العرض قبل الأول «مارد بغداد» إخراج ريان القروي في مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف: المسرح باق ما بقي الخير والحب والأحلام ...

رحلة تجمع الواقع والخيال، فلنرحل إلى بغداد الساحرة وحكاياتها التي لا تنضب، فلنرحل حيث تنتصر قصص الحب والجمال على قوى الشر و الرجعية والظلام،

هكذا يدعو المخرج ريان القروي جمهور عرضه الجديد «مارد بغداد» إنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف تحت ادارة عماد المديوني.
«مارد بغداد» عمل موجه للناشئة نص رياض السمعلي وتمثيل كل من الزين العبيدي ونسيبة بن يوسف وسهام التليلي ومعين العيدودي واحمد العياري وايمن القاسمي،مسرحية تحترم عقل طفل الحداثة كما عبر مخرجها ريان القروي.
مارد بغداد نص لرياض السمعلي، بين العجائبي والواقع تكون الحكاية
في بغداد ارض الحكايات، بغداد العمارة والالوان، بغداد التي لا تنضب قصصها مطلقا تدور احداث المسرحية الموجهة للناشئة، تنطلق الاحداث بدخول الحكواتي الى القاعة مقدما الرحلة العجائبية ومشجعا الجمهور على مزيد الانتباه وتشويقه بوصف جميل لعوالم المدينة وقصصها وحكاياتها الحضارية والجمالية، على الركح صورة كبرى لاهم المعالم التي ستدور فيها القصة.
«مارد بغداد» هو عنوان المسرحية هي مزج بين العجائبي المتخيل والحقيقي، فالمارد شخص متخيل يعود اثره الى حكايات القدامى وقصص الغابرين اما بغداد فمدينة واقعية، مدينة قديمة قدم ثقافة الحب والحياة، في «بغداد» ملك عادل ووحيدته «ياسمين» الحالمة بالرخاء والعدل في مملكة والدها يمثلان الجانب الخير، اما الجانب المظلم فيمثله الوزير «جعفر» الطامع في الملك والساحرة الحالمة بالخلود وبينهما يكون الصراع الخفي الذي يقدمه الممثلين مغلفا بالضحكة والسخرية.
«مارد بغداد» مسرحية موجهة للناشئة عمل موشى بالالوان، الوان في الازياء تعكس ثقافة حب الحياة والانتصار للحب على الموت، لكل شخصية مميزاتها التي يتقنها الممثلين ويلبسونها بكل الحب، شخصية الملك الهادئ الطباع العادل وشخصية الاميرة الحالة و المميزة تتقن تفاصيلها نسيبة بن يوسف، شخصية جعفر المضحكة والمخيفة يدخل عوالمها معين العيدودي فتبدو شخصية تثير الضحك والسخرية وفي الوقت ذاته تلبس لباس الظلم والسواد، الساحرة جسدتها سهام التليلي ممثلة مختلفة وقادرة على اتقان ادوارها.
والشخصية المميزة هي المارد محور الحكاية ومحرّك الأحداث، المارد بشعر احمر وجسد ازرق تماما كما صورته الحكايات بصوته المخيف وحركاته البهلوانية، متناقضات يبدع في تقديمها الزين العبيدي الذي عاد الى الركح بعد انقطاع اعوام، المارد يشبه الحلم او السلاح في زمننا الواقع فلكل طفل احلامه التي تقوده ولكل طفل سلاحه لتحقيق هذه الاحلام ووحده القادر على تطويع اسلحته لصالح الخير (المواطنة والبناء) او الشر (الهدم و الظلام).
في المسرحية الاشتراك في الركح والمحبة
المسرح فضاء شاسع للحلم، على الركح تتجسد الآمال المختلفة، تحضر «المحبة» التي تجمع الممثلين ليقدموا عملا مسرحيا مسكونا بطاقة من الحب والجمال، المسرح مساحة شاسعة للابداع والخيال، في مركز الفنون الركحية بالكاف تحديدا قاعة المنصف السويسي يشاهد الجمهور الشخصيات وهي تطير على بساط الريح، يشاهد المارد يخرج من القنديل الصغير، تحضر المتعة والجمالية عبر حركات الممثلين والازياء والديكور الذي يختلف حسب المشاهد والاحداث كذلك الاضاءة التي تحتل مكانة هامة في الفعل الابداعي، اما النص فممتع وجميل كتبه المختص في عوالم الطفل صاحب النصوص المغرية بالقراءة رياض السمعلي نص يشجع على الحلم ويعلم الطفل والناشئة قيم الحب ونبذ العنف والدعوة الى التسامح والسعي خلف تحقيق الأحلام وهي قيم يحتاجها طفل اليوم كثيرا في ظل انتشار العنف في الشارع والفضاءات المفتوحة.
تصنع الموسيقى عوالم الرحلة العجائبية، تكون مطية للانطلاق إلى عوالم الحكايات العجيبة، مع الموسيقى تستمتع بالجولة في بلاد الهند والسند التي سيجوبها علاء الدين وحبيبته ياسمين، الموسيقى ستصنع عوالم مخيفة تصور بشاعة الكهف المغلق الذي ستحجز به الساحرة، الموسيقى ونوتاته المتمردة ستصحب تصريح علاء الدين بحبه وولائه لمليكة القلب ياسمين وهي تعبيرة عن رفض الملك لخيانة وزيره جعفر، الموسيقى في مارد بغداد تكون لبنة اساسية للعمل، جزء من الخرافة والتصور لا يمكن الاستغناء، الموسيقى تحفز المتفرج لينتبه الى تفاصيل الحكاية وسيرورة الاحداث، الموسيقى تتماهى مع حركة الضوء والممثل هي الفيصل بين المشاهد والفاصل بين حكايات الخير والشر تكتب خصيصا للمسرحية لتكون نقطة قوة في «مارد بغداد».
«مارد بغداد» تجربة في منسرح الناشئة يخوض غمارها الممثل والمخرج ريان القيرواني، تجربة اخرى تضاف الى رصيده الابداعي بعد اعماله العديدة كممثل ينطلق في عالم الاخراج، تجربة متجددة ووليدة تجمع ثلة من فناني الكاف ومبدعيها حلم اخر يتقاسمونه على الركح موجه للطفل والناشئة، نحت جديد لمسار ابداعي مسرحي مسكون بهاجس الحب والجمال والالوان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115