ريبورتاج: معرض «الفن اللي فيك» لـ les monartienes في رواق «جيلان» بنابل: نساء صنعن ذواتهنّ التشكيلية وأزهرن كما الربيع

يحكن من الأمل خيوطا يحولنها إلى نسيج مذهل، يبحثن في الموجود ويحولن الاسود والوجع الى الوان وجمال، يرقصن وينقلن ضربات الأقدام والإيقاعات

الى سيمفونية خطية ولونية مذهلة، هنّ النساء مانحات الحياة والشريكات في فعل الخلق هن اللواتي ابدعن في رسوماتهنّ وشكلّن احلامهنّ في لوحات تشكيلية تشتبهنّ في الشغف.
اجتمعن على حبّ الرسم واللون، جمعتهنّ فكرة الفن والنجاح، هنّ les monartienes اللّواتي تعلمن الرسم واحببن الفن التشكيلي واصبح لهنّ تجربة عمرها ثلاثة عشر عاما من الابداع والبحث والتلوين والتجريب كطفلات يلاعبن الريشة ويراقصن الالوان واليوم يحتفين بتجربتهنّ بمعرض جماعي عنوانه «الفن اللي فيك» برواق «جيلان» بالمدينة العتيقة نابل يتواصل الى غاية 30مارس 2022.
الفن دفاع عن الهوية والموروث:
في المدينة العتيقة يوجد رواق جيلان، ذاك البيت العتيق المسكون تاريخا وجمالا، في هذا الفضاء تشاركت الكثير من الرسامات الشغف بالتراث في لوحاتهنّ، فرسمت امنة دقنو المدينة ببلاطها المميز والوانها البنية مع مسحة من الازرق في لوحة «تونس المدينة» وشاركتها سارة الشمنقي هذا الشغف فتوغلت اكثر في المدينة العتيقة ولاحقت النسوة وهنّ ينطلقن الى الامام، فقط ملامح اجساد نسائية مع ابراز الظل على الارضية المغرية بالاكتشاف، في لوحتها بدت المدينة مضيئة، الأصفر أقصى اللوحة كانه إشارة إلى الأمل الذي تذهب اليه النسوة، في عملها تبدع سارة الشمنقي في مشاكسة الالوان والمزج بينها بحرفية تغري متأمل اللوحة بجولة في أزقة المدينة المسكونة بالصخب والجنون.
جنون في اللون والحركة، أصوات الباعة ونداءاتهم تغزلا ببضاعتهم، الأحمر في الشاشية والبني في البرنس وابيض السفساري مع تناسق بين الأصفر والبني هو «جنون المدينة» كما راته سمية داود ورسمته بشغف طفلة الى المدينة.
صخب المدينة من من صخب «السوق» الذي يجتمع فيه الباعة، سوق ليلى ساسي كاهية تونسي بامتياز، حضرت المراة بلباسها الريفي الجميل، الرجال ينثرون سلعهم، تتداخل الألوان وتتماهى مع الأصوات التي تسمعها من اللوحة، سوق توجد فيه تونس، فتجد دقلة الجنوب وقمح الشمال وزهر الوطن القبلي وملوخية وحنة قابس والمظلة الجربية والشاشية التونسية القديمة، سوق ميزته الالوان الزاهية المحفزة على مزيد من التجوال.
ساحرة هي جزئيات الموروث التونسي وممتع ان تشاهد التراث تنقله العصاميات بشغف وصدق، في نابل تنتشر رائحة «الزهر» تلك الزهرة الجميلة والمقدسة لدى اهل نابل تشبهها ايناس غرالي بعطر الوطن وهو اسم اللوحة، فتضع قارورة الزهر الفضية فوق بساط احمر قان وخلفه الكثير من الجليز المتميزة به نابل تاريخيا، لوحة تكاد تشمّ عطرها المنتشر في كامل المكان، وحين يفوح العطر تتزين النسوة ويلبسن السفساري ويحملن القفة الصغيرة في اعلان لموعد الفرح والجمال، و»السفساري» لوحة لبسمة فاكر وكانها استنطاق لصورة المراة في سنوات مضت، ترسم بابا اخضر اللون بحلقته الدائرية المميزة، امامه امراة بسفساري حريري ابيض اللون تحمل قفة موشاة بالزهور لتعلن الرسامة من خلال تمازج الالوان على لقاء مع الجمال.
لقاء تبدع في رسمه هادية مبارك في لوحتها «مسك وعنبر» وكانها التكملة للصورة الداخلية لعمل بسمة فاكر التي ترسم المراة خارج الباب، بينما ترسمها هادية داخل فضائها حاملة عودها واضعة المشموم فوق طاولتها، ترتدي لباسها التقليدي وخلفها تفاصيل الجليز المميزة، لوحة هي دفاع عن الهوية في اللباس والموسيقى.
في معرض «الفن الي فيك» تنتصر اللوحات للموروث، ترفع رايات الفرح علنا، فترسم سندة شقرون المراة الجربية بملحفتها البيضاء والحمراء والمظلة التي تميزها مع الشمروخ والحي التقليدي وكانها تحمل متامل عملها الى الجزيرة ليتامل جمال التراث والهوية عبر اللباس، الى جانبها تنطلق اكثر بسمة لذيب في انتصارها للرقص من خلال لوحة لمجموعة من النسوة ترتدي اللباس الريفي ويرقصن، لوحة ميزتها الاحمر في «الملية» مع الكثير من الالوان المنتشرة في كامل العمل، بقراءة بسيطة اللوحة عنوان للفرح واقصى حالات انتشاء رسامة تتقن التعامل مع اللون،ومن الكلي إلى الجزئي حين ترقص النسوة يحدث الخلخال موسيقاه المختلفة، فهو من اجمل ما تلبس النسوة، الخلخال كان لا يغيب عن لباس المراة فهو رمز للانوثة والجمال، «الخلخال» ترسمه بسمة فاكر، ولا وجود لرقص دون موسيقى فترسم سنية طبّالة قرقنة وتعزف نغمات تكاد تستشفها اثناء التجوال بين اللوحات، فاعمالهنّ رحلة الى الموروث التونسي استطعن المزج بين اكثر من فكرة تهتم بالتراث من النساء الى الرقص والموسيقى والحليّ، تفاصيل اختلفت فيها ممارسة اللون وطريقة توزيعه لكن اشتركت جميعهنّ في اتقان التعبير عن افكارهنّ والدفاع عن الموروث بفنهنّ.
النساء حالمات شامخات وسط الالوان
«النساء، النساء الله يعيش النساء» هكذا غنى محمد الجموسي، وأنت تتجول في رواق جيلان في معرض الفنّ الى فيك ستسكنك هذه الأغنية، فاللوحات أبدعت في رسمها النساء والمرأة محور الكثير من الأعمال، كل رسامة تتقن رسم ذاتها وتنقل ما يخالجها في لوحتها التشكيلية، في «الفن اللي فيك» تستقبلك الألوان الجميلة، الألوان تغريك باكمال الجولة وإعادتها مرات، في كل الأعمال تتنافس الألوان بين ازرق وبنفسجي واصفر واخضر لصناعة سيمفونية عشق مميزة.
المرأة كانت وستظل مانحة الحياة والجمال، المرأة هي «الجوهرة» كما رسمتها الهام حديدان، تصنع ثورتها الداخلية وتحوّل وجعها إلى رقصة ساحرة، هي راقصة «الفلامنكو» في لوحة مروى بالطيب لوحة يتماهى فيها البني مع الاصفر بتدرجاته والبرتقالي ويحضر الأزرق مع مسحة من البياض، لوحة صارخة لامرأة تتقن فعل الرقص وكأننا باللوحة تعبير عن ثورة داخلية ورغبة في التغيير أتقنت مروى بالطيب التعبير عنها، من الفلامنكو الى البالي كل منهما رقصة تنتصر للقوة، رقصة تتعب الجسد لكنها تحلق بالراقصة في سماء الانعتاق من كل القيود، في لوحة راقصة البالي تميل سنية كعبار الى الألوان الزاهية تمزج الزهري لون الحب مع الازرق لون الامتداد والهدوء مع الاصفر كتعبيرة عن الثقة وتضع بينها امراة تفتح يديها وكانها تعانق السماء وتنظر الى الامتداد، امرأة كزهرة برية عصية عن الهزيمة تستمدّ قوتها من ألوانها المثيرة.
هادئة وشامخة، تتوسط فضاء العرض، تشدك اليها للوقوف امامها وفكّ شيفراتها، امراة تونسية بوشم امازيغي على الذقن، وشاح اخضر فوق الراس و»مريول فضيلة» احمر واسود، خلفية زرقاء كأنها السماء، لكل جزئية في اللوحة رمزيتها، مزج بين التاريخ والموروث في لوحة سندة شقرون، ربما ترسم ذاتها القوية بنظرة ثاقبة، قد تكون استحضرت صورة «فضيلة الشابي» القوية، وقد تكون الصورة تعبير عن كل امرأة تونسية معتدة بذاتها وانتمائها لوطن صنعت نساؤه جزء من التاريخ، قبالة لوحة سندة شقرون لوحة أخرى أخذت حيزا ضوئيا هاما، لوحة تنقل فقط وجه امرأة بخصلات شعر تلاعبها الريح، لوحة لوجه يحمل الكثير من الغموض، لوحة تدعوك لقراءتها ومحاولة فك رموزها الخفية، مساحة الوجه كانت فضاء لتجريب الألوان وكانّ بامنة دقنو صاحب العمل تدعو جمهور الرواق لمزيد تأمل الوجوه لقراءة ما تخفيه القلوب.
حين تعشق المرأة تزهر،حين يدخل الحب الى قلبها تصبح اجمل، فالحب دينها وديدنها، و»العاشقان» هو عنوان لوحة فريدة لوكيل، فريدة انتصرت للعشق في عملها، عاشقان يتقاسمان الحب والموسيقى وبهاء الطبيعة،رسمتهم فريدة لوكيل مستعملة الأزرق والأحمر مع زهرتي توليب أقصى اللوحة وكأنها تجسّد للحظات الحبّ الصادقة من خلال القدرة على ملاعبة الألوان الحارة والمزج بينها، متى اجتمع العشاق ارتفع صوت موسيقى القلب، هي تعبيرة عن فرح طفولي تعيشه المرأة متى أحبت، تزهر وتنتشر حولها كل ألوان الحب وتلوينات البهاء، تنتصر للموسيقى فتكون سيمفونية العشق هي أجمل السيمفونيات و»بحذا حبيبتي» هو عنوان لوحة سعيدة لوصيف التي نقلت من خلالها لحظات الحب وقوس قزح القلوب العاشقة.
حين ترسم المرأة تزهر، حين يكون موضوع اللوحة المرأة ستزدان اللوحة بالكثير من الزهور بألوان مختلفة فيحضر الأحمر والبنفسجي والأخضر في رأس امرأة غابت ملامح وجهها و تميزت بأحمر شفاه مغر رسمتها آسيا يونس وكأنها انتصار أزلي للمرأة المشرقة رغم كل التعب المحيط، فالمرأة نبراس للأمل والجمال أينما وجدت كما تقول الخلفية الزرقاء التي اختارتها آسيا للوحتها.
تتمازج الألوان لرسم شغف المرأة بالجمال والحياة، يبهرك الزهري في تماهيه مع زرقة المياه، ينسدل الشعر اسود على قميص شفّاف يكشف ما تحته من جمال مخفيّ، هو بيت شعر يتغزل بالمرأة تحوله الرسامة إلى لوحة تشكيلية تطلق فيها العنان للريشة لتبدع في رسم امرأة الماء او سيدة اللون والحركة كما تقول لوحة سلوى الفقيه.
لازالت الجولة متواصلة في معرض «الفن إلي فيك» الذي يجمع نساء احببن الفن التشكيلي ومارسنه منذ اعوام، لازال الكثير من الجمال في اللون وحركة الخط يمكن اكتشافه في أعمال نساء أبدعن في معانقة الجمال، في المعرض ترسم ليلى حمامي فضاء جغرافي مميز وتمزج معه صورتها، تماهي بين الفضاء والانسان يكشف قدرة الفنانة على تطويع الألوان لتقديم عمل تشكيلي يشببها، نفس الرسامة لها عمل اخر وكانه رقصة من نار، لوحة يتوسطها البيانو وحوله زهور وستائر بيضاء تحركها نسمات صيفية مع قليل من الازرق وتدرج للون الاصفر تتقن دمجها في عمل واحد ليحمل عطر الصيف وشبق الموسيقى التي تسكن ليلى حمامي.
المرأة/اللون كما ترسمها حورية قربوج في عمل يمزج تدرّجات الأحمر مع الكثير من الأخضر والأزرق وكلاهما لون صعب أثناء عملية التلوين، في عملها تتوسط المرأة اللوحة وكأنها محور هذا الكون.
تنبعث الموسيقى هادئة وسط رواق «جيلان» نوتات رقيقة تشجع الزائر على التجوال بين اللوحات المعروضة، موسيقى تتكاد تتماهى مع نوتات ترسمها هادية مبارك في لوحة «عازفة البيانو» لوحة مزجت فيها الرسامة بين الموسيقى والزهور لتصبح كما الاكليل المقدّس الذي تحمله المراة فوق راسها، إكليل الحب والشغف والجمال، ولان المراة كائن كوني أبدعت سارة الشمنقي وسلوى الفقيه بورتيه المرأة الافريقية بألوانها الساحرة ورموزها الامازيغية والافريقية الكثيرة.
قلوب النساء ربيع واعمالهنّ «جنينة» زهور برية
تتشكل الأفكار في لوحات للفن التشكيلي، تبدع النساء في معانقة الألوان لصناعة ثوراتهنّ اللونية، تتماهى حركات الريشة مع إيقاعات اللون لتقديم سيفونية مميزة تكتبها نساء عشقن الرسم وقررن ان يتعلمنه وبعد ثلاثة عشرة عاما هاهنّ يقدمن اعمالهنّ ويتشاركن النجاح في معرض «الفن الى فيك».
في مدينة نابل يتواصل المعرض الذي تنوعت مواضيعه لكنها تشترك فكرة المرأة كما الربيع مزهرة بألوانها المبهرة، المرأة كما حدائق «التوليب» الذهبي الذي رسمته ألفة الغنوشي، هذا الربيع بزرقته المغرية وخضرته المنعشة وألوانه المدهشة، تفاصيل تنسجها النساء فالمرأة تصنع ربيعها وتحوّل كل الصخب إلى جمال، «الربيع هنا» بريشة سهى صفر ينسجم مع «ألوان الكروكريه» التي ترسمها شيراز قرقني حيث تتداخل كل ألوان الربيع في عمل تشكيلي واحد، دمج بين الأشكال الهندسية وشباك «البرمقلي» باللون الأزرق مع الفاكهة الموشاة بالألوان، لوحة ربيعية كأنها إعلان عن مجيء موسم الزهور والألوان.
تزقزق العصافير كلما حلّ الربيع، تتفتح الأزهار البرية، تمتد المروج الخضراء، تتماهى الألوان باختلافها، كلما قدم الربيع حمل معه كلّ الألوان وأصبحت الطبيعة لوحة تشكيلية مبهرة، من ذاكرتها استلهمت ليلى ساسي كاهية مشاهد الربيع ونقلتها الى لوحتها التشكيلية، في «الربيع» لدى ليلى ساسي تحضر باجة بامتداد مروجها وربيعها المذهل، تلاعب الطفولة وتسترجع جمال الطبيعة وتعيد رسمه بقدرة جميلة على معانقة الالوان والمزج بينها.
الوان الربيع مغرية، زهور الربيع تنعش الروح والقلب، الربيع فصل الحب والامل تطوّعه ريشة بسمة لذيب ليصبح «جنينة نوار» تتوسط رواق جيلان، ينعكس عليها بعض ضوء الشمس لمتسللة من الخارج لتصبح اللوحة وكانها جنينة حقيقية تدعو للزيارة ومزيد الاستمتاع بفصل الربيع.
«الفن الي فيك» معرض جماعي التقت فيه ثلاثين امرأة احبت الفن التشكيلي ومارسته بعد شغف، نساء ازهر داخلهن الربيع فحولنه إلى ألوان وزهور وأبدعن في رسم الطبيعة واقعا وتجريبا كما رسمت سهى صفر وادريانا منصور وسمية داوود، وامال مبارك، لكل نظرتها للربيع وللطبيعة، لكل طريقتها في مشاكسة اللون والفكرة، وجميعهنّ رسمن حدّ الفرح وانتشين باللون والرسم فكان المعرض عصارة سنوات من التعلّم ومعانقة اللون والبحث في مدارس الفن التشكيلي باختلاف مشاربها، وكنّ نساء حالمات استطعن تحقيق احلامهنّ في معرض تشكيلي مفتوح للزوار في رواق «جيلان».
الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي
تنظيم الندوة الوطنية لرؤساء الجمعيات الثقافية
«الجمعيات الثقافية بين النصوص القانونية والتشريعية والإشكاليات الإدارية».
توزر يومي 29 و30 مارس 2022
تعتزم الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي،تنظم ندوة وطنية لرؤساء الجمعيات الثقافية والفنية،بمدينة توزر يومي 29 و30 مارس 2022.
وتهدف الندوة إلى تدارس الإشكاليات المتعلقة ببرامج وأنشطة الجمعيات الثقافية والفنية في تونس وعلاقتها بالوزارات والمؤسسات والهياكل الوطنية والجهوية المعنية وبحضور من يمثلها،وتعدد الإجراءات والقوانين،التي أصبح البعض منها في حاجة أكدية للمراجعة،على أن لا يتجاوز عدد الجمعيات المشاركة 3 جمعيات ممثلة لكل ولاية،كما حدد معلوم المشاركة في أشغال الندوة ب300 دينار للفرد الواحد (اقامة كاملة لمدة يومين بأحد النزل فئة 4 نجوم)
لمزيد الاستفسار،التواصل عبر الصفحة الرسمية للجمعية،أو رقم الواتساب : 98993590

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115