اصدارات: «بورقيبة الحاضر الغائب» أضواء على السيرة والمسيرة

صدر حديثا في تونس عن دار «نحن» للإبداع والنشر والتوزيع كتاب «بورقيبة الحاضر الغائب» للكاتب ورجل القانون والباحث السياسي ماجد البرهومي،

وهو كتاب من الحجم الكبير يتضمن 470 صفحة، أهداه مؤلفه إلى روح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي وصفه الكاتب بأنه باني دولة الإستقلال في تونس التي نشأ ودرس وتكون في رحابها ووفرت له تعليما راقيا وصحة مجانية ومكاسب أخرى، وهو مدين لهذه الدولة بالكثير على حد تعبيره. كما أهداه إلى روح القائد القرطاجي عبد ملقرت البرقي (أميلكار) الذي وصفه بـ»الصامد بوجه الغزو الروماني في صقلية والذي أخمد انتفاضة المرتزقة في الأراضي التونسية وساهم في توسعة أراضي قرطاج في شبه الجزيرة الإيبيرية، والذي غرس حب الوطن في نجله حنبعل»..

ويتضمن الكتاب تقديما بقلم الكاتب الصحفي والباحث في علم الإجتماع هشام الحاجي، ومقدمة وعددا هاما من المحاور الواردة في شكل مقالات وأيضا خاتمة، بالإضافة إلى ملحق يتضمن عددا من الصور. ويؤكد الكاتب على أن مؤلفه هو انطباعات ذاتية خاصة به تتعلق بمحطات في مسيرة الزعيم بورقيبة، كما يتضمن تحليلا لأسباب عودة البورقيبية من جديد، وأسباب هذا الجدل المحتدم في تونس حول شخص الزعيم ومسيرته. كما يؤكد البرهومي على أن مؤلفه ليس كتابا تاريخيا، وأنه يحترم المؤرخين ولا يسطو على اختصاصاتهم.

ويقول المؤلف في هذا الإطار: «إن هذا الكتاب محاولة بسيطة ومتواضعة للغوص ولو قليلا في سيرة الزعيم و إبداء الرأي في مسيرة هذا الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وهي ليست كتابة للتاريخ، ذلك أن للتاريخ أخصائيوه الذين خبروا مناهج بحثه ولست منهم، خاصة أنني أمقت عملية السطو على الإختصاصات التي باتت خبزا يوميا تونسيا برعت فيه على سبيل المثال رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة المنتهية ولايتها. فالأمر يتعلق بنظرة ذاتية ورؤية معاصرة للزعيم بورقيبة، أو لنقل هو بورقيبة كما أراه شخصيا وأنا حر في تقييمي بالنهاية».

ورغم طغيان الجانب الذاتي على هذا المؤلف، والذي أقر به صراحة كاتبه باعتباره ليس مختصا في التاريخ الذي يفترض حياد المؤرخ، وهو بالأساس رجل قانون، إلا أنه حاول قدر المستطاع أن يكون موضوعيا باعتماد مراجع وببليوغرافيا تدعم الأفكار الواردة في هذا المؤلف. ولعل مناهج البحث القانوني هي التي أثرت في هذا الإطار، وهي التي استقى منها الكاتب وجوب ذكر السند عن كل فكرة يتم طرحها في أي من البحوث المجراة، بل أن كثرة المراجع هي قرينة على اجتهاد الباحث يدفع باتجاهها المؤطرون للمذكرات والأطروحات من أساتذة كليات الحقوق الذين تأثر بهم الكاتب.
ويعتبر البرهومي أن «بورقيبة الحاضر الغائب» جهد بسيط ومتواضع ومحاولة لتسليط الضوء على بعض محطات في مسيرة زعيم كبير شغل الناس حيا و ميتا وظهر من جديد على مسرح الأحداث وأصبح حديث القاصي والداني رغم غيابه الجسدي ومفارقته للحياة. لذلك يرجو الكاتب أن ينال مؤلفه إعجاب القراء واستحسانهم رغم يقينه أن إرضاء الناس غاية لا تدرك فما بالك لو تعلق الأمر بالكتابة عن زعيم كبير مازال الجدل محتدما بشأنه.

ولعل أهم ما جاء في هذا الكتاب قول الكاتب بأن»مشكلة الكثيرين مع الزعيم بورقيبة أنهم يطالبونه بالعصمة وهو البشر الخطاء الذي لا عصمة له، فتراهم يعددون ما يرونه أخطاء ارتكبها ويضخمون من حجمها ويحاججون بها لنفي الزعامة عنه،فأصبح بورقيبة في خطاب هؤلاء كتلة متنقلة من الشرور وهم الذين لم يسلم منهم اغلب عظماء هذه الأرض. فبورقيبة في خطابهم عميل باع البلاد والعباد وخدم المصالح الأجنبية ولم يقاوم الإستعمار، ويا ليت العملاء كانوا مثله يساهمون بقسط في وافر في تحريك ثورة مسلحة ضد فرنسا، أي ثورة 18 جانفي 1952، ويشن عليها حروبا في بنزرت ورمادة وقرب العلامة الحدودية الصحراوية 233، ويؤمم أراضي بلاده الزراعية و يُتونِس الأمن ويبعث الجيش ويقيم العلاقات الديبلوماسية خلافا للإرادة الفرنسية».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115