكال الفنية و حقه في الإختيار الحر في كل مجالات الحياة حسب تعبير حفيظة لمين رئيسة جمعية «موزاييك» الثقافية الفنية المنظمة للتظاهرة.
«نسانا عالركح» فرصة لاكتشاف ابداعات النساء على الخشبة، ومحاولة لاستقراء المنظومة المجتمعية في علاقة بالمرأة الفنانة، تلك الثائرة الرافضة لسلبية المجتمع والتواقة للحرية تكون محور ندوة فكرية عنوانها «الفن بين الاقبال والرفض والاحكام: الابداع الحرّ واشكالاته في الاعمال الفنية» ويكون اللقاء فاتحة التظاهرة يديره الاستاذ فتحي الرحماني.

وتندرج التظاهرة في السياق الثقافي والواقع الاجتماعي الخاص بمجتمعاتنا وبلادنا عموما وبالجنوب الشرقي تحديدا حيث مازالت العقلية القديمة والتحيزات حول ممارسة الفنون مهيمنة في أقاليمنا بل وهناك فنون مرفوضة تماما ويتم الحكم عليها بشكل سيئ و متعصب خاصة إذا مورست من طرف المرأة إذ يسلط المجتمع في الجنوب الشرقي حكما قاسيا وأخلاقيا على المرأة الممثلة أو الراقصة مثلا سواء كانت هاوية أو محترفة.
إننا نرى في هذا الإقصاء شكلا من أشكال التمييز بما أن هذه الأحكام المجحفة لا تنطبق على الرجل وهي في اعتبارنا أيضا شكل من أشكال الاستعباد وحد من ممارسة حقوقها كانسان وكمواطنة كما جاء في تقديم التظاهرة.
وبالإضافة الى الندوة الفكرية يكون اللقاء في اليوم الاول مع لغة الجسد الثائرة على الموجود عبر عرض كوريغرافي مواطني يقدمه «الراقصين المواطنين بالجنوب» والعرض تجربة فنية وحقوقية تحتفي بالجسد وتدافع عن ثقافة الرقص في الجنوب التونسي كما تكرم المسرحية وفاء الطبوبي في اليوم الافتتاحي من «نسانا عالركح» وهي المنتصرة في اعمالها للمراة.

ويلتقي جمهور المركب الثقافي مدنين في اليوم الثاني مع عرض «هستي هابون» لعواطف بن عمر، وتحضر ايقاعات الجهة وتراثها في اليوم الختامي بعرض «ايقاعات راقصة» يحتفي بإيقاعات الجهة تطاوين ومدنين وجربة ويعرف بالخطوة التقليدية.
ويفتح مركز الفنون الركحية والدرامية ابوابه لمعرض انتاجات نساء الجهة وانتاجات فاقدي البصر بالتعاون مع اتحاد المكفوفين في معرض اعمال فنية في الخزف والرسم فالفنون اليدوية جزء من الهوية وهي عنوان لانتصار الذات ايضا.
كما يقدم المهرجان مجموعة من الورشات تشرف عليها فنانات اثرن في المشهد الثقافي عموما وكنّ رائدات وصانعات فرجة ونقد، فتشرف ليلى طوبال على ورشة الكتابة المسرحية و تقدم الكوريغراف المختلفة نوال اسكندراني ورشة في الرقص المسرحي، واسكندراني قدمت سنوات عمرها خدمة لفن شغفت به منذ الطفولة لتصبح من اشهر المدارس الراقصة في تونس، وتقتحم المرأة عالم DJ والموسيقى الالكترونية مع ورشة تشرف عليها مجموعة DJ Academy for girls.

و تتطلع هذه التظاهرة ككل انشطة الجمعية الى تثمين كل الفنون وتعزيز مشاركة كل فرد و خاصة مشاركة المرأة وحضورها الفعال في المشهد الثقافي و الفني و الى ارساء ثقافة مفيدة تساهم في التطور الفكري و الحضاري للفرد وبالتالي للمجتمع, ثقافة تقطع مع النمطية و الاستهلاكية, ثقافة تثمن الخلق و التجديد و الابداع و تكرس القيم الإنسانية وقيم المواطنة و العدالة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115