اتفق مجموعة من الشباب على التعريف بتراث الجهة وتقديمه الى الاخر بطريقة تليق باجيم وتاريخها في مهرجان وليد هو المهرجان الدولي باجيم الذي سينطلق ايام 22و23و24 مارس ببادرة من جمعية «سنابل الخير» ورئيسها عبد الفتاح الحرازي صحبة مجموعة من شباب الجهة المؤمنين بقيمة الثقافة ودورها في الكشف عن الثراء المادي والحضاري والفني لآجيم جربة، المهرجان بدعم من وزارة الشؤون الثقافية بمساعدة من اهالي الجهة الذين ساهموا ماديا في دعم البرعم الوليد علّه يزهرا املا وجمالا وتاريخا.
«الثقافة حق دستوري لجميع المواطنين التونسيين» هكذا نصّ دستور الجمهورية التونسية، فصل يسعى ابناء مهرجان آجيم الى تحقيقه لإيصال الفعل الثقافي والفني لكامل ابناء آجيم والجزيرة، فآجيم هلى احدى المعتمديات الكبرى الثلاث لجزيرة الجربة مع حومة السوق وميدون، آجيم تتميز بموقعها الجغرافي المميز ومينائها الجميل وسيستغل ابناء المهرجان الموقع الجغرافي للتعريف بموروثهم الطبيعي والتراثي.
قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان سيعقد المهرجان ندوة فكرية علمية يوم الاحد 20 مارس بمناسبة إدراج جزيرة جربة ضمن التراث العالمي اللامادي تقدم جمعية صيانة الجزيرة في قاعة الإجتماعات ببلدية جربة على الساعة العاشرة صباحا.
تتواصل فعاليات اليوم الترويجي للمهرجان وتقديم موروث الجهة اذ تنطلق على الساعة الرابعة من دار الشباب اجيم خرجة ترفيهية على الدراجات الهوائية وصولا الى مكان يحافظ على تاريخ المدينة وذاكرتها هو متحف قلالة وهو متحف تقليدي يعتبر الاكبر من حيث المساحة اذ تبلغ مساحته 400 متر مربع ويهتم المتحف بالفنون التقليدية والصناعات اليدوية القديمة والعادات الشعبية والكنوز التراثية التي تعرف بها جزيرة جربة. ويتكون من مجموعة من الأجنحة يحتضن كل جناح منها معرضًا تستعرض فيه المهن اليدوية القديمة والأساطير والفسيفساء، في متحف قلالة يجد الزائر كل تفاصيل الحياة البرية والبحرية والمهن التقليدية المتوارثة لدى سكان الجزيرة، من المتحف ستطلق مناطيد مضيئة تضيء سماء اجيم لتعلن ان على هذه المدينة توجد كل تلوينات الفرح، في آجيم جربة ولد مهرجان يحرس ذاكرة الجهة ويقدّم حكاياتها.
للأطفال نصيبهم من فعاليات المهرجان ويلتقون صبيحة الاثنين 21مارس مع عرض تنشيطي «عمي بشبوش» بدار الثقافة اجيم ولان المدينة بحرية يوفر المهرجان فرصة يوم مفتوح للتجديف «نادي تيبازا» مع مجموعة من المسابقات والتنشيط بفضاء غروب الشمي بآجيم.
فلسطين القبلة والمبتغى، فلسطين القضية الازلية والفكرة التي لا تموت عند التونسيين واحتفاء بفلسطين يفتتح المهرجان رسميا مع «الدبكة الفلسطينية» تلك الرقصة المعبرة عن الغضب والتمسك بالأرض فمع كل ضربة قدم على الارض يعبر الفلسطيني عن حقه في ارضه، بالاضافة الى الدبكة السورية وتحضر الشقيقة الجزائر بعرض فلكلوري تراثي مع طبالة خزرون وسط جوّ تقليدي تونسي بحضور حرفيين يدافعون عن الموروث اليدوي ويحرسونه من الاندثار وتكون العروض الاستعراضية الموسيقية طيلة يوم 22مارس الذي ستغرب شمسه بعرض تونسي الروح والفكرة والتقديم، عرض ملحمي كتبه شاعر الجنوب ابن دوز البشير بن عبد العظيم صاحب الصوت الجهوري والكلمات الصادحة بالحرية والحب، عرض «بشاير الخير» يكون خاتمة يوم من الفرجة والمتعة المتلونة فنيا وثقافيات.
تتواصل فعاليات مهرجان آجيم يوم الأربعاء 23 مارس يتم فيه تقديم مشروع “poubelle intelligente ” لنادي الروبوتيك بدار الشباب بأجيم فندوة علمية بعنوان ” نبذة التجارة الجربية عبر التاريخ ” تقديم الأستاذ عبدالستار عمامو.
آجيم/جربة مدينة ضاربة في التاريخ، مدينة جنوبية الهوى وبحرية الاطلالة هي الاخرى تتماهى مع من سكنوها طيلة قرون، من يقول جربة يقول حتما «المحفل الجربي» او موعد الفرح، المحفل الجربي بما هو موروث تاريخي وموسيقي لازالت المدينة تحافظ عليه وتعتبره من مقدساتها الموسيقية فلا وجود لعرس دون محفل ولا «لمّة» فرح يغيب عنها المحفل لأنه اجتماع للموسيقات والرقصات التقليدية يقودهم «الطبالة» حاملي شعائر الفرح في جربة، في المحفل تنتشي عيناك بألوان المدينة ولباسها التقليدي، تتعرف على مميزات العرس من «يوم البربورة» الى «الحجفة»، تصخب الاجساد رقصا وغناء للحياة وإعلان عن الفرح ويقدم المحفل لجمهور المهرجان مساء يوم 23مارس بالمسرح البلدي بقلالة ويشرف على تنظيمه فوج الكشافة بقلالة.
يسدل مهرجان اجيم الوليد ستائره يوم الخميس 24مارس بالاحتفاء بكبار السن من خلال مسابقة للدراجات الهوائية للمسنين فعرض للاطفال «عمي تيتو» بنادي الاطفال اجيم يليه عرض «الفنتازية» وهي احدى الالعاب الشعبية المتوارثة وتختتم الفعاليات رسميا بعرض فني موسيقي لابن الجهة الفنان رؤوف ماهر المعروف بتقديمه لاغان تراثية بتوزيع موسيقي جديد.
مهرجان اجيم مولود ثقافي جديد في جزيرة جربة، تظاهرة فنية وتراثية تعرف بموروث الجهة وتدافع عن ذاكرة سكان الجزيرة المعروفة بإقبال اهلها على الفن والحياة، في جربة تنفتح الجزيرة على الفنون وتدعوا محبيها ليكتشفوا تاريخها وحضارتها.