مهرجان فنون الفرجة ببوحجلة: لبنة أخرى لتأسيس ثقافة تقوم على السؤال

يعملون لنشر ثقافة تنتصر للمواطن، ثقافة تنتصر للإنسان وتحفزه على اعمال العقل والتفكير، يسعون إلى إرساء مشهد ثقافي مغاير وإرساء ثقافة تقوم على كل التلوينات

الفنية في مدينة ذات طابع ريفي، في مدينة «بوحجلة» من ولاية القيروان بلغ المهرجان عامه السابع، مهرجان فنون، الفرجة التظاهرة الثقافية المغايرة للموجود والتي انطلقت فعالياتها يوم 25مارس للتواصل الى غاية1افريل وشعار هذه الدورة «الخروج الى الشارع» بما يعنيه من انفتاح الفنون على الشارع واكتساحها له، عروض فرجوية ومسرحية وحلقات نقدية تتوجه الى المواطن في الشارع وتحاول ان توصل العديد من الرسائل الثقافية اولها حق المواطن في الثقافة اينما وجد في ربوع هذا الوطن حسب تعبير مدير المهرجان محمد العماري.
وأضاف العماري المهرجان فرصتنا لنقول ان هنا يمكن ترسيخ ثقافة بديلة، نسعى لتحقيق معادلة ثقافية ونريد افتكاك حق ابناء جهاتنا البعيدة عن المركز في المسرح والفرجة، في مدينتنا حلمنا بالتأسيس وها نحن نحقق تدريجيا احلامنا رغم كل الصعوبات المادية واللوجيستية نحن نحقق احلام ابناء المدينة وأريافها الممتدة في مهرجان يوفر لهم فرجة مختلفة عن السائد.

مهرجان فنون الفرجة ببوحجلة تظاهرة ثقافية مختلفة تقوم على تقديم عروض مسرحية وثقافية غير استهلاكية، عروض ذات بعد فكري وطابع نقدي، المهرجان سبق وان كرّم في دوراته الفارطة فنانين مسرحيين قدموا الكثير للمسرح التونسي منهم دليلة المفتاحي ووحيدة الدريدي ومحمد كوكة وعلي اليحياوي وحافظ خليفة، المهرجان في طوره التأسيسي اصبح له صدى ايجابي في المدينة المتعطّش ابنائها للفرجة والسؤال، وإيمانا بما قدمه بناة المسرح التونسي واعترافا بمجهوداتهم يكرّم المهرجان هذه الدورة «فرقة الكاف» التي كانت لبنة اساسية للفعل المسرحي، الكاف بما تحمله من رمزية الانفتاح على الشعوب وتقديم فرجة مسرحية مميزة، الكاف التي مرّ بها المنصف السويسي وجليلة بكار والفاضل الجعايبي وعيسى حرّاث، الكاف نواة الابداع تحضر في بوحجلة من خلال معرض يوثق لتاريخ الفرقة وأجمل اعمالها بالاضافة لتكريم بعض الوجوه التي مرت بالفرقة وتركت بصمتها في المشهد المسرحي التونسي.
ويستقطب المهرجان في دورته الحالية قامة من قامات المسرح التونسي، فنان لا يؤمن بالحدود قدر ايمانه بالمسرح والانسان، فنان قدم الكثير للمسرح التونسي ولا زال يبدع ويحول احلامه الى اعمال مسرحية مذهلة، الفنان فاضل الجعايبي يشرف طيلة ايام المهرجان على تربص «الممثل وقرينه» في قاعة الرياضة ببوحجلة (لغياب فضاء ثقافي بالجهة) ويؤطر 15شاب وشابة مهتمين بالمسرح والتمثيل، ووجود قامة مثل الفاضل الجعايبي يعطينا الكثير من الثقة لنواصل البناء والقطع مع السائد والنمطي والارتقاء بالوعي العام للشباب ونشر ثقافة مغايرة، ثقافة تقوم على السؤال لا الاستهلاك السلبي، ونحن نؤمن ان للمسرح القدرة على التغيير حسب تعبير محمد العماري.

«الفن يخرج الى الشارع» هو شعار الدورة، فالشارع سيكون حاضنة للعروض الثقافية، شوارع الارياف ستكون قبلة «التاكسي الثقافي» للفنان سهيل هنشيري ليقدم لاطفال الارياف باقة من العروض التنشيطية والموسيقية، كذلك حسن الجبالي يقدم عروضه التنشيطية الموجهة للاطفال في ارياف لا يعرف ابناؤها معنى «مسرحية» ولم يزر اغلبهم قاعة عرض، «وإيمانا منا بدور الكتاب في الإرتقاء بالوعي العام والرقي بالفكر وتهذيب الذوق

تحل بيننا الشاعرة ايمان الفالح أصيلة معتمدية بوحجلة لتوقيع ديوانها الشعري «يداك اسمائي الغريبة» في اطار احتفاء المهرجان بمبدعي الجهة والمدافعين عن نشر الوعي والثقافة في ربوعها» حسب تصريح مدير المهرجان.

معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان، يوجد مها خمس مؤسسات تربوية كبرى معهدين وثلاث مدارس اعدادية الا انه لا يوجد إلا استاذ تربية مسرحية واحد في تلك المؤسسات لذلك اخترنا ان يكون محور الندوة الفكرية «المسرح المدرسي، اي افاق» كوسيلة للدفاع عن المدينة وحق ابنائها في اساتذة تربية مسرحية، ويشارك في الندوة التي ستكون الاربعاء 30مارس كل من الدمكتور محمد الهادي الفرحاني والدكتور محمد الكشو ومنير العرقي ويتخلل اللقاء مداخلة ارتجالية بعنوان لا»في حرقة الثقافة» يقدمها الاستاذ عبد العزيز الحمداوي ويدير اللقاء الصحفي والكاتب نور الدين بالطيب وتكون الندوة بفضاء الجلاص القصر بداية من الثالثة بعد الزوال.

مهرجان فنون الفرجة ببوحجلة لبنة حقيقية لنشر الوعي وترسيخ ثقافة الفرجةن فعل نضالي ضدّ كل اشكال المركزية والحرمان الثقافي الذي تعرفه المدذن الداخلية واريافها، هي فرصة ليعرف الطفل فرجة اخرى غير التي يشاهدها في التلفزة او الهاتف، فرصة ليعرف الطفل ان هناك مسرح ويرى لعب الممثل امامه، المهرجان فعل نضالي لتأسيس جيل واع يتقن السؤال واعمال العقل اثناء الفرجة، فنون الفرجة مهرجان او حدث ثقافي ينتصر لثقافة المواطنة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115