Print this page

‏بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا: رحى الحرب تطحن الأدب !؟

لئن كان «الدب الروسي»رمزا للقوة والشراسة، فإن الأدب الروسي عملاق من ذهب لا يصدأ ولا يشيخ وهو الذي فتن الشرق والغرب وهزم كل حروب

السياسة وفوارق الجغرافيا عابرا للقارات ومتربعا على عرش أعتى الجامعات. اليوم -أيضا- لم يكن من السهل محو آثار المبدعين الروس بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية رغم محاولات الإقصاء والطمس.
«حينما يكتمل وعي الإنسان وإدراكه للحياة، إما أن يعيش في الصمت إلى الأبد، أو أن يصبح ثائرا في وجه كل شيء»، هي واحدة من المقولات الخالدة للكاتب الروسى الشهير فيودور دوستويفسكى الذي كان ضحية الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا.
بعد تركيزتمثال له،
إيطاليا تمنع أدب دوستويفسكى
كادت حُمّى السياسة أن تقضي على روائع الأدب العالمي وهي في طريقها إلى حرق الأخضر واليابس من أجل الصراع على زعامة القرن 21 . وفي إطار حزمة العقوبات التي يشنّها المعسكر الغربي ضد روسيا لم ينج الأدب من دفع ضريبة السياسة. وقد أعلنت في الأيام الأخيرة جامعة بيكوكا الإيطالية عن إلغاء تدريس أدب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي مبررة ذلك برغبتها في تجنب إثارة الجدل في إيطاليا، خاصة داخل الجامعة، في فترة يسودها التوتر الشديد. وقد عادت للتراجع عن هذا القرار بعد موجة عارمة من الاحتجاج والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي وتنديد البروفيسور الإيطالي باولو نوري الذي أدان قرار الجامعة معتبرا إياه شكلا من أشكال الرقابة وتقييد الحريات.
والغريب أن إيطاليا التي سعت اليوم إلى إلغاء تدريس أدب دوستويفسكي في جامعاتها وكانت قد أقامت تمثالا للأديب نفسه في أواخر سنة 2021 في مدينة فلورنسا الإيطالية.
وبمناسبة رفع الستار عن هذا النصب التذكاري لدوستويفسكي في إيطاليا، قال السفير الروسي لدى إيطاليا، سيرغي رازوف :» لم يتم اختيار موقع نصب التمثال في إيطاليا من قبيل الصدفة. فقد عاش الكاتب في فلورنسا في أغسطس 1862 وفي الفترة ما بين ديسمبر عام 1868 وأوت عام 1869. وانبهر الكاتب الكلاسيكي الروسي العظيم بإيطاليا وعلى وجه الخصوص بعاصمة منطقة توسكانا التي زارها في جانفي 1869 لينهي هنا إحدى أشهر رواياته «الأبله».
وبتوقيع النحات الروسي أيدين زينالوف تم نحت التمثال البرونزي للكاتب فيودور دوستويفسكي في فلورنسا في ارتفاع التمثال مع قاعدته نحو 3 أمتار حيث يقف الكاتب وبيده رواية «الأبله»، وعند قدميه أغلال مكسورة.
إن آثار ودوستويفسكي وتولستوي وتشيخوف التي ترجمت إلى جل لغات العالم لا تزال إلى اليوم تزيل لعاب أبرز الروائيين وأكبر المسرحيين وأشهر المخرجين في العالم . وأبدا لن تستطيع دبابات الحرب أن تسقط عمالقة الأدب الروسي الذين سيطروا على الغرب والشرق بفضل سحر أقلامهم وليس سطوة أسلحتهم !
دوستويفسكى: كاتب بريشة طبيب نفسي

فى 11 نوفمبر 1821 ولد يودور دوستويفسكى، وبدأ بالكتابة في العشرينيّات من عُمره، وروايته الأولى المساكين نُشِرت عام 1846 بعمر الـ25، أكثر أعماله شُهرة هي الأخوة كارامازوف، والجريمة والعقاب، والأبله، والشياطين، وأعمالُه الكامِلة تضم 11 رواية طويلة، و3 روايات قصيرة، و17 قصة قصيرة، وعدداً من الأعمال والمقالات الأخرى، العديدُ من النُقّاد اعتبروه أحد أعظم النفسانيين في الأدب العالمي حول العالم، ترك المدرسة والتحق بمعهد الهندسة العسكرية، كان يُترجم كتباً في ذلك الوقت أيضاً ليكون كدخلٍ إضافي له، أُلقي القبض عليه عام 1849 لانتمائه لرابطة بيتراشيفسكي وهي مجموعةٌ أدبية سريّة، حُكِم عليه بالإعدام، ولكن خُفف الحُكم في اللحظات الأخيرة من تنفيذه، فقضى 4 سنوات فى الأعمال الشاقّة تلاها 6 سنوات من الخدمة العسكرية..

المشاركة في هذا المقال