المعرض الفني «هنا وبعد»: استشراف لمستقبل فلسطين بعيون معاصرة

يتواصل بفضاء المحطة الفنية B7L9 في العاصمة المعرض الفني «هنا وبعد» الذي انطلق يوم 06 جانفي الجاري ليتواصل الى غاية 13 فيفري

القادم تحت مسمى «مستقبل فلسطين» في عيون مجموعة من الفاعلين في مجالات ثقافية وفنية متنوعة يطلق عليهم كُرها «فلسطينيو الشتات».
ولعل تصور مستقبل وطن من خلال تخيلات فنية ملتزمة حينا ومتحررة احيانا اخرى من كل القيود الاجتماعية والثقافية هو في حد ذاته تحد للسائد، ورفض للواقع، ومحاولة جريئة للتغيير ولكن بانامل ترسم تفاصيل الغد المشرق بكثير من الحب تراوح بين الكتابة الادبية والرسم والصورة والكلمات المؤثرة.
يقول المسؤول عن المعرض كريم سلطان «هو معرض فني بلغة مغايرة ورؤية جديدة ، أردناها تحية لفلسطين الباسلة ولأهلها في مختلف ربوع الارض المحتلة، ومساحة حرة للتعبير عن اعتمالات النفس المهاجرة والافكار المنفية في بقاع العالم وهي تنتظر عودة السنونو الى الديار، وترنو لمستقبل افضل لفلسطين».

ويضيف « جمعنا إبداعات وافكار بعض الفلسطينيين بالمهجر في اطار يلامس الواقعية شكلا ومضمونا، حيث ان الحلم يبقى مشروعا وابواب الامل دائما مفتوحة على مصراعيها عبر انتاجات فنية نوعية وغير تقليدية، من ذلك اللوحات الثلاثية التصويرية للفنانة لاريسا صنصور، والقصة الروائية القصيرة للكاتب كريم قحطان « تهويدة لشعاع القمر»، وايضا مقترحات منصة «لفتا» الرقمية بوسائطها المتعددة السمعية البصرية، والكتابات التي تخترق الزمن الحاضر والمكان لتحط الرحال « هناك » بالمستقبل».
اللاّفت في معرض «هنا وبعد» انه يطلق العنان للخيال ليسرح في خبايا الذات الانسانية مستكشفا اسرارها انطلاقا من قبة الصخرة بفلسطين المحتلة التي شكلت محور كل ابداع وخيال، مثلما اختزلت ماض مجيد وحاضر موجع ومستقبل مليء بالمفاجآت لعلها تكون سارة بنكهة الحرية والانعتاق ترنو اليها العيون من كل اصقاع الدنيا .

مستقبل فلسطين اختزلته المخرجة لاريسا صرصور في ثلاثة افلام وثائقية شكلت العمود الفقري للمعرض وهي «الهجرة الى الفضاء» وقد تم انجازه سنة 2009، و«على ملك الامة» سنة 2012 ، و«أكلو في ارقى اصناف الخزف» سنة 2016 ، حيث استعانت بادوات الخيال العلمي لطرح افكار وتساؤلات عن التجربة الحياتية للفلسطينين في صراعهم لصون الهوية والتاريخ وانقاذ الذاكرة الجماعية من التلاشي . كما أن من عناصر المعرض الاساسية قصة « تهويدة لشعاع القمر » للكاتب الفلسطيني كريم قطان التي تستمد قاموسها ايضا من الخيال العلمي، وتطرح على القارئ مجموعة من التساؤلات في علاقة بالمستقبل المنشود لوطن مسلوب.
أما المضامين الفنية والوسائط المتعددة التي تقترحها منصة النشر الرقمية « لفتا » كجزء من المعرض ايضا فانها تواصل، على نفس المنهج، في استعراض تفاصيل الحياة اليومية للفلسطيين بالمهجر وتطلعهم لمستقبل افضل باعتماد الكتابة والفيديو والمقالات التي خطها فنانون واصحاب افكار فنية ثورية بكثير من

المحبة والتوق للعودة ، حيث نجد رمزية الراية الفلسطينية، واشجار الزيتون، والاكلات الشعبية، وصور الحارات العتيقة لمدن مثل القدس وحيفا وبيت لحم وطولكرم ونابلس وجنين وغيرها حاضرة في اعمالهم كما في ذاكرتهم.
ويبقى معرض «هنا وبعد» جدير بالبحث في مضامينه لأنه يفسح المجال للتخيل والتساؤل والتأمل، مثلما يفتح نوافذ على المستقبل امام الباحثين عن وطن مفعم بالتاريخ والجمال والامان والحرية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115