ضمن فعاليات الدورة الثانية لليالي المسرح الحر: منى التلمودي أيقونة مسرحية تمثل تونس في الأردن

تنتفي الحدود أمام الابداع، تمحى كل الحواجز الجغرافية امام فكرة الفنّ، تنتهي قيمة جوازات السفر امام الفنون، فالفن رحلة تتجاوز حدود الزمان والمكان،

ومنى التلمودي الممثلة التونسية المتميزة تحمل جمهورها في سفرة مسرحية عربية مختلفة.

منى التلمودي تمثل اسم تونس في مهرجان ليالي المسرح الحر بالأردن انطلاقا من اليوم 31جويلية الى غاية 5 أوت 2021 وتسافر التلمودي صحبة محبي الفن لتصحبهم في رحلة تتجاوز الحدود الضيقة لأنها تشارك بعمل تمثيله تونسي واخراجه مصري لمازن غرباوي وكتابة النص للسعودي سامي الجمعان تصميم ديكور رضا صلاح، تأليف موسيقي طارق مهران، وعنوان العمل «انتحار معلن» انتجته رابطة الانتاج المسرحي العربي المشترك.

«انتحار معلن» هو إسم المونودرام الذي سيقدم مساء الاحد 1 أوت في المسرح الملكي الأردني ضمن فعاليات الدورة الثانية لليالي المسرح الحر الذي سيقدم بحضور 50 ٪ من الجمهور وقد قدمت الدورة الفارطة افتراضيا.

«انتحار معلن» من تمثيل للمثلة التونسية منى التلمودي، تلك الحرباء المتحولة على الركح، الممثلة القادرة على تجسيد اصعب الشخصيات واكثرها تعقيدا، التلمودي على المسرح تتحوّل، تلك الهادئة والجميلة في الواقع تتلبّس بالركح وتنسجم معه فتقنع متابعيها، منى التلمودي ممثلة خريجة المعهد العالي لفنون الملتيميديا اختصاص اخراج لكتها عشقت الركح واحبته ومارست المسرح منذ الطفولة في مدينة المسرح قربة وكل الادوار المسرحية والشخصيات التي قدمتها نجحت فيها، على الركح تكون كفراشة عاشقة لزهور الربيع تنتقل من شخصية الى اخرى بكل بساطة، تشعرك انها طفل يلعب لشدة تلقاءيتها ، عن المسرح تقول «المسرح كان ولا يزال شغفي الأبديّ، هو بالنسبة إلي بمثابة العلاج الروحي، حين أتعب.. حين أمرض.. حين أود الهروب من الدنيا ومشاكلها، ألجأ إلى الخشبة التي أستعيد فيها ذاتي، فهي السلوى والملاذ».

في «انتحار معلن» تقدم التلمودي شخصيتين مختلفتين من حيث الفكرة والنشأة لكنهما دعتا الى حرية المرأة ودافعتا عن حقوقها، الشخصية الاولى انقليزية وهي «فرجينيا وولف» والثانية لبنانية هي «مي زيادة» وبين وجع فرجينيا وجرأة مي تتلوّن الممثلة لتقدم للجمهور طاقة من الابداع والحب وقد سبق وان تحصلت لآدائها في المسرحية على جائزة افضل ممثلة في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي دورة 2020.

«انتحــار معلــــن» مونودراما تتنــاول حياة الكاتبة والروائية الإنقليزية الشهيرة فرجينيا وولف، بكل ما عاشته في حياتها من مآس، وما تركته من أثر إبداعي في الكتابة الروائية، وكذلك المنجز النقدي، وهي رائدة في المطالبة بحقوق المرأة، إلا أن إصابتها بمرض الهوس الاكتئابي ثنائي القطب، الذي كانت تسمع من خلاله ضجيجا وأصواتا في رأسها، مما وضعها تحت ملاحظة زوجها لونارد وولف دائما، نتيجة الانهيار العصبي الذي تعرضت له لأكثر من مرة، حتى إنها كررت محاولات الانتحار للتخلص من حياتها البائسة.

كما تتناول المونودرام ايضا جزء من حياة اللبنانية مي زيادة المدافعة بدورها عن المرأة العربية وحقوقها من خلال الكتابة، شخصيتين مختلفتين ولكل منهما عوالمها النفسية التي نجحت التونسية في تجسيدها.

ومنى التلمودي ممثلة مسرحية تنحت مسيرتها الفنية بكل ثقة، ممثلة متلونة جميع ادوارها المسرحية ناجحة، شاركت مع العديد من المخرجين الشباب على غرار حسام الغريبي وغازي الزغباني، وشدت الانتباه بدورها في «فريدوم هاوس» مع الشادلي العرفاوي ودورها في «الرهوط» مع عماد المي ومسرحية «هوامش على شريط الذاكرة» اخراج انور الشعافي وشخصية مركبة في مسرحية «هيبنوز: قلب الرحى» مع عاصم بالتوهامي، وبالاضافة الى نجاحها المسرحي عرفها جمهور الدراما بشخصية «شيراز» في النوبة2اخراج عبد الحميد بوشناق ثم شاركت بشخصية المحامية في مسلسل «الحرقة» و»كان يا ما كانش» ونجحت التلمودي في تكوين قاعدة جماهيرية لتلقائيتها على الركح وامام الكاميرا.

«انتحار معلن» اخراج مازن الغرباوي وهو مخرج شاب استطاع ان يترك بصمته في المسرح الشبابي ومهرجان شرم الشيخ الدولي، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل واخراج عام 2010في رصيده مجموعة من الاعمال المسرحية نذكر منها «مات الملك» و»الزير سالم» و»طقوس الحياة والموت» و»حلم ليلة صيف» و»حدث في بلاد السعاد»
والمونودرام هو اول انتاجات الرابطة كتبه السعودي سامي جمعان وهو باحث في المسرح وله العديد من المؤلفات في المسرح والفنون على غرار «الانشائية المسرحية» والدراسة النقدية «حضور الف ليلة وليلة في المسرح العربي» و سامي جمعان هو مؤسس رابطة الانتاج المسرحي المشترك وتعمل الرابطة من اجل شراكة عربية مستدامة وتحقيق القرب بين المسرحيين في كل الدول العربية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115