فنان ينحت مسيرته الابداعية بصمت، ممثل مبدع وصانع ديكور مميز، آمن بالحق في الثقافة في كل ربوع الوطن وعمل على تنفيذ هذا الشعار، ترك العاصمة وتوجه الى مدينته سبيطلة وهناك افتتح فضاء مسرحيا هو «منيرفا تياتر» ليكون منارة للمسرح والفعل الابداعي الدائم، هو مقداد الصالحي الممثل والمخرج والمسرحي الشغوف بالمسرح كفعل حياتيّ.
اثناء مواكبة «المغرب» لتظاهرة احبك مدرستي التي تجولت بين ارياف سبيطلة وسيدي بوزيد، كان اللقاء مع مقداد الصالحي للحديث عن اهمية المسرح وضرورته للأطفال في المناطق الداخلية وكيف يصبح المسرح سلاحا لمقاومة التهميش والمشاكل الاجتماعية.
• تتواصل رحلة «احبك مدرستي» في اي سياق تأتي هذه المسرحية؟
تتواصل رحلة مسرحية « أحبك مدرستي « ضمن المشروع الثقافي «مسرح في حومتنا» من طرف صندوق التواصل الثقافي المحلي بدعم من تفنن تونس الابداعية وبتمويل من الاتحاد الاوروبي وبالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية حيث يتم عرض مسرحية « أحبك مدرستي « في خمسة عروض بالمناطق الريفية التابعة لكل من ولاية القصرين وسيدي بوزيد .
• كيف تقدمون تجربة «المسرح في حومتنا»؟
نعتبر تجربة « مسرح في حومتنا » تجربة رائدة وهامة قد حمّلناها الكثير من الأهداف والمسؤوليات من بينها تشريك شباب الجهة ورواد الفضاء وقد سعينا من خلال هذه التجربة إلى خلق نواة من الفنانين الشبان الهواة وإدماجهم في منظومة الفعل المسرحي وذلك عبر ورشات مسرح المختبر الذي يتم بواسطته اختيار مجموعة من الموهوبين وبالتالي دمجهم وإعدادهم كممثلين هواة عبر مراحل مختلفة نستهلها بمرحلة التكوين ثم مرحلة الانتاج مرورا بمرحلة التوزيع.
• بعد سنوات من الفعل الابداعي في سبيطلة؟ كيف تقيمون تجربتكم المسرحية؟
كانت تجربتي في العمل كممثل في مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف هي الوازع لي لتأسيس فضاء مينرفا تياتر فبالرغم من المغريات الكثيرة وفرص العمل المتعددة التي ظفرت بها في الكاف إلا أن حلمي بإنشاء الفضاء كان يراودني في غالب الأحيان خاصة وأنني أواجه الكثير من الصعوبات في التنقل والسكن .. وفي الأخير قررت العودة الى سبيطلة و تحقيق الحلم بإنشاء الفضاء في حي شعبي ( الملاجي)حتى تتوفر الفرصة لي ولكافة للفنانين المحترفين والفنانين الهواة لممارسة المسرح والفن ومن ثمة دحض المركزية الثقافية تحت شعار المسرح حق للجميع .
ان أيماننا بفضاء مينرفا تياتر وبما يشع به من فن وثقافة كان وازعا قويا لنا يدفعنا الى العمل على تطويره وجعله قبلة لعشاق الفن والمسرح وهذا بالطبع جعله البديل أو المتنفس في الجهة وأسهم في استقطاب المزيد من الرواد وجعل ركح فضاء مينرفا حيا ومتنقلا في كل المدن والجهات وذلك من خلال توسيع أنشطته وعرض انتاجاته المسرحية في الأرياف و المناطق الجبلية المهمشة والمنسية وليصل الى الجمهور اينما وجد .
لقد كشفت السنوات التي أمضيناها في الفعل المسرحي عن تجارب جميلة وممتعة كللت جلها بالنجاح وهذا يعود أساسا الى كفاحنا المتواصل وجديتنا في العمل وفي اختيار المواضيع التي تمس المجتمع وهذا بالطبع يعود الى ايماننا العميق بأهمية المسرح في تطور المجتمعات والشعوب . على حد المقولة الشهيرة أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما .
• تعملون على تاطير الاطفال في الفضاء ثم اسنادهم ادوار في اعمالكم المسرحية؟ ما هي الرسالة من ذلك؟
لقد عملنا جاهدين على تأطير الأطفال ودمجهم في منظومة الفعل المسرحي من خلال المشاركة في أعمالنا المسرحية حتى نكوّن نواة من الفنانين الهواة ونتمكن بذلك من خلق جيل جديد من المسرحيين لنحملهم المشعل وندمجهم في دائرة الخلق والابداع ومن ثمة الصعود بهم مستقبلا الى مراحل الاحتراف.
• تصنعون فعلا مسرحيا مغايرا في الجهات ماهي ملامحه؟
نحن نصنع فعلا مسرحيا يكاد يكون غير نمطي ومعهود وهذا يعكس طبعا اصرارنا على اشعاع المسرح وجعله حيا ومتنقلا فلم نكتفي بركح فضاء مينرفا تياتر بل عملنا على خلق ركح متنقلا بين الجهات ساعين بذلك الى اكتساب المزيد من الجمهور ومن ثمة العمل على مقاومة الحرمان والتهميش وكسر حدود التفرقة بين الجهات حيث أن الفن والمسرح ليس حكرا على فئة دون أخرى وهذا بدوره أسهم في اشعاع الفضاء وفي جلب المزيد من الرواد .
• في كل اعمالكم يوجد الهاجس المجتمعي؟ هل أن المسرح وليد الاجتماعي؟ ام تقدمون فعلا يدافع عن المجتمع في ربوع المناطق الداخلية؟
أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا عظيما، هكذا كان شعارنا حيث أننا حمّلنا معظم أعمالنا المسرحية عبء مجتمعنا حيث كانت في غالب الأحيان ذات صبغة ثورية تدعوا الى التمرد على الواقع وتحث الجميع على ايجاد حلول جذرية من خلال نقد تيارات الفساد الأخلاقي والسياسي والاقتصادي ، حيث كانت جل الأعمال تعالج قضايا شائكة كالهجرة غير النظامية والإدمان والانقطاع المبكر عن الدراسة.
• انتظاراتكم من المركز «وزارة الثقافة» لدعم المسرح في الجهات؟
نحن نأمل أن تراجع وزارة الثقافة تسعيرة العروض المدعومة لأنها لا تفي بالغرض خاصة في قطاع الهواية اذا أن تكلفة العرض تتجاوز ثمن العرض مما دفع بالعديد من الجمعيات الى التخلي عن العروض وعدم القيام بها .كما نأمل أن تعزز وزارة الثقافة عدد العروض المدعومة المرصودة للمناطق الداخلية وتحث مندوبيات الثقافة على توزيعها في الأرياف والمناطق الداخلية .