اصدارات: كتاب «الامبراطورية والهجنة الثقافية.. عندما تكلّم التابع» لمجدي فارح محاولة لإعادة كتاب تاريخ الاستعمار

في 276 صفحة أصدر مؤخرا «مخبر البحث والمعارف والمؤسسات الثقافية في المتوسط»بكلية الاداب والفنون والانسانيات بمنوبة كتابا بعنوان

«الامبراطورية والهجنة الثقافية...عندما تكلّم التابع»من تأليف الدكتور مجدي فارح وهو كتاب يندرج هذا ضمن ما أصبح يعرف، منذ ثمانينات القرن الماضي، بالدراسات ما بعد  الكولونيالية التي عملت على  إنتاج خطاب  مضاد يعمل على تفكيك الخطاب الاستعماري وإعادة النظر في التاريخ الذي كتب خلال المرحلة الاستعمارية، تاريخ الشعوب التي واجهت الاستعمار الأوروبي، من خلال إعادة كتابة تاريخ المستعمرات، من وجهة نظر من استعمروا. إذ تحلّل هذه النظرية الخطاب الكولونيالي وتعيد قراءة التاريخ من وجهة نظر المستعمَر في محاولة لبناء مرحلة جديدة من نقد الآثار الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي خلفها الاستعمار على الشعوب والدول التي خضعت له وذلك بهدف التأسيس لثقافة الاختلاف التي تعيد النظر في المقولات المعرفية والثقافية والإيديولوجية التي جعلت من الغرب مركز الحضارة ومركز الوجود ومشرّعا لقواعد الحياة ومحددا لطبيعة العلاقات لذلك فهي مرحلة عبر ثقافية لا تؤمن بانغلاق الثقافات على نفسها بل تؤكد بأنّ الثقافات هي كيانات هجينة وأنّ التاريخ البشري هو نتاج سلسلة من التفاعلات التاريخية والحضارية والثقافية. 
ويحاول هذا البحث مقاربة هذه المسائل معتمدا على منهج النقد الحواري الذي ينهض أساسا على محاورة الخطاب ما بعد الكولونيالي في ذاته وفي علاقته مع الخطابات الأخرى وهو منهج يسمح بوصف وتحليل المسكوت عنه كما يعطي للقارئ فرصة التنقيب في خباياه وأسراره وتقاطعاته مع السياقات الثقافية المختلفة التي برز وتشكّل داخلها مع محاولة استقراء

الآراء والأفكار التي قادت الطرح العام لإشكاليات المركزية الغربية والخطاب ما بعد الكولونيالي المناقض لأطروحاتها وإستراتيجياتها و كل ذلك انطلاقا من السياقات التاريخية الثقافية التي ساهمت في بلورة هذا الخطاب وفي تطوره مع محاولة استقراء الأفكار والرؤى المقارنة بهدف تمثّل أدق لمجمل القضايا والاشكالات المعرفية المطروحة وقد اعتمد البحث في محاولته للإجابة على مختلف هذه التساؤلات وتفكيك مختلف الإشكاليات على جملة من المصادر المتمثلة في أعمال بعض روّاد المدرسة النقدية ما بعد الكولونيالية وسليلتها دراسات التابع  بدءا بأعمال فرانز فانون وألبار ممي وإيمي سيزار مرورا بأعمال كل من إدوارد سعيد ونغوغي واثينغو وتشينوا أتشيبي وصولا إلى أعمال هومي بابا وغاياتري سبيفاك وراناجيت جحا كما كان من الضروري الاعتماد على عدد من المراجع النقدية والفكرية الأخرى. 

عن هذا الكتاب أفادنا مؤلّفه الدكتور مجدي فارح بالقول «نحاول مناقشة هذه المسائل الخلافية التي شغلت رواد النظرية ما بعد  الكولونيالية في علاقة بالمركزية الغربية وسردياتها التأسيسية ومقولاتها الإيديولوجية واستراتيجياتها الخطابية التي تجسّد إرادات الهيمنة الكولونيالية من خلال وضع الآخر في مختبراتها الاستشراقية كما نبحث في إستراتيجيات الردّ على هذه الإرادات الكولونيالية التي نهبت الجغرافيات وصادرت الأصوات من خلال إبراز مختلف أشكال المقاومة والتمرد وإعادة بناء الذات بعد استعادة الصوت والكلمة للتحرّر من متاريس الكولونيالية والقومية الشوفينية نحو مدارات التعدّد والهجنة الثقافية»: 

وتنهض هذه الدراسة على البحث في خطاب ما بعد الكولونيالية في مظانه الأصلية وتبلوره كممارسة نقدية عملية ومن ثمة البحث في التناول النقدي لهذا الخطاب لذلك تتحدّد  الدراسة في اتجاهين: الأول اتجاه تحليلي يتصل بخطاب ما بعد الكولونيالية في مرجعياته وآلياته وتصوراته بينما يتمثل الاتجاه الثاني في تتبع آليات تطبيق هذا الخطاب في الدراسات النقدية وكتابات رواد مدرسة التابع وأبرز منظري الخطاب ما بعد الكولونيالي وحتى أعمال عدد من الكتاب والروائيين والمثقفين من عالم التابع، عبر التحليل والاستقصاء والمساءلة والنقد.  

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115