في دورة استثنائية تبث عبر تقنية «الستريمينغ»: مهرجان «باردوفاست» متعة الموسيقى والمسرح ...

تعود الحياة الى المسارح، يعود الممثلون والتقنيون إلى معانقة الركح وسحر الاضاءة وتقديم إبداعاتهم الفنية بعد مدة من العطالة

بسبب جائحة كورونا، تعود الحياة والفرجة التي توفرها الدورة الثالثة لمهرجان «باردوفاست».
«باردوفاست» في دورة استثنائية تبث عبر تقنية الستريمينغ بسبب الجائحة، دورة جديدة تضم احدث الاعمال المسرحية والموسيقية، دورة تجمع انماطا فنية مختلفة وشعارها «نقاوم لنشتغل ونكون دائما هنا».
العروض الموسيقية فرصة للمتعة
«باردو فاست» فرصة للفرجة والمتعة، انطلق المهرجان أمس الخميس بعرض «اصايل» لفرقة الفنون الشعبية اخراج عماد عمارة والعرض هو بمثابة الرحلة في التراث الموسيقي التونسية والخطوة التونسية، في العرض تتباين الأغاني وجميعها من الذاكرة الشعبية التونسية تصحبها آلات عصرية مع العديد من اللوحات الراقصة التي تتغنى بتونس وبتاريخها وعظمة الفن فيها.
تتواصل عروض المهرجان ويتجدد اللقاء مساء الاحد 8 أوت مع لغة الجسد وعرض «الشارع يرقص» لجمعية «ارتوميموز» بسكرة، عرض تترك فيه المساحة للجسد لينقل هواجس الشباب الراقص، تسكت الكلمات والتعبيرات أمام إبداعات الجسد وكتابته لأحلامه وآمال شباب اليوم.
للموسيقى سحرها، للموسيقى القدرة على علاج أدران النفس وألمها وللعروسي الزبيدي طريقته الخاصة في جلب انتباه الجمهور ومصاحبته في جولة موسيقية تونسية تتجول في ربوع هذا الوطن، بلهجته الجريدية الممتعة واتقانه لفن الحكي والغناء ينتقل الزبيدي في عروضه من التمثيل الى الغناء وفي باردو يقدم عرضه «الغنجة» مساء 13 أوت احتفاء بعيد المرأة، «الغنجة» فكرة وامراة، الغنجة هي الحبيبة والوطن، هي اهزوجة للعشق لا تموت بفعل الزمن، هي هدية الزبيدي للمراة التونسية في عيدها يغني لها صحبة عازف الناي وعازف ايقاعات يجعلان من الموسيقى التراثية بساطا موشى بالالوان.
تتواصل الرحلة الموسيقية، تتواصل متعة متابعي المهرجان مع الموسيقي التونسية والنبش في الذاكرة الموسيقية التونسية مع عرض مميز «الشاوية لنضال اليحياوي العرض الذي يمزج بين موسيقى جبال سليانة مع ايقاعات غربية بطريقة مميزة فتكون النشوة الموسيقية الخالصة، «الشاوية» عرض متكامل يجمع موسيقات مختلفة تنطلق من ذاكرة نضال اليحياوي لتسافر بعيدا في ايقاعات العالم انطلاقا من سحر الة القيتارة.
والشاوية عرض تونسي الروح شمالي الهوى عالمي التوزيع عرض فلسفته الموسيقية بسيطة «كيف ستكون الموسيقى لو كانت في ذلك الزمن قيثارة» فالقيثارة تصبح سيدة المكان وسيدة اللحن مع الحفاظ على الالحان الاولى فقط تغيير في التوزيع لتتماهى النوتات الموسيقية في عرض لهجته محلية لكن بالامكان فهمه والتفاعل معه في جل اصقاع البسيطة لان موسيقاه لا تحتاج الى ترجمة وفي باردو سيقدم العرض التونسي الانجاز عالمي الهوى مساء السبت 14 أوت.
المسرح: نقد ومشاكسة
كلّ يريد ارسال رسالة الى الله، لكل شخص علاقته الخاصة مع الهه، الجميع يبعث برسائل سرية الى الله ولعلّ المرضى هم الاكثر رغبة في ارسال الرسائل وانتظار الرد من الله كما يفعل مريض السرطان في مسرحية «عقاب جواب» اخراج محمد علي سعيد وتمثيل مريم القبودي وحمودة بن حسين وناجي القنواتي والتي ستعرض مساء السبت 7 أوت ضمن اولى العروض المسرحية «لباردوفاست»، «عقاب جواب» صرخة ضد الوجع والالم، محاولة للاقتراب من معاناة مرضى السرطان والم العلاج الكيمياوي والوجع الراسخ في القلب والثقوب الكثيرة التي تتركها الابر، في محاولة للبحث عن مهدئ للالم يرسل المريض رسائله الكثيرة الى الله ويطلب منه الكثير من الامنيات، مسرحية مكتوبة بطاقة من الحب والوجع.
من وجع «السرطان» الى «وجع الرجال» كما تصف نجوى ميلاد عملها اذ يكون للجمهور موعد مساء الاحد 8 أوت مع مسرحية «للرجال بركة» إخراج توفيق العايب وتمثيل نجوى ميلاد، المسرحية تجمع الضحكة والنقد، باسلوب ساخر وكاريكاتوري تنتقل الممثلة من شخصية الى اخرى ومن حادثة مضحكة الى اخرى مبكية وتنقل علاقات الشخصية باكثر من رجل ومن خلالها تشرّح المجتمع التونسي خاصة علاقة المرأة والرجل، في المسرحية تبدو ميلاد متمكنة من شخصياتها عارفة بقصصها وحكاياتها، تمسك جيدا بتفاصيل مسرحيتها تعرف متى تضحك المشاهد ومتى تضعه في خانة السؤال، «للرجال بركة» مسرحية تجمع الضحكة بالنقد تكشف عن معاناة المراة في مجتمع يحاول التضييق على حرياتها الشخصية والاجتماعية.
يسكنهم الوجع والنقد، يسكنهم الالتزام لتقديم فنّ يحترم المتفرج وينقد الواقع والسلطة، ولكنهم يقابلون بالتهميش والمسّ من حقوقهم، هم المسرحيون الذين اعطوا الكثير للخشبة يمتعون المتفرج ويدعونه للضحكة ويزودونهم برسائل مشفرة متى استطاع فكّها فهم واقعه واستطاع تغييره، معاناة المسرحيين خاصة في جائحة كورونا واحلامهم المؤجلة وطرقهم المزروعة شوكا وخوفا هو موضوع مسرحية «ليلة معوّمة» اخراج جمال المداني وتمثيل اكرام عزوز ولبنى نعمان ومحمد علي المداني، المسرحية التي ستعرض يوم الاحد 15 أوت ضمن فعاليات باردوفاست، في المسرحية اقتراب من هموم المسرحيين وتسليط للضوء على مشاريعهم واحلامهم المؤجلة بسبب الجائحة اولا وبسبب غياب قانون الفنان ثانيا وظهور «الاستغراموز» ثالثا، مسرحية ناقدة، تنقل تصدّع العلاقة بين المسرحي ومجتمعه والسلطة.
وتختتم فعاليات التظاهرة يوم 18 أوت بمسرحية «الذاكرة» اخراج سليم الصنهاجي وتمثيل صباح بوزويتتة وعلاء الدين ايوب ورضا بوقديدة في المسرحية نقد واضح للطبقة السياسية ، اذ نبّشت صباح بوزويتة مع سليم الصنهاجي في «ذاكرة» الماضي في محاولة لمعالجة الوضع الراهن وقد ابدعا في استحضار فترة سوداء عاشتها تونس بعد 14 جانفي من اغتيالات وصراعات سياسية ساهمت في تدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية في بلاد صار الاغتصاب والسرقة ونهب الأموال فيها من الأمور العادية لا من حسيب ولا من رقيب وسلطة سياسية متصارعة كل من أجل خدمة مصالحه الضيقة ولا وجود لمن يعمل من أجل الشعب الذي يعاني ويلات الظلم والاضطهاد والتهديد والفقر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115