Print this page

من المنع في الإسكندرية إلى التنويه في هوليود: فيلم «سلوى» وإرباك جرأة بائعة الهوى

تناولت أعمال كثيرة حياة بائعات الهوى وكشفت بعضا من يومياتهن ومعاناتهن في بيع الجسد مقابل المال ودوس الكرامة مقابل المتعة...

إلاّ أنّ فيلم «سلوى» للمخرجة إيناس بن عثمان توفق في طرق الحكاية من أبواب جديدة ليترك الأثر والتأثير لدى عشاق الفن السابع.
بعد ترشحه إلى مسابقة الفيلم القصير في مهرجان هوليود للفيلم العربي في دورته الأولى، حاز فيلم «سلوى» على تنويه لجنة التحكيم من بين 48 فيلما مترشحا.
«وهم ليلة حب» من قصة إلى فيلم
تسلحت المخرجة إيناس بن عثمان بكثير من الشجاعة لاختيارها تحويل قصة «وهم ليلة حب» للكاتب لسعد بن حسين إلى فيلم روائي قصير. كما قبلت الفنانة ريم البنا تجسيد دور البطلة سلوى بكثير من الجرأة. يغوص الفيلم في عالم «المواخير» بكل تفاصيله الخفية وأسراره الدفينة بين جدران غرفة متواضعة ومهترئة. هناك تسكن امرأة دفعتها الظروف الاجتماعية القاسية إلى بيع اللذة مقابل المال والجسد مقابل الخبز. بكثير من الإحساس، تقمصت ريم البنا شخصية سلوى لتكشف للناس الوجه الخفي لبائعات الهوي اللاتي كثيرا ما تلاحقهن سياط الجلد والشتم دون تعاطف مع قصصهن المحزنة التي قادتهن إلى الماخور كرها وقسرا وليس اختيارا.
حين تصبح المرأة بائعة هوى تتحوّل إلى شبه إنسان وطيف أنثى فاقدة للشعور والقيمة، فلا يحق لها الحياة كما تشاء والتصرف حتى في جسدها كما ترغب. وحتى وإن حاولت أن تكون امرأة حرّة ولو لليلة واحدة فإنّ مصيرا أبشع من الماخور ينتظرها!
ولئن تم منع عرض فيلم «سلوى» في مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة بعد ترشحه إلى المسابقة الرسمية بدعوى احتوائه على مشاهد جريئة ، فقد فاز بعدد من الجوائز المهمة في المهرجانات التي عرض بها على غرار جائزة أفضل فيلم روائي قصير في المهرجان الدولي لحقوق الإنسان بتونس ...وأخيرا حصل فيلم «سلوى « على تنويه لجنة تحكيم مهرجان هوليود للفيلم العربي.
ولرأب الصدع بين الكتاب والمخرجين في تونس وكسر جبل الجليد بين القصة والفيلم، أنتج المركز الوطني للسينما والصورة على هامش أيام قرطاج السينمائية أربعة أفلام قصيرة مقتبسة من المدونة الأدبية التونسية من بينها فيلم «سلوى» وفيلم «بقشيش» لحسان المرزوقي وقد نجح الفيلمان في تحقيق الإشادة وإثارة الإعجاب عند العرض في مهرجانات سينمائية مرموقة.

المشاركة في هذا المقال