وجوه رمضانية: براعة شخصية الأم بين وجيهة الجندوبي ونعيمة الجاني

يصنعن طريقهنّ.. ينحتن مسيراتهن التمثيلية بكل هدوء وإبداع، لكل منها طريقتها في قراءة الشخصية قبل تقديمها لجمهور الدراما،

ممثلات متمكنات من الادوار ويفرقن جيدا بين الشخصية المسرحية والشخصية الدرامية، لهنّ زاد علمي وتجربة تمكنهنّ من النجاح في الشخصيات التي يقدمنها، فهنّ ممثلات تونسيات اخترن التمثيل مهنة وحياة ونجحن في الرهان.
مع كل موسم رمضاني تبرز شخصيات وممثلين، يصنعوا النجاح ويتركون الاثر في الذاكرة البصرية لمتابعي الاعمال الدرامية التونسية، في الحلقات الماضية كان النجاح لممثلتين اثبتتا انهما من طينة الكبار ولهنّ القدرة على تقديم شخصيات مختلفة بأداء صادق ومتلون هن وجيهة الجندوبي في «الحرقة» ونعيمة الجاني في «الفوندو».
وجيهة الجندوبي: متلونة ومختلفة
سرقت الاضواء من بقية الممثلين، امرأة شامخة محبة للمسرح، راهن عليها المخرج لسعد الوسلاتي وكسب الرهان بجزأي مسلسل «الحرقة» وقبله مسلسل «المايسترو»، الممثلة المتلوّنة، حرباء الدراما والمسرح وجيهة الجندوبي بشخصية «نعمة» استطاعت ان تفرض شخصيتها للموسم الثاني بين مجموعة من امهر الممثلين التونسيين.
شخصية نعمة الأم التي انهكها العمل ومشاغل الحياة، تبدو لمتابعي الجزء الاول قاسية ترسل ولدها «للحرقة» على امل وصوله الى الضفة الاخرى والعمل لإعالتها وإخراجها وبقية ابنائها من ازمة الفقر، في الجزء الاول تابع جمهور مسلسل «الحرقة» امرأة قوية تواجه الفقر والتهميش وفقدان الزوج والابن بابتسامة وكلمات قليلة، ليجدها في الجزء الثاني اكثر حزنا وألما، الم اتقنت الجندوبي رسمه على ملامح وجهها ونظراتها المنكسرة والخائفة، استطاعت تجسيد صورة الام المنهكة نفسيا وجسديا بالاعتماد فقط على الحركة وتعابير الوجه، وجيهة الجندوبي خريجة المسرح اثبتت لجمهور الدراما انها ممثلة من طينة الكبار قادرة على التلون والتغيير في الشخصيات التي تتقمّسها، ممثلة بروح طفلة وشغف عاشقة لفنها.
وجيهة الجندوبي «نعمة» في الحرقة ليست «ليليا» في «منامة عروسية، ولا شخصية الاخت الكبرى في «اخوة وزمان» او «المحامية» في يوميات امرأة وليست «المدام» و»مدام كنزة» في المسرح، لكل شخصية تقنياتها واليات العمل عليها، تشتغل الجندوبي على الابعاد النفسية للشخصية، تفكّكها وتعيد تركيبها وتقديمها لجمهور ينتظر الدراما الرمضانية، وجيهة الجندوبي ممثلة تونسية مميزة، كلما كانت امام الكاميرا سرقت الاضواء وأكدت ان لهذا الوطن نساءه المتميزات في كل مجال.
نعيمة الجاني: ممثلة ذكية قادرة على النجاح في الكوميديا والدراما
«اخبروها انه مجرد تمثيل، لما كل هذا الصدق» الجملة «الترند» التي يتداولها متابعي مسلسل «الفوندو» منذ حلقته الاولى بخصوص اداء الممثلة نعيمة الجاني التي تجسد شخصية «خديجة» ام الشخصية الرئيسية التي يقوم بها نضال السعدي.
نعيمة الجاني الممثلة «الفرفوشة» التي احبها الجمهور في الكوميديا وعرفها في شخصيات محدودة خاصة «المعينة المنزلية» اثبتت انها قادرة على النجاح في الدراما، في مسلسل شخصياته مركبة جسدت الجاني دور الأم بكل ما تحمله الام من قيم الخوف والحب على ابنائها، نجحت في اقناع الجمهور بوجعها لفقدان ابنها المرمي في السجن، ابكت متابعيها وهي تحضر قفة الزيارة الاسبوعية، في المشهد الواحد تصنع الضحكة ودموع تزين محياها، شخصية قوية ولينة في الحين ذاته ابدعت نعيمة الجاني في تقديمها، الام ابكت جمهور المسلسل في مشهدين اثنين في الحلقة الاولى من الجزء الثاني، الام القادرة على كضم الوجع والرغبة في الصراخ في آن كمية من الوجع جسدتها في مشهد واحد، فأقنعت وتميزت الممثلة المعروفة بأدوارها الكوميدية.
نعيمة الجاني خريجة المسرح تميزت في شخصية «خديجة» وكانت من النقاط المضيئة في العمل بجزئيه، ممثلة اكدت انها قادرة على تقمص اصعب الادوار متى سنحت لها الفرصة والتقط مخرج قدرتها على الاختلاف، نعيمة الجاني التي عرفها جمهور الدراما بدور «حديدة الجويدة» في مسلسل «الخطاب عالباب»، «حديدة» البارعة في اعداد «البوزة» والخبيرة بالمطبخ ومواقفها الثنائية المضحكة مع «الشيخ تحيفة» (عبد الحميد قياس)، وتعاطف معها بشخصية «مريم بنت الصواف» في «حسابات وعقابات» الشخصية الريفية المتيمة بحب «محسن الرابحي»، الشخصية الجامعة بين العقل والجنون، ورافقته لأعوام بشخصية «كلثوم» في سلسلة «شوفلي حلّ» بمواقفها المضحكة والحكيمة معا، تخرج الى متابعيها بدور جديد ومركب في مسلسل «الفوندو» للمخرجة سوسن الجمني، الجاني تميزت بصدقها في الاداء ومعرفتها بشخصيتها جيدا، عرفت نقاط قوتها وضعفها، لامست تفاصيلها وتماهت معها فأصبحت «خديجة» و»نعيمة» وجهان لصورة واحدة هي ممثلة محترفة قادرة على صناعة مشاهد مختلفة وتكون امتداد لفنانات الزمن الجميل.
نعيمة الجاني الممثلة القادرة على افتكاك النجاح، لها القدرة على اضحاك المتفرج وسرقة دموعه في المشهد ذاته، احبت المسرح ودرسته وقدمت الكثير من الادوار في المسرح، خبرت الركح ووجعه فتميزت في الدراما، ممثلة شعارها «الفن اما ان يكون راق يرفع من اذواقنا ويكون رسالة بها عبرة وموعظة او يصبح نقمة، بالفن نرتقي وبالفن ننحني».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115