دار بودربالة بالمدينة العتيقة بتونس والذي سيكون بمثابة الاهداء للفنان الراحل علي بلاغة صديقه و ذلك على سبيل التكريم ويضم هذا المعرض الخاص عددا من اللوحات الفنية للبراري منها لوحات جديدة اشتغل فيها على أمكنة و مشاهد من تونس في مجال من الذاكرة وفق جماليات مشهدية تبرز العراقة و الحنين و طابع السوسيو-ثقافي المميز لتلك الحقب والفترات التي بدت فيها و خلالها هذه المناظر و المشاهد .
هذا الى جانب لوحات فيها تذكر و استلهام تجاه تجربة الفنان الكبير الراحل علي بلاغة الذي طبع الساحة الفنية التشكيلية بخصوصيات تجربته الجمالية و هو أحد أبرز فناني تونس و أحد أبرز عناصر جماعة مدرسة تونس التي فيها نجد بوشارل و التركيين الهادي و الزبير و عبد العزيز القرجي و عمار فرحات و غيرهم...و قد عرف الفنان علي بلاغة بأسلوبه الفني و مواضيعه المتصلة بالذتكرة الثقافية الشعبية حيث نجد الحكاية و الخرافة و الموروث الشعبي بما فيه من فنطاستيكية و ملحمية ...و الفنان علي بالاغا ( 1924 -2006 ) نشأ بمدينة تونس ضمن بيئة فيها الحرق و سافر إلى فرنسا لينضم الى مدرسة الفنون الجميلة بباريس و بعد انهائه للدراسة هناك انضم الى ورشة «جودون» ليتشبع أكثر بفنون الحفر الحديث و مارس عمل الخزف عند « كانيفاي « و تعلم فنون التزويق. سافر علي بلاغة لأجل الفن الى عدد من المدن الأوروبة و الى أمريكا و عدة بلدان شرقية وكذلك الصين والهند فضلا عن الجزائر و المغرب و مصر و العراق و سوريا و بدأ المعارض ليكون معرضه الشخصي سنة 1953و أدار بلاغة للصالون التونسي و اتّحاد الفنّانين التشكيليين التونسيين الذي ساهم في تأسيسه و نشط مع قناني مدرسة تونس ..الفنان التشكيلي عز الدين البراري يكرم علي بلاغة في هذا المعرض و هذا ضرب من الوفاء حيث كانت هناك علاقة فنية و انسانية بين علي بلاغة و البراري الذي تعرف اليه و هو في بداياته و في مرحلة الهواية ليعجب فيما بعد بلاغة بعمل و أسلوب عزالدين البراري ليقدمه الى الساحة التشكيلية مؤمنا بفنه و تجربته.. والبراري يتواصل مع هذا الوفاء تجاه بلاغة ليكرمه في هذا المعرض بالنظر لتجربته المميزة جماليا و فنيا و أثره في تجربة مدرسة تونس و المشهد التشكيلي التونسي والعربي.
في اللوحات الفنية الجديدة للبراري اشتغال جمالي على مشاهد بما فيها من حيوية و ذلك وفق نظرة كتجددة من حيث تخيل و تصور الفنان..لوحة «قبة الهواء» بالمرسى وفترة السبعينيات حيث حفلات الفنان علي الرياحي و الما قبل السهرة من تفاصيل لونت قكرة الفنان و هو يستذكر المكان والأحوال..كذلك لوحة الاحتفال في بطحاء باب سويقة عند مدخل نهج القعادين و البهجة في الوجوه و المعمار بجماله ..و لوحة المسلخ البلدي (الباطوار) حيث كانت تباع الخرفان فترة العيد وتعدد الصور داخل اللوحة بما يجعل منها وحدة جمالية متكاملة و ممتعة لونيا و بصريا هذا المكان المعلم القديم الذي صار الآن المأوى للسيارات والعربات و الدراجات بأنواعها المحجوزة ... لوحة أخرى قي هذا المعرض في حركية يومية و حديثة بين الكاتدرائية و سفارة فرنسا بتونس و تمثال العلامة عبد الرحمان ابن خلدون و مرور عربات مترو تونس و المارون من هناك من الناس كل ذلك وفق ما يستبطنه الفنان البراري من نظرات للأشياء و الأمكنة و حالاتها الشتى ...لوحات أخرى سابقة للفنان البراري في هذا المعرض عرف بها في معارضه السابقة بصالونات اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين و معارضه الخاصة يجمع بينها أسلوب ونظرةيعمل ضمنهما البراري من سنوات.
والأعمال السابقة للفنان البراري التي ينجزها في مرسمه بمقر سكناه بحي عريق من ضواحي تونس و قريبا من باب سيدي قاسم الجليزي و رأس الدرب و المركاض و سيدي محرز و القشاشين و جامع الزيتونة المعمور و...المدينة العتيقة لتونس..يعيش البراري في المكان الذي هو أشبه بالخلوة للفنان ..في المرسم رفوف مكتبة و كتب و مخطوطات و صحف و مجلات و في الوسط تجلس اللوحات بمختلف أحجامها و ألوانها و مواضبعها و لكن يجمع بينها عطر الرسام عزالدين البراري الذي هو العنوان الكبير لهذه الشواسع الفنية..يرقب لوحاته بحنان هائل هو كل ما يملكه الفنان المحب لفنه و لاشتغالاته التشكيلية ..هذه المرة من ضمن اللوحات كانت هناك لوحات كبيرة الأحجام و هي على غاية من الجمال بحيث تكشف جانبا من تعب الرسام لانجازها و لكنه تعب لذيذ كما يقول فالرسام البراري ينكب على انجاز لوحته بكثيرمن المتعة و « الكيف « فالعمل الفني لديه هو هذه العشرة الجميلة مع اللوحة لأنه يشتغل بصبر و تركيز على الأجزاء و الجزئيات و ملامح التفاصبل من ذلك الوجوه في حفل ما أو مناسبة ما..هذا ما وجدناه في مرسم الفنان و هو يعمل للاعداد لمعرض من معارضه الخاصة ..وهو فنان مقل في المعارض الخاصة والجماعية و هذا وفق قناعة لديه حتى يحافظ على لونه الفني و أعماله دون السقوط في لعبة استسهال العلاقة بالجمهور والأروقة ..
في معرض خاص في رواق بودربالة: عز الدين البراري يكرم الراحل علي بلاغة
- بقلم شمس الدين العوني
- 10:25 29/11/2021
- 834 عدد المشاهدات
يعد الفنان التشكيلي صاحب التجربة المميزة مع الرسم عزالدين البراري الآن لمعرضه الفني الشخصي الذي سينتظم في شهر ديسمبر برواق الفنون