عرض «ديما نضحك ديما زاهي» لمنير العرقي في قاعة الفن الرابع: تونس الضحكة والفرحة على الركح

الى تونس الجميلة تكون الرحلة الموسيقية المسرحية، جولة في تعاليم الاغنية الضاحكة، ساعتين من السرور وحنين لأسماء

صنعت مجد الاغنية التونسية، اسماء رسمت البهجة في قلوب التونسيين لسنوات طويلة كرمها منير العرقي في عرض موسيقي مسرحي تونسي الروح والانجاز «ديما نضحك ديما زاهي» وكم يحتاج التونسي اليوم إلى الضحكة وسط اخبار الموت والخوف.
«ديما نضحك ديما زاهي» جمع الفرجة والغناء والموسيقى، استحضر روح الهادي السملالي ومحمد المورالي وحمادي الجزيري والجراري ومن صنعوا الاغنية الفكاهية والساخرة، العرض من اداء كوثر بلحاج وحنان الشقراني وفتحي المسلماني وجمال المداني ومحمد منير العرقي واكرام عزوز ومحمد حسين قريع وصبري الجندوبي وموسيقى في العزف حكيم الغربي ورضا القاسمي ولطفي الشواشي وفيصل ميلاد وبلحسن مطيمط وزين العابدين المرناقي وايمن السلامي وكورال طيب طريفة وحمدي عمر.
الموسيقى سيدة الركح، نوتات القيثارة تنساب تدريجيا كانها تعلن عن بداية الرحلة في الذاكرة، مجموعة من الموسقيين يقومون بتدريبات لعرضهم القادم وفجأة يدخل فتحي المسلماني الى الركح ويخبرهم ان المسرحيين ايضا يقومون بتدريباتهم المسرحية، بعد نقاش موسيقي فني يقترح جمال المداني السير على خطى السملالي وحمادي الجزيري ومحمد الجراري والمزج بين المسرح والغناء لتبدئ الضحكة والمتعة بأغنية «عندي ولدي يا حضار» يقدمها اكرام عزوز بلكنته المختلفة، على الركح تتنافس الالات الموسيقية لتمتع الجمهور المتعطش الى الاغنية الفكاهية التونسية.
بين الغناء والتمثيل تكون المتعة والفرجة، بين اتقان الممثل للاغنية وقدرته على التشخيص يتجول المتفرج ويعود الى اعوام الستينات والسبعينات حين لمع نجم الاغنية الفكاهية التونسية وكان للهادي السملالي وصالح الخميسي وحمادي الجزيري ومحمد المورالي شطحات في سماء النجومية وتقديم نوع جديد من الاغاني الذي يعالج مشاكل العصر وينقد المجتمع بطريقة ساخرة ومضحكة، تجعل المتفرج منتبها وفي الوقت ذاته ضاحكا ومستبشرا.
على الركح مزج التمثيل بالغناء، العازفين يلعبون جيدا بنوتاتهم الموسيقية يسحرون لب المستمع والممثلين يغنون ويؤدون يشركون المتفرج في العملية التمثيلية والابداعية، ليدخل صبري الجندوبي مصطحبا مجموعة من الالعاب ويغني «يا جماعة عندي طزينة» يؤديها بلوعة اب كثر عدد ابنائه، بعدها تنصب الطاولة وتدار القوارير ويغني منير العرقي «انا عمري ما سكرت» بطريقة مضحكة وساخرة، و»يا خبيثة يا دبوزة» يغنيها فتحي المسلمانيبطريقته الخاصة فيجمع بين التمثيل والغناء»انا مدلل» يغنيها جمال المداني بروحه الطفولية المرحة ليكون العرض متكاملا بين الموسيقى والمسرح.
ساعتان من المتعة، ساعتين من الفرجة والضحك، ساعتين من الابداع والنبش في ذاكرة تونسية مميزة، «انا مدلل» و»يا جماعة عندي طزينة» و»يا خبيثة يا دبوزة» و»انا عمري ما سكرت اما اصحابي غروا بيّا» و»عندي ولدي يا حضارّ و»فاش مطلوب» هي جزء من الذاكرة الموسيقية التونسية، جزء من موروث فكاهي تونسي كان مطية لنقد المجتمع ونواميسه، ثورة بالضحكة على السائد والموجود.
«ديما نضحك ديما زاهي» شعار للحالمين ومحبي الفن، شعار لمن امنوا بقدرة الموسيقى على التغيير والمسرح على زعزعة الثوابت، رحلة في عالم الفكاهة قدمها عازفين وممثلين تونسيين يسعون للنجاح ولتقديم عرض فرجوي فكاهي يستحق ان يكون في المهرجانات الصيفية ويشاهده الجمهور التونسي من الشمال الى الجنوب، عرض قابل للتطور والتغيير يرشح حياة ويقبل المزيد من الاغاني والممثلين.
الممثلون المسرحيون عنوان للنجاح
يتلونون كما الحرباء فوق الركح، تسكنهم روح غريبة تتحول بسرعة تجعل حاملها يتقمص شخصيات متعددة في الوقت ذاته، هم صناع الضحكة والفرجة والدراما، الممثلون المسرحيون يشبهون الساحر اينما وضعوا نجحوا وحولوا الموجود الى مشاهد وشخصيات وحدهم يعرفون دواخلها، الممثلوين المسرحيون الذين يقنعون في الشاشة الكبيرة وينجحون كلما ظهروا في الاعمال الدرامية ويتميزون على الركح في ادوارهم المسرحية المختلفة كانوا عنوان التميز في عرض «ديما نضحك ديما زاهي»، «هبلة» فتحي المسلماني وقدرة محمد قريع على تقمص اصعب الشخصيات، اقناع جمال المداني وبراعة اكرام عزوز في الغناء والرقص، تقليد منير العرقي لاصوات مختلفة، تماهى حنان الشقراني وكوثر بلحاج مع الموسيقى واقان صبري الجندوبي للتمثيل والغناء (طبقة صحيحة) كان عنوان لقدرة الممثل على كسب اصعب الرهانات، الممثلين يغيرون الكوستيم بين الاغاني ولكل اغنية ازيائها المتناسقة مع الموضوع المطروح، قريع المبدع ينتقل من شخصية الى اخرى بكل سلالة ليسرق ضحكة الجمهور وتلقائية فتحي المسلماني تشبه البلسم.
«ديما نضحك، ديما زاهي» عمل موسيقي مسرحي، فرقة موسيقية تجمع ثلة من امهر العازفين في تونس يصحبهم ممثلين يؤدون مجموعة من اغاني صالح الخميسي وحمادي الجزيري والهادي السملالي وتجسيدها مسرحيا، هو تكريم لنجوم الاغنية الفكاهية ومحاولة لنبش غبار النسيان عن تلك الاغنية وإعادتها الى الحياة في عرض تونسي الفكرة والتقديم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115