في ضيافة سورة: مقاصد سورة محمد (2)

وعلى الجملة، فإن مقاصد هذه السورة ينتظم وفق التالي:

- بينت أن الله أبطل أعمال الكافرين لإعراضهم عن الحق واتباع الباطل، والوقوف في وجه الدعوة؛ ليصدوا الناس عن دين الله، وأنه سبحانه كَفَّر عن المؤمنين سيئاتهم؛ لأنهم نصروا الحق، وسلكوا طريقه، واتبعوا ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك كفالة للمؤمنين بالنصر على أعدائهم.
- بينت وجوب الدفاع عن الحق، وما يتطلبه ذلك عند لقاء الكفار في بدء المعركة ونهايتها، وذكرت جزاء من قُتل في سبيل الله.
- وَعْدُ المجاهدين بالجنة، وأمر المسلمين بمجاهدة الكفار، وأن لا يدعوهم إلى السلم، وإنذار المشركين بأن يصيبهم ما أصاب الأمم المكذبين من قبلهم.
- حذرت كفار مكة سوء المصير، فضربت لهم الأمثال بالطغاة المتجبرين من الأمم السابقة، وبينت أن الله دمَّر عليهم بسبب إجرامهم وطغيانهم: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} (محمد:10)، ثم ذكرت جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وعاقبة الذين يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم، وأشارت إلى أن سنة الله إهلاك القرى الظالمة التي هي أشد من قريتك التي أخرجتك {فلا ناصر لهم} (محمد:13).
- وصف الجنة ونعيمها، ووصف جهنم وعذابها.
- وصف المنافقين وحال اندهاشهم، إذا نزلت سورة فيها الحض على القتال، وقلة تدبرهم القرآن، وموالاتهم المشركين، وتهديدهم بأن الله ينبئ رسوله صلى الله عليه وسلم بسيماهم، وتحذير المسلمين من أن يروج عليهم نفاق المنافقين.
- أوضحت السورة أن الذين صدوا عن سبيل الله، وشاقوا الرسول من بعد ما وضح الحق وتبين الهدى لن يضروا الله شيئاً، وسيحبط أعمالهم، وأنهم إذا ماتوا وهم كفار، فلن يغفر الله لهم.
- ختمت السورة بالإشارة إلى وَعْد المسلمين بنوال التمكين، والتحذير إن صار إليهم الأمر من الفساد في الأرض، وقطيعة الرحم، وذمت البخلاء في الإنفاق، وبينت استغناء الحق عن الخلق، وفَقْر الخلق إلى الحق في قوله سبحانه: {والله الغني وأنتم الفقراء} (محمد:39).

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115