ابتداء من العاشرة صباحا بقاعة الطاهر الحدّاد بدار الكتب الوطنيّة , و سيشارك في هذه النّدوة جمع من الجامعيين ممّن عاشروا القرمادي و تتلمذوا على يديه وعملوا معه في ـ السيراس ـ و في كليتي الآداب 9 أفريل ومنوبة .
كــان القرمادي فنانا ملتزما بقضايا المـجتمع وبحيــاة النّـاس ونمط عيشهم متوخيا من وسائط التّعبير المختلفة أوعية يطرح من خلالها قضايا الوجود و الموجود بالفرنسية تارة و بالعربية تارة أخرى , مخترقا اللحمة الحيّة و سعيد الحلفاوين و الشّيات مرتقيا بالالتزام الى قصائد الحبّ و السلامة و الأمل ومنغرسا في حياة القبور و الجنون و الذّباب و الغياب، مبتدؤه الأرض الرّاكدة ومنتهاه اللامعقول تجمع بين هذا و ذاك الأصالة المستبدّة والحداثة الغاضبـــة
شبّهه الأستاذ هشام سكيك بالنيزك و الشّهاب الذي دخل في سماء بلادنا الثقافية والعلمية فجأة فأحدث فيها مسارا مُضيئا بل ساطعا كمثقّف متعدّد الاهتمامات وعالم ومُربّ لكن سرعان ما غاب عن أعيننا تاركا وراءه حسرة كبيرة في قلوبنا لكن، وخلافا للشهاب في الطبيعة، لم ينطفئ ضياؤه بغياب جسمه، بل بقي نيزكا ساطعا في سماء الشعر والألسنية إلى يومنا هذا، ورمزا من نور للحداثة والالتزام .
بعد أربعة عقود من وفاته لم ينس النقابيّون ولا السياسيّون مواقفه، ولا مطمحه إلى تونس الحرّيّة والعدالة والتقدّم؛ ولم ينس الشارع الثقافيّ قصائده وكتاباته المنفتحة على ألسنة الآخر؛ ولم ينس مريدوه شغفه بلهجاتها واهتمامه بها، ولا عمله على المحافظة على لسان معياريّ عربيّ مشترك يحفظ ماضيها، وبربطه بمستقبل زاهر وموافق للعصر.
و اليوم تحيي الجمعية التونسية للتربية و الثقافة عِلْمَ عَلم تناساه الجميع و ظلّ اسمه مقترنا بقاعة 9 أفريل دون حديث عن كتاباته ومخطوطاته وحتى قصّة وفاته .
كذا شأن الجمعية بصدق مريديها و نضال أعضائها تحرّك الصمت في الأوعية النّائمة وتكتب اسم القامات بسواد الليل على بياض النّهار حتّى تبقى تونس التّاريخ و الانسان وفيّة لأبنائها .
طَريفا كُنت، عزيزا تبقى عمّ صَالح القرمادي
- بقلم المغرب
- 10:32 29/06/2021
- 703 عدد المشاهدات
بقلم: الأستاذ رضــا الكشتبان
تنظم الجمعيّة التونسية للتربية والثقافة بالشراكة مع دار الكتب الوطنيّة الدورة الرّابعة لملتقى توفيق بكّار للتّربية و الثقافة والإبداع اليوم الثّلاثاء 29 جوان 2021