في افتتاح «سيكاجاز» عرض «وشم الريح»: مزيج من أغاني الحبّ التي تختزل سحر التاريخ

جمعتهم الكاف، مدينة الفن والحب، في رحابها عرفوا معنى الشغف بالاغنية والكلمة الجميلة، في ربوعها احبوا الغناء الذي كان وسيلتهم للتعبير

عن الفرح والغضب، بعد لقاءات موسيقية متعددة ومشاركات في المهرجانات والتظاهرات وبعد وقت طويل من انتظار عودة العروض الفنية هاهم يجتمعون من جديد ليغنوا كافهم كما يرونها، اجتمعوا ليكتبوا تعويذة عشق في مدينة سيكافينيريا الساحرة ويغنوا في فضاء البازيليك التاريخي فتكون الاغنية التراثية مصحوبة بأرواح الاولين ممن بنوا المدينة وشهدوا اوجها وبهاءها.

في البازيليك يلتقون ليقدموا موسيقاهم التي عملوا لأشهر على انجازها، في البازيليك سيكون اللقاء مساء الاثنين 6سيبتمر مع افتتاح تظاهرة «سيكاجاز» وعرض وشم الريح لنورهان الهداوي ومروان الماجري وبين صاحبة الصوت الجبلي الجميل ومجنون القيثارة تكون الرحلة كافية الهوى وعالمية الموسيقى، كل منهما شغوف بالنوتة والاغنية، كلاهما عشق الكاف واراد ان يجعلها ترياقه الغنائي كلما حاصره الخوف او سكنته الظلمة، فالموسيقى جنون وفيها ابحر واشعر بحريتي واشعر انني احيا كما تقول نورهان الهداوي.

هي الكاف اميرة متمردة، الكاف ترنيمة عشق واهزوجة حبّ، الكاف تسحر كل من يزورها فيصبح ولها بتاريخها وتراثها الموسيقي، الكاف سحر الجبل والخضرة والتريخ، الكاف كما الوشم في ظاهر اليد ومن هنا ولد عرض وشم الريح « انطلق بورشات مع مجموعة من الفنانين في الكاف بصفر امكانيات وصفر دعم، رغم ظروف الكورونا والحجر اخترنا ان تجمعنا الموسيقى لانها ضرورة حياتية، في الفضاء مارسنا موسيقانا خلسة مع احترام التباعد والبروتوكول الصحي» كما صرحت نورهان الهداوي لـ«المغرب».

وتضيف محدثتنا «البداية كانت من خلال الورشات، وتجنبا للضرر النفسي والاجتماعي الذي سببه الحجر اخترنا ان تكون البرايف وسيلة للوقاية من الفراغ الفني، وكانت البرايف مقسمة الى حصص بين الاستماع الى الاغاني التراثية ثم تحليلها واعادة كتابتها موسيقيا، فعملية حفظ الاغنية في صيغتها الاصلية ثم حفظها في الصيغة الجديدة مع ضرورة الحفاظ على الطابع الاصلي والكلمات الاصلية «نحن لا نهذب التراث بل نعيد كتابة اللحن والتوزيع الموسيقي» ونحافظ على روح الاغنية حتى لا نخرجها من اطارها وفضائها وحتى لا تعرف اغترابا» فـ«وشم الريح» مزيج من الاغاني التراثية مع اعادة كتبتها موسيقيا بروح الجاز والفلامنكو، هي رحلة تبدئ من الكاف لتحط رحالها في رحاب الانسانية.
وتشير نورهان عملنا كثيرا على المشروع ولم نكن نعرف متى سينتهي الحجر ومتى سنعود الى العروض لكننا قررنا الانشغال بالموسيقى لتكون زادنا لنواصل الحياة، الى ان جاءت الدعوة من «سيكاجاز» وسنغني الاغاني التي انجزت في الورشات، قد تكون العروض عبر تقنية الستريمينغ لكننا سنوصل للمتفرج زادنا الموسيقي ومسيرة مشروعنا الذي انطلق من فكرة بثّ الحياة في بعض الاغاني التراثية».

«وشم الريح» عرض موسيقي متنوع، هو رحلة في خبايا الزمن والذاكرة، اغان مخزنة في ذاكرة مجنونة الركح نورهان الهداوي تحولها الى اغاني فرجوية وتضيف عليها مسحة من موسيقى العالم، في «وشم الريح» تكون نقطة البداية اغاني الكاف وذاكرتها ليعيدوا كتابتها موسيقيا ويحملون المتفرج الى جنون الفلامنكو وسحر الشاوية والموسيقى الجبلية الصاخبة ورقة الموسيقى الاندلسية، جولة بين عبق الماضي وسحر الحاضر تصنعها الموسيقى التي سيقدمها نورهان الهداوي ومروان الماجري وحسام علوي ليمتزج صوت الالات الايقاعية مع جنون القيثارة ويصنعون فسيفساء موسيقية مشحونة بطاقة من الحب، حب للمدينة الكاف وحبّ للموسيقى سبيل الحرية والطريق الى الحياة.
«وشم الريح» يقدم في افتتاح سيكاجاز، في فضاء له معماره الفريد وتاريخه ايضا، بين بطحاء سيدي مخلوف الذي بني في لقرن الرابع عشر ويمثل عينة عن البناء الديني التركي والقصبة التي تتألف من قلعة كبيرة بناها محمد باشا المرادي (ثاني البايات المراديين) عام 1679 ورممها علي باشا ثم خصصها حمودة باشا للعسكريين الأتراك، وحولها المعهد الوطني للتراث لاحقًا إلى فضاء ثقافي، يوجد فضاء البازيليك الذي سيحتضن فعاليات العرض.

والبازيليك معلم يعود إلى القرن السادس ميلادي ويتألف من باحة داخلية (فناء مركزي) محاطة بأروقة وقاعة كبرى في شكل صليب يوناني مع اربع حجرات في الزوايا وحَنِيّة كبرى من الناحية الغربية.وتم استغلاله في وقت لاحق كجامع كبير ثم أعيد إلى أصله كمعلم بيزنطي مرتبط بالديانة المسيحية.
يقع هذا المعلم بأعلى المدينة تحت القصبة بجانب ساحة بومخلوف وكان يسمى بالجامع الكبير. يعود إلى القرن السادس ويتكون من جزءين هامين الحوش و الرواق الذي يحيط به و يؤدي الي بقية الغرف. من اهم هاته القاعات نجد القاعة صلبية الشكل التي تتضمن أربع غرف في زواياها.
البازيليك يؤكد صبغة التسامح بين الاديان والتعايش السلمي في ربوع مدينة سيكافينيريا، مدينة الحب والجمال التي اخذت اسمها عن فينوس الهة الحب عند الرومان، في رحاب التاريخ وعبق الحضارة يستنشق جمهور الجاز موسيقات العالم التي ولدت من عشق ابناء الكاف لمدينتهم وايمانهم بقدرة اغانيهم التراثية على محاكاة اجمل الاغني العالمية، «وشم الريح» سيكون بتقنية الستريمينغ كما سيكون فرصة للحلم ولتذوق جمال الكاف انطلاقا من تراثها وتاريخها وموسيقاها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115