ليكونوا رسل الثقافة في جهاتهم ويتركون المكاتب المغلقة والكراسي الوثيرة لينزلوا الى الشوارع ويشاركوا الاطفال في فرحتهم ويتركوا في انفسهم طاقة جميلة ويوزعون الفرحة موشاة بالوان قوس قزح.
عادت الحياة تدريجيا الى الساحة الثقافية تزامنا مع العودة المدرسية قررت إدارة دار الثقافة الشابة كالعادة الخروج الى الشارع والاقتراب اكثر من المواطنين والاطفال ومشاركتهم فرحة العودة الى المدارس والاحتفاء بهذا الحدث بطريقة فنية تنثر فيها الالوان في تظاهرة بعنوان «واجهات فنية».
عن المبادرة يقول ايمن الشريف مدير دار الثقافة الشابة «مواصلة منا في اشعاعنا على محيطنا و مساندة منا للمجهود الذي تقوم به المؤسسات التربوية للنهوض بجودة خدماتها و توفير بيئة سليمة لتلاميذها، في هذا الاطار يتنزل مشروع «واجهات فنية» اي ان نتدخل فنيا بمساهمة فنانين تشكيليين مختصين في مجموعة من المدارس الابتدائية لاكتساب واجهاتها صبغة فنية تدعم مجهوداتها في الرقي بالبيئة المدرسية».
ويضيف الشريف «حان الوقت للخروج من المكاتب والعمل على ثقافة القرب، يجب ان نعمل على ترسيخ ثقافة اللون والفن لدى أطفالنا، الخروج الى المواطنين ومشاركتهم افراحهم واحلامهم جزء من مسؤولية العمل الثقافي في الجهات، مدير دار الثقافة من واجبه الانفتاح على محيطه ومحاولة تقديم الجانب الابداعي وايصال كل التلوينات الفنية للاطفال ولمتساكني المناطق القريبة من دار الثقافة، فالقرب اليوم ضروري وثقافة القرب باتت ضرورة والثقافة تجاوزت مفهوم الفضاءات المغلقة»
«واجهات فنية» حلم اخر بفن بديل وتكريس لثقافة القرب واللامركزية، خروج من الاطار الجغرافي الضيق للمؤسسة الثقافية وانفتاح على المحيط، واجهات فنية مشروع انجز بارادة حب اللون والحياة ومحاولة اسعاد الاطفال وتزيين واجهات المدارس لتصبح اجمل، وتم التدخل في اربع مدارس مدرستين داخل مدينة الشابة هما مدرسة حي الوهاب ومدرسة حي الفراحتة وقد أنجز الفنان توفيق الفرجاوي اللوحات والجداريات التي ستبقى بصمة للامل عند اطفال هذه المدارس، وخارج المدينة وفي الطريق الرابطى بين الشابة والمهدية توجد منطقتان ريفيتان، مدارس بعدد قليل من الاقسام تحيط بها الزياتين واشجار التين الشوكي هناك حيث لا يوجد للاطفال متنفس غير المدرسة تمّ التدخل بالالوان في مدرستي «الخمارة» و»السفعات» واشرف على انجاز العملية الفنية الرسام نور الدين عبد العالي.
الفن رسالة إنسانية، الفن فعل انساني قبل ان يكون ابداعا، وأطفال الدواخل يحتاجون الى الالوان ليشعروا بمعنى الوطن
في الشابة حاولوا ايصال ابجديات الفرحة الى نفوس عطشى للفنون، ضحكة الاطفال ورغبتهم في المشاركة في تزيين واجهات مدارسهم، تسابقهم للبقاء اكثر قرب العمل الفني منذ لحظة التخطيط الى حين الانتهاء من التزيين، ذاك الشغف الموجود في العيون و الرغبة في البقاء اكثر تفاصيل تعجز الكلمات عن وصفها وشعور بالفرحة تعجز اللغة عن استنطاقه، الاطفال التلاميذ كانوا الشاهد على نجاح المبادرة وتاثيرها الايجابي على المؤسسة التربوية ومعاضدة نشاط المربين ونثر الفرحة على الاطفال.
«واجهات فنية» مبادرة تشاركية هدفها احياء المؤسسة التربوية بالالوان، المدارس الموجودة داخل المدينة تصبح هي الاخرى لوحة فسيفسائية ففي الشابة وبفضل مهرجان الشابة للفنون التشكيلية اصبحت المدينة مثل المتحف المفتوح لكل الالوان والرسومات والجداريات وابدع عبد الفتاح فرجاوي في رسم الالوان، جداريات تسلط الضوء على الأطفال ترسمهم ينظرون الى المطلق طليقي الايدي كانهم يعانقون الحرية والخلفية موشاة بالازرق والزهري وهي الوان السعادة والفرحة ليحطوا الرحال في اليوم الثاني في المدارس الريفية والبداية بمدرسة الخمارة «مدرسة أخرى تعاني النسيان و غياب الألوان، مزجنا الألوان بالأمل و تركنا جميل الأثر، تركنا صورا مفعمة بالحياة و رسمنا الفرحة على محيا الأطفال اليافعين»
كما يقول ايمن الشريف مضيفا ثم «حملنا الفرح و الألوان و المحبة و توجهنا لمدرسة السعفات الابتدائية وكانت المحطة الثالثة في رحلة الواجهات الفنية، اثث الورشة الفنان نور الدين عبد العالي، هناك تركنا أثرا لحبنا لهذا الوطن الذي نعتبر أن من أوكد واجباتنا أن نرسم الفرح على محيا هؤلاء الأطفال»، في مدرسة السعفات وزعوا الكثير من الالوان، الجدران اصبحت فيسفساء لونية تعاند صفرة الارض العطشى وتنسي التلميذ ثقل الريف وبعده عن الفضاءات الثقافية والابداعية، وقع رسم شخصيات من الكتاب المدرسي واخرى كرتونية يعرفها الاطفال جيدا ويعرفون حكاياتها وكانت الابتسامة هي رسالة العرفان للفنانين الذين بعثوا الروح في الجدران البيضاء الصماء.
في الواجهات الفنية اعتمدوا الكثير من الالوان ليبهجوا الاطفال ويغيروا نظرتهم للمدرسة، مع الرسومات اطلقوا روح جمالية مميزة، هي فرصة ليكتشف اطفال المدارس الالوان ويطلعوا على معنى الفن التشكيلي والجداريات وكيفية تأثير اللون ايجابا في الطفل المقبل على عام دراسي جديد سيظل راسخا في ذاكرتهم بفضل الألوان.