في الذكرى الـ 87 لوفاته: الشابي يحلق عاليا كالنسر فوق توزر الشماء

ككل سنة يتجدد الموعد بولاية توزر مع إحياء ذكرى وفاة الشاعر أبي القاسم الشابي، الذي أكدت مختلف الدراسات و البحوث أنه كان شاعرا مبدعا، سطع نجمه في مرحلة مثلث

منعطفا حاسما في تاريخ تونس، حينما كانت قضايا الحرية والإستقلال أهم قضايا النخب المثقفة، فضلا عما تفرد به من خط شعري إنساني، حيث سطع نجمه في سماء الشعر العربي، و لازلنا رغم عبوره الخاطف، نقتبس من شعاعه و نستضيء بوهجه في مسالك الشعر الوعرة المضنية ولازالت صرخته: إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن يستجيب القدر، تدوي في أرجاء الوطن فيبلغ صداها أطراف الكون، و تهتز لها الشعوب و تنفذ إلى القلوب فترددها الحناجر، فتبعث فينا النخوة و تؤجج حماس الشباب جيلا بعد جيل و تلك معجزة خلود الشعراء.

وفي الذكرى 87 لوفاته، كانت مختلف المؤسسات الثقافية والتعليمية و بدعم و إشراف من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، على موعد من جملة من التظاهرات المختلفة التي إنطلقت منذ يوم السبت 9 أكتوبر و لازالت متواصلة، لتبرز أن الإحتفاء بالإبداع والمبدعين من أرقى مظاهر الحضارة الإنسانية، لاسيما إذا كان إحياء مثل هذه الذكرى من طرف الناشئة و الشباب و أيضا الأطفال، كما تم إعداد هذه المناسبة من معارض وورشات و مسابقات و رسوم، و أنشطة فكرية و أدبية إحتضنتها دور الثقافة والمكتبات العمومية و عديد المؤسسات التربوية بكامل ربوع الولاية.
ففي اليوم الأول السبت 9 أكتوبر، كان الإفتتاح الرسمي خلال موكب صباحي إنتظم بروضة الشابي و تضمن جملة من المعارض منها لأدباء الجهة و أيضا ما كتب حول الشابي من إعداد جمعية الشابي للتنمية الثقافية و الإجتماعية و أيضا معرض للفنون التشكيلية وآخر للخط العربي.

وللفكر والشعر نصيب
أدب الشابي وشعره كان محور ندوة علمية بمشاركة ثلة من الجامعيين و الباحثيين، الدكتور محمد صالح البوعمراني، الدكتور محمد الغزي، و الأستاذ لطفي الشابي، إلى جملة من المداخلات الأخرى عبر صفحة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر، كانت بإمضاء الدكاترة سعدية بن سالم و عمر حفيظ و سمير السحيمي و أيضا الكاتب و المفكر الشاذلي الساكر، فسح إثرها المجال إلى قراءات شعرية لشعراء الجهة و بالمناسبة ذاتها أيضا، إحتضن فضاء الروضة عديد الفعاليات منها، إفتتاح رواق الفنون التشكيلية، و نادي الأدب و الفنون أبو القاسم الشابي، إلى جانب مساحات موسيقية لفرقة المعهد الجهوي للموسيقى بتوزر.
و بدورها أعدت دور الثقافة بنفطة و دقاش و حامة الجريد وتمغزة لفائدة روادها ورشات في الرسم والنحت على خشب النخيل، و جداريات في الخط العربي ) كتابة أبيات شعرية لأبي القاسم الشابي،(كما بادرت المكتبات العمومية بتخصيص مساحات هامة لمختلف الأنشطة والبرامج التي أعدت بالمناسبة، من حصص مطالعة ومسابقات و عروض تنشيطية و تنمية للزاد الفكري و المعرفي للتلاميذ، تم تخصيص جملة من الأنشطة و البرامج من طرف المؤسسات التعليمية شارك فيها تلاميذ المدارس الإبتدائية و المدارس الإعدادية و المعاهد الثانوية...
و رغم أهمية هذه الأنشطة والبرامج يبقى السؤال مطروحا، متى سيتم إستثمار المنجز الإبداعي للشابي ثقافيا و سياحيا ؟؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115