إلى كل من آمن بنبل رسالته وسعى إلى زرع بذور الحب في اطفاله منذ سنوات الدراسة الأولى، الى من علمونا ان الحياة سجال و مقاومة إلى من حاولوا نزع أشواك الخوف من مساراتنا لننجح ونحقق لو القليل من ذواتنا إلى من يقف طويلا أمام سبورته ليعلم الأطفال الأبجدية ويزرع فيهم حبّ العلم والتعليم.
الى كل من علمنا حرفا واحدا بصدق. الى من يسكنون الذاكرة ويتربعون على عرش القلب لأنهم صنعوا ذاك العرش وتفننوا في تزيينه، الى كل المربين الحالمين الذين صنعوا نماذج ناجحة، الى من صنع المحامي والطبيب والمهني والممثل والباحث والصحفي ، الى كل المربين الصادقين دمت شموع للامل ونبراس للضياء وزاد للمعرفة والحقيقة
بمناسبة اليوم العالمي للمربي لو حفرنا في الذاكرة قليلا سنجد انه في داخل كل منا اعتراف لاستاذ او معلم ساعده لينجح ويحقق طريقه ويصنع حلمه، في داخلنا معلم صبر واستاذ دفع للنجاح واستاذ جامعي امن بقدراتنا لنحقق ذواتنا.
وفي الذاكرة اسماء يعجز الزمن عن محوها، اسماء معلمين كتبت باحرف من حبّ لانهم كانوا نبراس النجاح الاول، الى المعلمين محمد عطية وحبيب الزار اوّل من علماني معنى القراءة والنهم الى الكتب، اليهما كل الحب والاعتراف بجميل ابدعا في صناعته، الى الحبيب الزار معلما وسندا الى من يحمل القصص الى تلاميذه المنسيين في ريف بعيد عن الحضارة والكتب، الى معلم امن بقدرة تلاميذه على النجاح وشجعهم بكتب كثيرة وعبارة «ستصلين حتما وستكونين قارئة نهمة» اليك معلمي كلّ الشكر فلازلت التهم الكتب بنهم واصبحت لي القدرة على اقتنائها دون الاضطرار لسرقتها من القسم في غفلة من بقية المعلمين.
إلى أستاذ يعرف معنى الاجهاد والتعب الذي يعيشه طفل يمشي لكيلومترات طويلة للوصول الى المدرسة والمعهد، الى استاذ آمن ان رسالته تتجاوز رسائل الانبياء في هداية الاطفال الى العلم، الى استاذ خبر الريف وصعوباته، عرف المبيت ومشاكله، استاذ يرافق تلاميذه كأب او اخ، الى استاذ كان قبلة اسرار التلاميذ هو المنقذ في وقت الحاجة والحرج والخوف، هو الضامن وقت المبيت، هو المساعد للحصول على بطاقة الدخول، هو المشجع على القراءة وارتياد المكتبة العمومية بورقة يكتبها الى الادارة لتدع التلميذ «البيات» يغادر الى المكتبة، الى من جعل تلاميذه يحفظون الشعر الجاهلي وعلمهم الشجاعة في تحليل القصائد الوطنية الى من يخرج كثيرا عن الدرس المقدم ليعرّف التلاميذ على تونس ومشاكلها ويحلل التاريخ انطلاقا من الادب، الى الدكتور عمارة الجداري صانع الضحكة وباعث الامل في نفوس تلاميذه، اليك استاذي كل محبات العالم.
علمني علمني سيدي، مهما كان صعب امتحان الدنيا امتحانها اصعب هكذا غنى بوشناق كما يقول استاذي «المعهد مرحلة بسيطة امام ما ستعرفونه في الجامعة، الجامعة فضاء رحب لتبادل الافكار، في الجامعة ستتعرضون لصدمة حضارية اول مرة ستجودن لهجات لا تعرفونها واناس يختلفون عنكم كثيرا وطرق تفكير اخرى، استعدوا لتواجهوا وتنجحوا» جمل أحفظها عن ظهر قلب منذ قالها استاذ الفلسفة المميز، الناصر حمزة او «نكتة العسل» كما يسميها اغلب التلاميذ، الناصر حمزة ابن البرادعة من ريف المهدية هو الآخر يشارك تلاميذه الطموح والرغبة في النجاح، استاذ زرع في تلاميذه الرغبة في البحث وتطوير الذات، الناصر حمزة صاحب الضحكة الجميلة الذي يسهل دروس الفسلفة بالنكت وتبسيط المعنى والمبنى، استاذ وسند حقيقي علمنا أننا يجب ان نتعلم لننجح ونصنع ذواتنا.
الى كل من زرع في التلميذ او الطالب بذرة امل ونجاح، الى من يعطي الكثير من وقته لينجز رسالته التربوية ويبدع في تشكيل انسان سوّي يشحنه بمعاني الطموح والعزيمة، الى الاستاذة هالة بن علي التي امنت ان بالقدرة النجاح، الى الشيخ الهاشمي الطرودي والاساتذة زياد كريشان وعبد الكريم قابوس وصابر بن عامر مربون آخرون في مدرسة مهنة الصحافة شكرا لانكم ساعدتمونا لنصعد في سلم مهنة صعبة، شكرا لانكم تشجعوننا لنحقق انفسنا في عالم السلطة الرابعة.