الدورة السادسة لمهرجان «سيكاجاز»: الموسيقى مطية إلى اكتشاف ثمانية مواقع أثرية وتاريخية

بتحقيقها لتكون حقيقة مطلقة، هكذا يعلق الاستاذ رمزي الجبابلي على تحقيق حلم إنجاز الدورة الجديدة من «سيكاجاز» في دورتها السادسة.
دورة خارج اطار النمطية، الدورة الحلم والمختلفة، رغم أزمة الكورونا وصعوبة انجاز التظاهرات ستكون «سيكاجاز» جامعة لمحبي الموسيقى الالكترونية وموسيقات العالم بطابع جد مختلف، في «سيكافينيريا» سينطلق الحلم يوم 6سيبتمبر وستكون الدورة مختلفة لأنها ستعمل على احياء المواقع الاثرية والتاريخية من سباتها، ستكون لجمهور الجاز في العالم فرصة اكتشاف المواقع الاثرية للكاف ولجارتيها القصرين وسليانة، سيكون اللقاء مميزا يمتزج فيه سحر الموسيقى مع روعة اكتشاف المواقع الاثرية والتاريخية.
«سيكاجاز» في دورتها السادسة ستكون دليلا للسياحة الثقافية، فرصة ليكتشف الشباب المغرم بالجاز تاريخ بلاده ويقترب اكثر من حضارتها، لن تقام العروض في اماكن مغلقة او مسارح عادية بل سينفض التراب والغبار عن الفضاءات ذات البعد التاريخي لتحتضن العروض الموسيقية، عرض الافتتاح سيكون يوم 6 سبتمبر في القلب النابض لمدينة الكاف، في مكان يجمع كل عشاق الكاف وزوارها، بين القصبة التاريخية المطلة على ربوع سيكافينيريا والجامع الجميل بقبابه المجاورة الساحرة وبابه الاخضر السمح وشجرة التوت المعمّرة سيلتقي الجمهور مع عرض «كاف» في ساحة بومخلوف،والعرض يقدمه ثلة من محبي كل الفنون من شباب الكاف، عرض بطابع فلكلوري يتغنى بجوهة الشمال الغربي الكاف الساحرة تيمة العشق و»الزهاء والطرب».
تتواصل الرحلة الموسيقية والتاريخية، من «بومخلوف» الجميل وحجارته المختلفة، الى السياحة المنجمية، ومن سيكافينيريا الى الجارة «مجانة» او الجريصة حاليا لاكتشاف التراث المنجمي لتلك المدينة الحدودية وسيتحول منجم الحديد المنسي الى مسرح لعرض موسيقي سيبقدمه «Benjemy» يوم 7سيبتمبر، و«الجريصة» هي «مجانة» او «قلعة البسر» هي نقطة عبور من تبسة الجزائرية الى القيروان مرورا بتالة «مرمجانة» والقلعة الخصبة «قلعة الديك» والجريصة هي هنشير الحديد الواقع على السفح الشرقي لجبل بوجابر وتشرف على وادي ملاق، ومع سحر الايقاعات الصاخبة سيتعرّف الجمهور من خلال الاضاءة المميزة الى تاريخ المنجم الذي تجاوز المائة عام.
لازال للمتعة نصيب، لازالت هناك فضاءات اخرى للاكتشاف ولازال للحلم تفاصيله الاخرى، من التاريخ القريب «مائة عام» الى تاريخ ابعد، ومن الجريصة التابعة اداريا الى ولاية الكاف الى الجارة القصرين تحديدا مدينة حيدرة، ستبعث الحياة في الموقع الاثري «اميدرة» وسيكون اللقاء مع «مالك الاخوة واصحابو» يوم 8اوت بالموقع الاثري بحيدرة، «اميدرة» التاريخية التي تاسست في القرن الاول للميلاد لتتمركز بها الجيوش الرومانية المعروفة بالفيلق الثالث، «اميدرة» التي ارتقت الى مستعمرة رومانية خلال فترة حكم «الاباطرة الفلافين»، اميدرة موقع اثري من اجمل المواقع في تونس، هناك في اميدرة تحضر نشوة الموسيقى وسحر التاريخ، الموسيقةى ستستحضر من مروا من هناك وتركوا تلك المنشئات التاريخية المبهرة، ومع موسيقى مالك الاخوة سيكون اللقاء مميزا ينسجم فيه التاريخي بالموسيقى الجميلة.
نعود من الرحلة الزمنية الى الحاضر ومع صوت ايمان الخياطي يوم 9اوت التي ستغني للحب سيكون اللقاء على ضفاف «براج سراط» الموجود بجهة الكاف، السد المقابل لنظيره ملاق سيغنى على جانبه للحب والجمال.
الكاف منجم للتاريخ، الكاف غنية بالمواقع التي سيكتشفها الجمهور من خلال الجاز، من خلال مريم التوكابري وموسيقاها سيرحل الجمهور ليتعرّفوا الى قرية نوميدية ضاربة في التاريخ اصبحت تحت نفوذ قرطاج في القرن الثالث قبل الميلاد «التيبيروس» المتميزة بمسرحها المرتفع فوق احدى الهضاب، «التريبيروس» التاريخية هي الدهماني اليوم والعرض يوم 10 سيتمبر.
يتبعون خطى الابطال، يحلمون بالتعريف بمخزون مدينتهم التاريخي والحضاري، يؤكدون ان هذا الوطن الصغير تونس غنيّ بالثقافات وارض للحضارات وفي موقع جدّ سحري تغني بديعة بوحريزي يوم 11سيبتمبر بصوتها الجبلي وتقدم لجمهور الجاز فرصة الاقتراب من النجوم وملامسة السماء على مائدة يوغرطة العظيمة التي ستصبح فضاء مسرحي هي الاخرى، على علوّ 1271متر سيحلّق جمهور الجاز في سماء الفن.
من قلعة سنان التي تتبعها اداريا مائدة يوغرطة الى جارتها تاجروين يوم 12سيبتمبر سيغني ابراهيم شيدة في منجم الرصاص بمنزل سالم بتاجروين، في منجم يعد الاجمل سيكون اللقاء مع الموسيقى الافريقية-اللاتينية التي يبدع شيدة في تقديمها، لقاء يجمع الموسيقى والتعريف بالثقافة المنجمية.
يختتم المهرجان الحلم يوم 13سيبتمبر، يسدل الستار على دورة تستعمل الموسيقى وسيلة للتعريف بالمواقع الاثرية وتقدم التراث المنجمي لجهة الكاف والمناطق المجاورة لها، الاختتام سيكون في الجارة سليانة تحديدا الموقع الاثري ماكتاريس مع ياسين بولعراس، مكتريس النوميدية فالرومانية، مكتريس بموقعا الساحر المطل على الجبال تفتح ابواب التاريخ ليكتشفوا جمالها وثرائها الطبيعي والحضاري.
«سيكا جاز» دورة جديدة ومختلفة، دورة تنفتح على الموسيقات المختلفة وتشرع ابواب الفن لاكتشاف المواقع الاثرية، فرصة ليعرف الشباب ومحبو الجاز تاريخ تونس والحضارات المتعاقبة من خلال الاضاءة المختلفة والسينوغرافيا، لن تكون العروض لأجل العروض بل هي وسيلة ليكتشف الجمهور خصوصيات تونس التاريخية وسيشارك كل من غازي الزغباني وعبد الرحمان الشيخاوي والطيب الملايكي في تاثيث العملية السينوغرافية والاخراجية للعروض في المواقع الاثرية والتاريخية وستكون العروض الى هذه اللحظة عبر تقنية الستريمينغ لكن اذا سمح للجمهور الحضور (من قبل اللجنة العلمية والسلط المختصة) وستكون كل العروض مجانية.