إلى الوجدان خافتة رقيقة وتتنفس في عمق التاريخ والأمجاد، لغة أناس أحالوا الصحراء إلى بستان أخضر وتعبدوا في محراب اللوح والكلمة، ستكون من 24 إلى 27 ديسمبر على موعد على غرار كل سنة وفي مثل هذه المناسبات مع استقبال ضيوفها الوافدين من داخل مدن الجمهورية وخارجها لحضور فعاليات المهرجان الدولي للواحات:
يعد المهرجان الدولي للواحات من بين أهم التظاهرات الكبرى في جهة الجنوب ورافدا من روافد السياحة الصحراوية والتنمية الجهوية. وبالتالي المساهمة في مزيد التعريف بجهة الجريد المتأصلة في التاريخ والمعروفة بواحاتها ومعمارها المتميز ومناطقها ومواقعها السياحية.
دورة جامعة لمختلف الفنون...
وفي هذا السياق ستهدي توزر إلى بقية ربوع تونس وإلى العالم، تظاهرة سياحية وثقافية كبرى تعد من أهم روافد التنمية السياحية، من خلال ما تم برمجته من عروض وتظاهرات فرجوية وتنشيطية وموسيقية ورياضية و فكرية، بما من شأنه أن تجعل من هذه الدورة جامعة لمختلف الفنون والتلوينات الثقافية والتراثية ومنفتحة على عديد الفضاءات، وفي محاولة جادة وهادفة لتوزيع الفعاليات و تعميمها، حيث سيكون الجمهور.
وخلال اليوم الأول سنكون على موعد مع العرض الفرجوي «القادوس» بساحة السميرة بالمنطقة السياحية قرب منطقة رأس العين، حيث ربوة الشابي والنسر المحلق بجناحيه يرنو إلى الشمس المضيئة...
وسيكشف هذا العرض عن عديد التلوينات الموسيقية، ومنها ذات الجذور الإفريقية، كالبنقة، والسطمبالي، والدنقة وغيرها وأخرى تعبق برائحة التصوف والروحانيات كالقارية والحملة والعلاوية ومجموعة سيدي عبد الملك السني وغيرها، إلى جانب مشاهد الأعراس التقليدية والمناسبات الإجتماعية كالخطوبة والختان، والدينية كالمولد النبوي الشريف وعيد الفطر والإضحى، والتراثية العقائدية كالإحتفال بعاشوراء والمايو وزيارة الأولياء الصالحين، خلال الفترة المسائية، إلى جانب عرض المعهد الجهوي للموسيقى بتوزر إهداء إلى روح فقيد الأغنية الشعبية محمود العرفاوي بدار بن عزوز ثم حفل إستقبال على شرف الضيوف بالمركز السياحي والثقافي شاق واق، و هذه العروض وغيرها سبقتها خلال الفترة الصباحية خرجة Oasis Quad إنطلاقا من منتزه رأس العين في اتجاه المدينة العتيقة، وكرنفال الواحة وإفتتاح معرض ملتقى الواحات الثاني للفنون التشكيلية وسط المدينة.
وخلال اليوم الثاني السبت 25 ديسمبر، خرجة رجال الجريد، وندوة فكرية للمحلل السياسي والمفكر رياض الصيداوي، وعرض «هطايا هطايا» لرعاة جبل سمامة و الفنان الشعبي فريد النفطي بساحة الرحبة، وفي السهرة عرض الفنانة يسرى المحنوش بالملعب البلدي محمد الطمباري.
ومن بين عروض اليوم الثالث للمهرجان، تظاهرة خاصة بالأطفال بعنوان «كرنفال البهجة» لأطفال الجريد، بكل من ساحة الإستقلال وساحة دار الثقافة الشابي، كما سيكون للشباب أيضا نصيب خلال هذه الدورة من خلال عرض الفنان نجيبNEW، وجنجون ونوردو وموسيقى الراب، أما بقية العروض الموسيقية الأخرى فستكون بإمضاء الفنان الليبي أحمد السوكي في سهرة الأحد 26 ديسمبر، ولعشاق الأفراح الشعبية بجهة الجريد من السياح خرجة المحفل الجريدي، وعروض الفرق الفولوكلورية والشعبية.
حسن التنظيم و الإستقبال من أهم الرهانات
إعتبارا لأهمية مختلف مكونات المهرجان الدولي للواحات بتوزر في دورته الجديدة، فقد حرصت هيئة الجمعية على إيلاء جانب الإستقبال و حسن التنظيم أهمية كبرى، والتي حدثنا عنها السيد عمر الناجي، عضو الجمعية والمكلف بالتنظيم والإستقبال، في تصريح اكد فيه إستعداد مختلف الأطراف على توفير الإمكانيات البشرية واللوجستية وتكوين فرق من الشباب من الجنسين إلى جانب الجمعيات المتطوعة على غرار الهلال الأحمر...
بما من شأنه توفير الراحة للضيوف، وإنجاح مختلف الفعاليات وإرشاد الزائرين إلى فضاءات العروض، ومعاضدة مجهودات هيئة الجمعية التي خيرت الإنفتاح على عديد مكونات المجتمع المدني و المبدعين
وغيرهم، مضيفا أن التنظيم والإستقبال سيساهم أيضا و بقسط وافر في إنجاح التظاهرة الرياضية Oasis Foot كرة القدم بين أكاديميات التكوين بولاية توزر بطل تونس في Football Freestyle، وعن بقية الفعاليات اضاف محدثنا انها سكون ثرية ومتنوعة وتشمل مختلف الشرائح والفضاءات الخارجية بما من شأنه ان يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وترويج صابة التمور ومنتوجات الصناعات التقليدية التي شهدت كسادا خلال السنوات الفارطة نتيجة تفشي جائحة كوفيد 19 وبالتالي استعادة ولاية توزر لحركيتها السياحية المعروفة بها في مثل هذه المناسبات.
المهرجان الدولي للواحات بتوزر في دورته الـ 42: رافد من روافد التنمية والسياحة الصحراوية
- بقلم محمود الاحمدي
- 10:34 23/12/2021
- 878 عدد المشاهدات
توزر... هذه المدينة الهادئة النائمة بين أحضان واحات النخيل، والتي تعزف حجارتها على وتر التاريخ والأمجاد، وتتسلل