مهرجان المالوف بتستور: تستور حاضنة فن المالوف والمهرجان يدافع عن الذاكرة

يعود المهرجان الى جمهوره، تعود اللقاءات الثقافية والفنية في رحاب مدينة المالوف تستور، في مدينة سكنها الاندلسيين وتركوا فيها اغانيهم وقصصهم وحكاياتهم

يكون اللقاء من 27الى 30افريل مع فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية.
تشيلا اللوبية تفتح ابوابها لمحبي الاغنية الجميلة واللحن المميز، تستور الاندلسية تشرع نوافذ الجمال ليستمتع زوار تلك المدينة الجميلة بسحرها التراثي وخصوصياتها الغذائية والموسيقية في سهرات رمضانية تختص بموسيقى المالوف في اطار حفاظ المهرجان عن خصوصيته ودفاعه الدائم على فن المالوف لإنقاذه من الاندثار، يحافظ المهرجان على خصوصيته ايمانا منهم بالمسؤولية امام الجمعيات والفرق الباحثة في المالوف والمحافظة على طبوعه كما يقول خير الدين القرواشي مدير المهرجان.
«نريد احياء المدينة ليلا وهذا واجبنا، مدينتنا جميلة والمالوف من تراثها ومميزاتها وفي المهرجان نبحث بكل السبل للحفاظ على موروث موسيقي ميز تستور وانتشر في ربوعها» بهذه الكلمات عبر مدير المهرجان عن ضرورة مهرجان المالوف في المدينة، فالمهرجان يجمع ابناء المدينة، ويجمع محبي هذا الفن الجميل.

الدورة الخامسة والخمسون كانت حاضرة منذ العام الفارط لكنها اجلت بسبب الغاء التظاهرات، وبعد الاجتماعات تقرر انجاز دورة بعدد اقل من العروض في شهر رمضان ليكون للجمهور حقه في متابعة المالوف والاستماع بالمادة الموسيقية المقدمة وبميزانية 27الف دينار تنجز فعاليات المهرجان الذي سيفتتح يوم 27افريل بعرض مالوف لسفيان الزايدي، يليه عرض فرقة سيدي بوسعيد للمالوف والمحافظة على التراث بمشاركة الفنان الشاذلي الحاجي ويلتقي ابناء المدينة في سهرة 29افريل مع عرضين موسيقيين الاول «تستوريات» والثاني لنادر الجندوبي وكلاهما من ابناء تستور المحافظين على الهوية الموسيقية للجهة وتختتم فعاليات المهرجان المصغّر بعرض العزوزية سهرة 30افريل ويحتضن مسرح الهواء الطلق بتستور المهرجان وسعر التذكرة ثلاث دنانير «ندعو الجمهور ليشاهد العروض، فلتكن هذه العروض بمثابة تذوق لعروض الدورة السادسة والخمسين التي ستنجز في فصل الصيف» حسب تعبير خير الدين القرواشي.

المهرجان الدولي للمالوف بتستور هو الحاضنة الاولى لموسيقى المالوف، المهرجان ليس فقط عروضا فرجوية بل يساهم في الدفاع عن الخصوصية الثقافية والموسيقية للجهة وأهمها موسيقى المالوف من خلال تعليم الاطفال هذا الفن الذي ورثه ابناء المدينة وكذلك المسابقات، فالمهرجان يقدم في كل دورة مباريات بين الفرق التي تغني المالوف من كل ربوع الجمهورية، يلتقون في تستور يشاركون في المباريات والفرقة الفائزة تتحصل على جائزة مالية تحفيزية قيمتها 28الف دينار (جائزة لا تقدمها وزارة الشؤون الثقافية ويقدمها المهرجان).

ويشارك في هذه الدورة الفرق الجهوية والمحلية لمزيد تشجيع الاطفال على تعلم المالوف، فتستور حاضنة المالوف ويعمل المهرجان على مشروع يجمع الفرق القديمة والجديدة لانجاز مشروع موحّد، مشروع يتطلب الكثير من المجهودات لكنه موضوع على طاولة النقاش والعمل، فالمهرجان من واجبه الحفاظ على ذاكرة المالوف من خلال تشجيع الفرق واحتوائها، فهذا الفن المميز يحتاج إلى الارادة والدعم المالي لانقاذ جزء من الذاكرة الموسيقية التونسية والتي يعتبر المالوف من ركائزها الاساسية.

تستور، تيشيلا، تستور مدينة المالوف والرمان، تستور المدينة المعروفة بجامعها الكبير وساعتها الشمسية المعكوسة، بطحاؤها فضاء للاجتماع واللقاء بين محبي الفنون ومكتشفي الجهة، تستور قبلة للباحثين عن جمال العمارة الاندلسية وسحر موسيقاها واكلاتها المميزة كل هذه التفاصيل يعمل عليها المهرجان لمزيد تقديمها في صورة اجمل لزوار المدينة وضيوف موسيقى المالوف، فانخرط شباب المهرجان في حملة تزويق المدينة ورسومات الغرافيتي التي زينت الجدران بالإضافة الى زراعة الورود في اصص معلقة في المدينة العتيقة لتصبح «حدائق مصغرة» يتماهى عطرها مع اشجار «الارنج» المنتشرة في بطحاء المدينة وأزقتها.

تستور مدينة الفنانة حبيبة مسيكة وفي بيتها «دار الثقافة ابراهيم الرياحي» عقدت ندوة صحفية لتقديم المهرجان وجزئياته، في بيت بني على الكثير من الحبّ (دار لياهو ميموني بناها لحبيبة مسيكة قبل 1930)، بيت مسكون بالتفاصيل «كل ركن من البيت صنع وزوّق برغبة من حبيبة مسيكة» حسب تعبير رشيد السوسي رئيس جمعية صيانة المدينة، هذا البيت الذي كان لسنوات فضاء لرواد دار الثقافة وانشطتها، لقد حان الوقت ليتحول الى متحف ويكون مزارا للباحثين في الموسيقى التونسية بعد الانتهاء من اشغال دار الثقافة الجديدة، بيت حبيبة مسيكة او دار الثقافة حاليا فضاء جدير بأن يكون وجهة سياحية لجماليته وكثرة التفاصيل والتزويق داخله.

مهرجان المالوف بتستور هو الواجهة لاكتشاف التراث الموسيقي بالمدينة والتعرف على المعالم السياسية والطبيعية الموجودة بمدينة تبهر الزائر وتشدّه اليها، فالموسيقى والثقافة مطيتهم ليعرّفوا بمدينتهم ويدافعوا عن تراثهم الموسيقيى ليظل جزء من الذاكرة الموسيقية التونسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115