وإنتاج شركة «بدعة للإنتاج» (2019)، بثلاث جوائز في اختتام الدورة السابعة لمهرجان آفاق مسرحية بمصر (20 - 26 ديسمبر 2021). وحصد هذا العمل جوائز أفضل مونودرام وأفضل ممثلة وأفضل نص.
هذا العمل «للرجال بركة» هو مونودراما اجتماعية ساخرة، انطلقت فيها الممثلة نجوى ميلاد من نقد ساخر لبعض السلوكيات الاجتماعية التي تحدث في مناسبات الأعراس، وتخلق بعض المناوشات بين الحاضرين، ثم سرعان ما تعود الممثلة إلى ماضيها وتستعرض ألبوم الصور لعلاقاتها العاطفية مع من تعرّفت إليهم، وهي علاقات صوّرتها الممثلة بأنها «فاشلة» وأرجعتها إلى أسباب عديدة حمّلتها للرجال بدرجة أولى. ولذلك كان عنوان المونودراما «للرجال بركة».
واعتمدت الممثلة نجوى ميلاد أساليب متنوعة في اللعب على الركح، فغنّت ورقصت وتقمّصت عديد الشخصيات ممن يحملون فكرا يساريا أو فكرا إسلاميا متشدّدا، فضلا عن رجال الأمن وغيرهم. ورغم الاختلاف في الايديولوجيا والمهنة والسن، فإن الممثلة أوجدت بين هؤلاء الرجال قاسما مشتركا ألا وهو «النظرة الدونية للمرأة» التي تتلخّص، وفق أحداث العمل، في جسدها، وليس في حريتها وأفكارها وطموحاتها.
وشخصية المرأة، وفق ما صوّرتها نجوى ميلاد، هي مثقفة تهوى المسرح، امرأة حرّة تحب الجمال والحياة، لكنها اصطدمت في واقعها برجال يحملون أفكارا دونية عن المرأة رغم اختلافهم الفكري والايديولوجي والعلمي والثقافي.
مونودراما «للرجال بركة» هي مجموعة من التجارب الواقعية «المرّة» عاشتها الممثلة نجوى ميلاد، وعبّرت عنها بكلّ حرية ودون قيود أو محرّمات، بعد أن أكست الأحداث بعدا روائيا.
واختارت الممثلة التعبير عن الوقائع والسلوكيات الاجتماعية التي يشترك فيها الرجال، بأسلوب هزلي ساخر في ظاهره، لكنه يحمل في باطنه آلاما وأوجاعا عن طريقة تفكير الرجال وعن طغيان العقلية الذكورية على سلوكياتهم في المجتمع.
في مونودراما «للرجال بركة» تسلسل للأحداث في الزمان والمكان، فرغم تطور المجتمع من فترة السبعينات إلى ما بعد الثورة، وتتالت التطورات الفكرية والتكنولوجية، ظلّ أسلوب التفكير لدى الرجال خاصة في ما يتعلّق بالمرأة كما هو عليه ولم يتطوّر.
ورغم ما أظهرته الممثلة نجوى ميلاد من «قسوة» مبرّرة على الرجل طيلة أحداث المونودراما، إلا أنها أكدت في نهاية العمل أن كلّ ما ذُكر هو استثناء وليس جمع. واستحضرت معاني الرجولة لدى «الآباء» وحنانهم وعطفهم تجاه الابنة والزوجة والمرأة بشكل عام.