وللثلث الأخير من رمضان مكانة خاصة عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الثلث الأخير اجتهد في العبادة، وأكثر من الطاعة، فكان يعتكف رجاء أن يدرك ليلة القدر، وكان يحيي الليل بالقيام والذكر والدعاء، واعتزال النساء، وإيقاظ أهل بيته للصلاة.
ومن الطاعات التي كان صلى الله عليه وسلم يفعلها في الثلث الأخير من شهر رمضان:
• الاجتهاد في الثلث الأخير من رمضان:
مما يدل على فضل الثلث الأخير أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر اجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، وشمر وجدَّ، وهجر فراشه، وأيقظ أهله؛ فعن السيد عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره.
وعنها رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"
قال ابن بطال: "فعل ذلك عليه السلام؛ لأنه أُخبر أن ليلة القدر في العشر الأواخر، فسنَّ لأمته الأخذ بالأحوط في طلبها في العشر كله".
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يعتكف العشر الأواخر من رمضان؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان".
قال ابن حجر: "قال ابن بطال: مواظبته صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف تدل على أنه من السنن المؤكدة".
• يتحرى ليلة القدر ويأمر بتحريها:
عن السيدة عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان..
وعنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"
قال ابن حجر: "دل الحديث على رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان، ثم في العشر الأخير منه، ثم في أوتاره لا في ليلة منه بعينها، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها". يوقظ أهله في الثلث الأخير من رمضان:
كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يرغِّب أهله في قيام ليالي العشر؛ فعن علي رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان".
قال القاضي عياض: "فيه حثّ الرجل أهله على فعل الخير ونوافل البرّ".
يتبع