منبــــر: في دار الثقافة ابن خلدون: الفنان التشكيلي الباحث نجيب بوقشة في معرض «دون إطار»

يتواصل بدار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة المعرض الخاص للفنان التشكيلي الباحث الدكتور نجيب بوقشة حيث تم الافتتاح بحضور عدد مهم من الفنانين و طلبو الفنون الجميلة بسوسة

و كان بمثابة الاحتفالية الجمالية و الفنية ..و في غمرة البهجة يقول الفنان نجيب متوجها للحاضرين بكثير من الفرح و الحميمية «...بالأمس افتتاح معرضي frameless ..شفتكم و في قلبي و في داخلي بوستكم و حضنتكم بقوة لانوا الوضع الصحي موش هوو زيد على ذالك جو الحرب و الدمار اللي اصبحنا نباتوا عليه ونصبحوا, النفسية مدمرة..حبيت نفرح ، صارلي برشا ما فرحتش ، فرحتوني بوجودكم ,لمة حلوة بالرغم الجو البارد والامطار الغزيرة و المسافات البعيدة..لكن الجو بالداخل كان كله دفء و محبة..ربي يخليك...».المعرض انتظم بعنوان « بدون اطار » ... الدكتور نجيب بوقشة استاذ مساعد بالمعهد العالي للفنون بسوسة، فنان تشكيلي و الذي يقترح على احباء فنه و طلبته ورواد دار الثقافة ابن خلدون هذا الحيز الجمالي من اللوحات التي تندرج كمنجز ضمن تجربته الفنية التشكيلية منذ سنوات وخلال اقامته بالامارات العربية المتحدة للتدريس وبعد عودته الى تونس..لوحات متعددة تحلت بها جدران فضاءات العرض السفلى و العليا وفق تجربة تخيرها بوقشة وفق نظرته لذاته و للأشياء والعناصر و للآخرين ... وللعالم .يقول نجيب عن فنه و تجربته... musée villa»... تجربتي ثرية ومتنوعة و متواصلة بالبحث... أعمل على بعث «متحف الاقامة» ليضم كل أعمالي في مسيرتي الفنية من التشخيصية الى التعبيرية والتجريدية وفن الآداء «البرفورمانس» في حوالي 150 من الأعمال الفنية و بمقاسات و احجام مختلفة و فيها جانب من التكثيف والحركة و مرتبطة فيما بينها وأرنو من خلال كل ذلك الى حفظ منجزي الفني حيث أرى العدد الكبير من الفنانين تضيع أعمالهم برحيلهم مثل الكامل ومقديش وغيرهما وحتى لا أضيع و أصبح في طي النسيان و لتستفيد الأجيال اللاحقة من تجاربي لذلك كنت دائما شديد الحرص كي تكون أعمالي في غاية جاهزيتها وتامة فنيا وجماليا و منتهية ...هذا الى جانب انجاز فيلم وثائقي يبرز مجالاتي التشكيلية فضلا عن الفضاء الجامع بين الجمال والأناقة ليرتاده على سبيل فكرة و روح المجالس والنقاشات الجادة رجال الثقافة والأدباء و الشعراء وترجمة ذلك الى اللغة الأنقليزية و تسويقه ...تلقيت عديد الدعوات من الخارج تركيا واسبانيا مثلا و قد حان الوقت لتسويق

مدروس وناجع للأعمال الفنية التونسية الى الخارج ...نعاني من غياب سوق للفنون ورجال الأعمال اليوم لا يشبهون رجال الأعمال بالأمس وخاصة في فترات الستينيات في تحمسهم للفن وتثمين اعماله الجمالية و بالتالي لا بد من عودة أخرى لتجارب على غرار مدرسة تونس لدخم الفن التشكيلي لتكون بلادنا تونس منارة مثل المغرب و مصر ..العديد من الفنانين من أمكنة مختلفة من العالم يزورونني ويقدرون أعمالي ..غايتي من الفن و منذ عودتي من الامارات سنة 2010 العمل بانتظام في ورشتي و لا أتنفس الا الفن ..يجب التعريف أكثر بالفنان التونسي فيهذا الظرف المحزن الحاف بالدولة و المجتمع ..و كيف للفنون أن تنهض دون رأس مال و خبراء ومنظمين وخلاف هذا ( لا تقوم للفن قائمة )...أصبحنا ندرس الفلسفة في مؤسسات الفنون أكثر من الفن هم يعرفون جيل دولوز ولا يعرفون ماني ويعرفون امبرتو ايكو و لا يعرفون سيزان...خسرت بسبب آرائي وجرأتي و صراحتي عديد المثقفين والأكاديميين والفنانين ..لا بد من عودة روح أخرى الى جوهر الفن من خلال البرامج و التصورات في المعاهد العليا للفنون ..كانت لنا حركية وخصوصيات وأذكر رواق التصوير و شيم وسيدي بوسعيد وقاعة الاخبار هذا كله من العصر الذهبي للفن بتونس والحركة الثقافية للتعريف و الارتقاء بالفن و الفنانين في تونس ...بعض المحاولات الفنية في فنون البرفورمانس التي نراها في تونس هي مستنسخة من تجارب و هي جماليا غير مقنعة كما أن التفاعل مع الجمهور و تجارب فنون الشارع وغيرها يجب أن يكون بها ابداع و ابتكاروحسن آداء ....» وعن هذا المعرض الخاص بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون يقول الفنان الباحث نجيب بوقشة «...المعرض يضم لوحات في سياق شغلي الفني وفي أعمالي اهتزازات و ديناميكية و جانب روحاني باطني .. في عدد من لوحاتي تتشظى الجزيئات والأشياء لتبعث ما هو بمثابة الحركية المحيلة الى الفن الحركي والجسدي .. ان اللمسة الفنية عندي تساهم في البناء و الهيكلة باللون وفي نفس الوقت تحدث طاقة و حركية ..لذلك كان رأي الفرنسي بول هارفي صائبا حين وصف لوحاتي بحسن الآداء «البرفورمانس» فقد رأى فيها الحركات و بداياتها ونهاياتها لذلك يصعب تقليدها و محاكاتها من قبل الغير فهي مزيج من التراكمات المختلفة ...ان ملء مساحات القماشة ليس بالعمل الاعتباطي و العفوي.. عملي ضمن فن المعرفة و الدأب بالنسبة للشكل والمضمون والجانب الفلسفي الكامن فيه ..تقصدت الضغط الذي نعيشه وما يجيل اليه ..أنا و منذ بداياتي قبل عقدين من الزمن تخيرت السياق الملائم لي ولكياني متناغم التعبيرية و التجريدية و مع كل مرة يبرز سياقي أكثر في الأسلوب والممارسة ..نحن في دوامة ومتاهة وضياع ومجهول ونراوح في ذات المكان ..».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115