حمل عنوان «تعدّد الأصوات في الرواية العربية الحديثة» جاء في 411 صفحة.
هذا المؤلَف الذي جاء ليثري المكتبة الوطنية والعربية في اختصاص قلّ أن كتب فيه الأكاديميون التونسيون يعتبر لبنة هامة جدّا ورافدا معرفيا للطلبة وللأساتذة ولكل من يريد الإبحار في عالم الأدب ناهيك وأنه مثلما أشار إلى ذلك مقدم الكتاب الدكتور محمّد الباردي يعدّ باكورة الأبحاث الأكاديمية داخل رحاب الجامعة التونسية التي تهتم بهذه المسألة الهامة في مجال النقد الأدبي. فالدراسات التي اهتمت بمقولات البوليفونية والحوارية والتعدّد الصوتي ظلت دراسات مبتسرة وقليلة تقتصر على بعض المقالات أو الدراسات التي لا تتجاوز مدار اهتمامها النص الواحد، في حين تناول هذا المؤلف تسع روايات ممتدة زمانيا ومكانيا على غرار رواية «ميرامار» لنجيب محفوظ التي صدرت سنة 1967 و»أمريكانلي» الصادرة سنة 2004.
إن هذه المدونة الروائية الثرية تجعل ـ حسب الدكتور الباردي ـ أهمية هذا البحث متجاوزة لأسوار الجامعة التونسية إلى كل المهتمين بالمنجز الروائي العربي الحديث في مختلف الأقطار.
ومن الناحية المنهجية فقد تولى المؤلف بناء دراسته وفق ثلاثة أبواب تناول في أوّلها التعدّد الصوتي في مستوى المرويّ وقد وزعه على فصلين: التعدّد في مستوى الشخصية الروائية، والتعدّد الصوتي في مستوى الكرونوتوب مستخلصا أن الرواية العربية متعدّدة الأصوات قطعت مع الشخصيّة المنمّطة المعبّرة عن مواقف الكاتب لتصبح ذات وجود متعدّدة تشقها التناقضات وتتظافر أصواتها في بنية واحدة.
أما الباب الثاني والذي حمل عنوان «الرواية المتعدّدة الأصوات: نصّ مفرد في صيغة الجمع» فقد تناوله في فصلين هما تعدد الخطابات والمستنسخات النصية وتعدّد اللغويّ، في حين كان قوام الباب الثالث التعدّد الصوتيّ في مستوى الذات السّاردة والتعدّد في وجهات النظر.
محمد بن جبارة