بمناسبة عيد المرأة: نساء بلادي شريكات في الخلق والجمال ...

هنّ الجميلات اينما كنّ، هنّ واهبات الحياة والجمال، هنّ التونسيات، الكاتبة والممثلة والطبيبة والفلاحة، هنّ اللواتي لا يعرفن كلمة «مستحيل»

ويصنعن احلامهنّ وعوالمهن المتفردة ويحققن ما يردن بالعزيمة والإيمان انهنّ تونسيات لهنّ حقوقهنّ المحفوظة في مجلة الاحوال الشخصية وحقوق تحميهنّ في وطنهنّ الصغير تونس.
وتحتفل تونس اليوم 13اوت بعيد المراة التونسية، تحتفل بنسائها في سنة صعبة، سنة انعدم فيها الفعل الثقافي تقريبا لكن النساء الفنانات حاولن خلق مشهد ثقافي جميل من العدم، هناك الكثيرات ممن كن نبراسا للامل سنحاول المرور على بعضهنّ كتحتية لايمانهنّ بالفن ودفاعهن على المراة التونسية.
• دليلة المفتاحي:
المسرح تعلمت منه أنّ المرأة شعلة طاقة
شامخة هي كالجبال التي جاءت منها، ابنة جبال خمير الممثلة والمخرجة دليلة المفتاحي، المراة التي يحبها جمهور الدراما ويرين فيها الكثير من الصدق الذي تتميز به المراة التونسية، دليلة التي عرفها الجمهور في العديد من الاعمال منها عنبر الليل ويازهرة في خيالي وباب الخوخة ومنامة عروسية وكمنجة سلامة وحياة واماني ونجوم الليل وليام ولاجل عيون كاترين ووردة وكتاب ودار العزاب ومشاعر وقلب الذيب.
دليلة المفتاحي تنحاز الى المراة في كل اعمالها المسرحية التي تقوم باخراجها تنتصر للحرائر والكادحات، امرأة صاحبة مواقف ومشاكسة لا تعرف المهادنة، احبت المسرح طفلة وتعلمته في جندوبة مع فرقة جندوبة قبل ان تدخل ابواب التلفزة والدراما وتكون نجمة صف اوّل، للمفتاحي مواقفها المدافعة عن حقوق النساء واخرها مسرحية «قلب الرحى» التي انتصرت فيها للفرق الموسيقية النسائية وسلطت الضوء على معاناة المرأة الفنانة ووجعها، في مسرحياتها تكون دليلة المفتاحي صوت المرأة الكادحة والحالمة.
• آمنة الرميلي:
الكتابة دين الحالمين
هادئة وقليلة الكلام، لها وقار الملكات حين تتحدث وشجاعة الفارسات متى كتبت،ابنة الحداد كما تقول منه تعلمت الدفاع عن المرأة وفكره اصبح نبراسها لتكون صوت الحق ومدافعة لا تهادن امام حقوق المرأة التونسية، الكاتبة والباحثة امنة الرميلي من التونسيات المشاكسات والصادقة كلما كتبت انتصرت للمرأة، تدافع عن حقها في التعليم و الحياة تجعل من كتاباتها صوت النساء وهي التي اختارت البوح باوجاعهن في «جمر وماء» ثم جعلت القلم ينتصر لهنّ في «شط الارواح» وقبلها رافقت بهاء قرية «توجان» وقوة نسائها، كتابات امنة الرميلي الاكاديمية تبحث فيها عن قدرة المراة منذ الزمن القديم على الحكم و تسيير السلطة العائلية و السياسية ايضا، الرميلي صوت المراة التونسية كلما كتبت كان قلمها كما السيف في حدّد الحد بين عظمة المرأة التونسية وتفوّقها.
أميرة غنيم:
أكتب للحرية والجمال ...
اقتحمت عوالم الحداد لتدافع عن حقوق المرأة، اختارته شخصية محورية لتتطرق الى حقوق النساء وتدافع عنهنّ، تكتب بكل الحبّ تستطيع شد انتباه القارئ وجلبه الى عوالمها الإبداعية اميرة غنيم حفيدة الحداد الروائية والباحثة، استاذة تكتب بكل صدق، تجعل قلمها وسيلتها لتدافع عن مكاسب المرأة التونسية، اميرة غنيم من التونسيات الصادقات، امرأة جريئة وصريحة تكتب بصدق الاطفال وحكمة الكبار، تؤمن ان الحقوق لا تتجزأ والمرأة التونسية لها القدرة على افتكاك كل حقوقها.
• نادية تليش:
نحلم لنصنع عالم أفضل
جنوبية الهوى تعلمت من الصحراء المثابرة والحلم، استاذة المسرح نادية تليش ممثلة مميزة ومختلفة تنحت مسيرتها الفنية بكل شغف رغم صعوبة ممارسة المسرح وقلة الأعمال فنانة تشجع الفتيات الصغيرات على ارتياد المسارح وتشرع نواقذ الحلم لهنّ فالمسرح عندها يتساوى مع الخبز، نادية تليش من الحالمات الكادحات استطاعت بفضل عزيمتها التأسيس لمهرجان عربي يهتم بالمسرح الشبابي لإعطاء الفرصة للشباب ليبدعوا ويكتبون احلامهم على الركح، ورغم الظرف الصحي الصعب وقلة الدعم نجح المهرجان ونجحت نادية تليش في وضع ركيزة اولى للحلم.
نادية تليش الاستاذة والممثلة، المراة الحالمة والمؤمنة بقيمة الفنون في التغيير المجتمعي والاخلاقي، تونسية الروح والانتماء تدافع عن حقوق النساء من خلال اعمالها الابداعية.
• وحيدة الدريدي:
المراة التونسية عنوان للثبات والحرية
مواقفها كما الشامة على وجنتي طفلة صغيرة، جميلة ومثقفة ومتى تحدثت كانت تونسية حدّ النخاع، تونسية جميلة ومميزة صاحبة شخصية قوية الممثلة وحيدة الدريدي ومديرة مركز الفنون العبدلية وحيدة ابنة بورقيبة ومناصرة مجلة الاحوال الشخصية تنتصر لتونسها الحرة والجميلة، تنصر للمراة التونسية المعتدة بذاتها والمعتزة بتاريخها وحضارتها، وحيدة الدريدي تونسية جدّا عرفها متابعو الدراما في اعمال خالدة مثل ملحمة الخضراء واولاد مفيدة واولاد الغول وتاج الحاضرة ولاجل عيون كاترين واقفاص بلا طيور وحسابات وعقابات وعطر الغضب وعند عزيز ونساء في الذاكرة وغيرها من الاعمال التي احسنت الدريدي فيها لانتقال من شخصية الى اخرى.
تؤمن ان الفن حياة والثقافة ضرورة والاصلاح يبدأ من التربية والفنون، تدافع عن النساء في كل شبر، لها مواقفها المناصرة للمراة تحارب الفكر الرجعي، وتدعو في حوارتها الى مزيد الانتباه الى حقوق النساء خاصة عاملات الفلاحة المنسيات، كلما ظهرت في برنامج تلفزي انتصرت اليهنّ الى عذاباتهنّ وكانت صوتهنّ الذي لا يعرف الافول، وحيدة الدريدي الشامخة كالجبال تؤمن ان تونس ارض للثقافة للحب وللفن والحياة، تؤمن ان تونس تؤنس وحدة الغرباء وتسكن زوارها بطاقة من الحب.
منال السويسي:
المزج بين فن الطب وفن السينما
جمعت بين العاطفي والعقلي، احبت السينما فاختارتها هواية وعشق ازلي تمارسه منذ الطفولة ضمن الجامعة التونسية لنوادي السينما قبل ان تترشح وتصبح رئيستها، واحبت الطب فدرسته ونجحت واصبحت طبيبة مقثقفة تجمع بين الطبي والسينمائي، منال السويسي ابنة نادي سينما الحمامات، مهتمة بالسينما وتعلم الاطفال حبّ هذا الفن الجميل، رغم الوضع الصحي الصعب منذ العام 2020 والاجهاد الشديد لكل الجيش الابيض لم تتخل السويسي عن حبها للسينما وممارسة دورها كرئيسة للجامعة التونسية لنوادي السينما وتاسيس اول مهرجان سينمائي خاص بابداعات النساء «بعيونهنّ» الذي جمع تجارب نسائية مختلفة من العالم وكان المركز الدولي للحمامات فضاء للعروض وللقاء النسوة واشراقاتهنّ الابداعية.
منال السويسي لم يمنعها الكوفيد من التنقل الى المدن والقرى لمتابعة سير مشروع «يديات صغار» نجحت في الجمع بين فنين كلاهما اصعب من الاخر هما الطب والسينما، انموذج للمراة التونسية الناجحة المتمسكة بحقها في تحقيق احلامها والنجاح فيها.
• مريم البريبري:
من الذاكرة تصنع ملامح الابداع
طفلة مشاكسة، صحفية منحازة لهموم الشعب وفنانة مختلفة، مريم البريبري صاحبة ماركة «بريبري» التي تبعث الحياة في اللباس التقليدي التونسي وتقدمه بطريقة معاصرة وجميلة، في مشغلها الصغير تحضر الالوان لتكون سندها للابداع، من الذاكرة الجماعية تصنع بريبري ابداعاتها الفنية، بريبري باتت علامة لملابس تونسية جميلة مصنوعة بكل الحب، بريبي فتحت مشغلها الصغير طيلة العام لتوفر «الكمامات الطبية» للعاملين العرضيين والإطار الطبي بجهة صفاقس.
فنانة ومدافعة شرسة عن حقوق المرأة التونسية، تنتصر للمستضعفين وتحاول ان تكون صوت الكادحات والحالمات، مريم حولت الحلم الى حقيقة وصنعت لنفسها عالمها الجمالي الخاص فتبث من روحها الحياة في التراث التونسي ليظل شامخا وتتوارثه الاجيال.
• سنية الأبيضي:
من الصحافة الى الفلاحة
صنعت عالمها الجميل، تونسية لا تعرف كلمة مستحيل، فنانة تصنع ذاتها متعددة المواهب، من الموسيقى التي درستها، الى الصحافة التي مارستها لسنوات الى مجال أكثر جمالا هو الفلاحة، سونيا الابيضي الصحفية التي اختارت الفلاحة مهنة وانجزت اول مشروع في تونس وافريقيا لزراعة الزهور المعدة للاكل، سحرتها الطبيعة واغرتها الزهور بالبحث في خصوصياتها وفوائدها حدّ ان سرقت قلبها لتكون الفلاحة رفيقتها والزهور الملونة الجميلة مشروعها.
اختارت سونيا طبرقة لاقامة مشروعها باعتبار خصائصها المناخية التي تتماشى مع هذه النوعية من الغراسات، واختارت خمس زهور كبداية لمشروعها هي «لسان الثور» و»ابو خنجر» و»زهرة الثالوث» و»البنفسج» والخزامى» وكانت الصحفية على مدى الأعوام تقرأ عن نباتات الزينة والأزهار العلاجية وتلك القابلة للأكل. وعام 2018، قررت إطلاق هذا المشروع في منطقتها الزراعية في طبرقة، التي تتميز بمناخها الرطب ووفرة مياهها، وذلك بعد مشاركتها في مسابقة سوق التنمية وتقديمها مشروعاً خاصاً بزراعة الأزهار البيولوجية المعدّة للاستهلاك الغذائي، والذي يُعد الأول من نوعه في تونس والوطن العربي واليوم ازهار سونيا الابيضي تلقى رواجها في سوق الحلويات التونسية فلا شيء يصعب على المراة التونسية.
حياة سلام:
الرسم علاج
ترسم بشغف الأطفال تنتقل بين النوتة واللون كطفلة صغيرة تلاعب اقلامها وألوانها، بطريقة تفاعلية مميزة ترسم وترقص وتحمل جمهورها الى عوالم اكثر بهاء، الرسامة حياة سلام تنثر السعادة من خلال الرسم وقد واجهت السرطان بالرسم وغلبته في الكثير من الجولات.
امرأة محبة للحياة «أنتقل لنسختي التي أريد بكل يسر و أراقب سريان الأحداث وتجليها بكل اطمئنان كأنني أراقب سريان ماء في جدول» ولأجل سعادتها وإسعاد متابعيها ترسم وتبدع وتكتب بالألوان اجمل قصص التحدي، فنانة تشكيلية عصامية انموذج لقوة المراة التونسية، تحدت مرضا خطيرا وانتصرت عليه بفعل الفن وعزيمة كما الصخر، تونسية جميلة ومثقفة مبدعة تنتقل بين الالوان كما الفراشة، هي حرّة اخرى من حرائر هذا الوطن البهي.
فاطمة بن فضيلة:
تقاوم المرض بالشعر والحب
تعرف جيدا ان الشعر دواء، تتقن الانتقال بين الصور الشعرية والكلمات ، استاذة تلقن تلاميذها دروسا في حبّ الوطن ونقابية تدافع بشراسة عن حقوق زملائها، ابنة الاتحاد العام التونسي للشغل المدرسة النضالية التي علمتها حبّ الوطن، وامرأة قوية تدافع عن نساء وطنها وحقوقهنّ، فاطمة بن فضيلة الشاعرة والأستاذة المرأة الحديدية التي انهكت السرطان واتعبته في الكثير من الجولات، فاطمة كلما سنحت لها الفرصة تحدثت عن مريضات السرطان ومعاناتهنّ من نقص الدواء في المستشفيات التونسية، تتحدث عنهنّ وأوجاعهنّ والمسافات الطويلة التي يقطعنها للمداواة في العاصمة، لتونس كتبت الشاعرة بالدارجة التونسية:
تقرب نحبك
تبعد نحبك
يا ريحة الفل
يا خوابي العسل
يا مية تدرجح
بين صحرا و جبل
نحبك باحجارك
بغاباتك و ديارك
بالناس الي ماتو
بالطير الي رفرف
ووهبلك حياتو
غنا للحرية
قصولو جناحاتو
نحبك يا تونس
يا ياسمين معلق
في باب الجارات
يا صوت البياعة
في حومتنا العربي
يا نجمة لماعة
في وسط الظلمات
نحبك با فلة
نحبك يا عسلة
احكم باحكامك
و ادلل يا للا»
فاطمة بن فضيلة جمعت بين الشعر والكتابة والتعليم والعمل النقابي والنشر تهتم بها جميعها، تكتب بصدق وتنقل وجع النساء وتدافع عنهنّ، فاطمة انموذج للتونسية المثابرة والصادقة، انموذج عن قوة المرأة التونسية، المرأة الحديدية التي تحوّل الصخور الى ياقوت يزين جيدها.
احتفلن بعيدكن، احتفلن ايتها المثابرات فانتنّ في وطن يحترم نساءه، احتفلن وارفعن عاليا شعارات الحياة والحرية، احتفلن ايتها الايقونات في وطنكنّ البهي تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115