فني يبرز اهم اعماله التشكيلية، فضلا عن رصد محطات من مسيرته الفنية عبر عرض الشريط الوثائقي «علي بالاغة: الفنان الحرفي» للمخرج حميدة بن عمار الذي انجزه سنة 2004، مشفوعا بحوار حول الخصوصيات الجمالية والفنية للاعمال التشكيلية لهذا الفنان .
ومن المنتظر تدشين معرض الفنان التشكيلي علي بالاغة بفضاء مركز الفن الحي صفية فرحات برادس يوم 11 فيفري القادم ليتواصل الى غاية يوم 25 من الشهر الحالي ،في اطار التعريف باعلام الفن التشكيلي في تونس ورواده ،وتكريم المبدعين ممن اثروا الساحة الفنية بانتاجاتهم على امتداد عقود لاسيما رواد الحركة التشكيلية في تونس .
وعلي بلاغة فنان تشكيلي ولد بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة سنة 1924 ،في بيئة تعد الحرف اليدوية والصناعات التقليدية اساسها الاقتصادي، وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بباريس سنة 1955 وهناك تردد على ورشة الاستاذ «جودون » لتعميق ثقافته في تقنيات فن الحفرالحديث، مثلما مارس فن الخزف بورشة المعلم « كانيفاي » الى جانب تلقيه لدروس في فن التزويق قبل ان يعود الى تونس لعرض اعماله الفنية.
تولى علي بالاغة سنة 1966 رئاسة الصالون التونسي كما تراس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين سنة 1975 الذي ساهم في تاسيسه، وكان عضوا نشيطا ضمن جماعة مدينة تونس لفن الرسم حيث كان يعرض معها اعماله باستمرار برواق القرجي للفنون .
لم يقتصر علي بالاغة على زيارة العواصم الفنية باوروبا والولايات المتحدة الامريكية، بل زار ايضا مدنا شرقية بالصين والهند وايضا فاس ،والقاهرة، وبغداد ،ودمشق، واسطمبول، للاطلاع على تراثها التشكيلي وهو ما ساهم في اثراء ثقافته الفنية وتطوير تقنيات عمله.
استخدم علي بالاغة في اعماله العديد من التقنيات والخامات معتمدا فيها على مرجعيات جمالية متباينة يتداخل فيها التراث بالفن المعاصر، حيث نجد له لوحات محفورة على الخشب واخرى عبارة عن مجسمات فنية مشكلة من مواد حديدية قديمة وعناصر نحتية وتكوينات قائمة على فن الغرافيك والخط الكوفي القيرواني.
توفي علي بالاغة سنة 2006 عن سن يناهز 82 سنة، وهو احد رواد مدرسة تونس لفن الرسم التي ضمت ايضا عمار فرحات وزبير التركي وعبد العزيز القرجي والهادي التركي وغيرهم.