من وجوه الدراما: الشباب يخوض غمار النجاح بجرأة ...

على مواقعهم في قلوب متابعيهم ومحبي الدراما ومنتظريها، ممثلون زادهم الصدق للنجاح وصعود سلم التألق بكل ثبات وتلقائية.
الجميلة سهير بن عمارة الممثلة المتميزة والفنانة الرقيقة أمام الكاميرا، والممثل المختلف حلمي الدريدي صانع شخصياته والمنتقل بسلالة بين الشخصيات وبين الحالات النفسية والصادق جدا الصادق الطرابلسي التلقائي امام الكاميرا، ثلاثة من الوجوه الدرامية المقنعة اداءا وحضورا في دراما 2021.
الصادق الطرابلسي: يصنع شخصياته بكل الصدق
«كريم» الشخصية التي كرهها كل متابعي الدراما الرمضانية، الشخصية التي اصبحت محور نقاش مجموعات متابعي المسلسلات والافلام وكل يعبر بطريقته عن كرهه للشخصية «توقعت ان تتعرض الشخصية للسب لكن وصل كره المتابعين لها إلى حدّ ان وصلتني رسائل تهديد» كما يقول الممثل الصادق الطرابلسي الذي ادى شخصية «كريم» في مسلسل الحرقة.
منذ الحلقة الثانية الى الحلقة السابعة عشرة وظل كريم سيد المواقف المخزية والانبطاحية، أنانية الشخصية وجبن وتفكير في ذاته قبل الجميع، مواقف انهزامية عديدة تعيشها الشخصية أتقنها الممثل حدّ التماهي الكلّي مع شخصية «كريم»، دور يختلف تماما عن «مروان» الذي قدمه سابقا في مسلسل «المايسترو» مع نفس المخرج الاسعد الوسلاتي، الممثل خريج المعهد العالي للفن المسرحي متمكن من شخصياته وعارف برسائلها وله القدرة على إقناع الجمهور «فرحنا كيف مات كريم» وهي التعليق الأشهر لمتابعي المسلسل بعد موت الشخصية، الصادق الطرابلسي ممثّل في بدايات مشواره الدرامي، مسرحيا له حضور مميز على الخشبة واخر ادواره كان حارس بلاد العجائب في الكوميديا الموسيقية «اليس» اخراج حسام الساحلي، وسماته الهادئة في الحياة تختلف كثيرا عن سمات الشخصيات المسرحية والتلفزية التي قدّمها، ممثل يوظف تكوينه في بناء سليم لشخصياته ونجح.
حلمي الدريدي: الحلم يصنع طريق النجاح
ممثل صنع لنفسه شخصية فنية مميزة، عاشق المسرح اختاره مهنة وهواية، من مسرح الهواية انطلقت التجربة، «كبر الغرام والحلمة» ليدرس حلمي الدريدي المسرح في المعهد العالي للفن المسرحي، الدريدي ممثل له تجارب عديدة وشخصيات متباينة وربما اشهرها «منتصر» او «منتا» في الجزء الاول من مسلسل مكتوب، شخصية لازالت تصاحب الممثل في تعاليق متابعيه.
الدريدي يخوض تجربة درامية جديدة ومختلفة، شخصية مركبة أتقنها الممثل وامسك بزمامها «هارون الغول» في مسلسل «اولاد الغول» الابن الأكبر الحالم بتكوين ثروة على حساب علاقة الابوة، الشخصية الاانانية والحالمة الصارم والقاسي امام الجميع والطفل الوديع امام الحبيبة والابن المدلل امام امه، كلها تركيبات نفسية يقدمها في المشهد الواحد، سهل الانتقال من لحظة الفرح الى الغضب فالوجع، ممثل متمكن من شخصيته وأتقنها وكان صادقا في الأداء واللعب الدرامي.
حلمي الدريدي انطلقت تجربته في عالم الفن مع المسرح مع أهم المخرجين التونسيين فقدم «في انتظار غودو» مع الاسعد بن عبد الله و«رهائن» مع الراحل عز الدين قنون و«غرنيكا» مع حسن المؤذن، لينطلق بعدها في تجربة سينمائية في «عرائس الطين» للمخرج نوري بوزيد ونظرا لتميزه وموهبته كانت الوجهة الى المشاركات في اعمال عالمية فشارك في عدة أفلام أجنبية مثل الفيلم الفرنسي «Une cage deux oiseaux», «Carmen», «Le Sacre de l›homme وأفلام أوروبية أخرى مثل «Taranta on the road», «Black Gold وفي 2018 قام بالمشاركة في الفيلم الأمريكي «Jack Ryan».
الدريدي ممثل متمكن من شخصياته، يتقن خبايا النفسية والفكرية، يلعب بكل صدق ليصل ادائه الى جمهوره ومتابعيه.
سهير بن عمارة: جميلة الشاشتين الصغيرة والكبيرة
جميلة روحا وحضورا، انيقة فكرة واداء، تمثّل لتقنع، كلما ظهرت على الشاشة الصغيرة «التلفزة» او الكبيرة «السينما» الا ونجحت وكسبت الرهان، الممثلة الجميلة سهير بن عمارة من نجوم رمضان 2021 بشخصية «ريم» في مسلسل «الفوندو» اخراج سوسن الجمني، شخصية مختلفة عما قدمته سهير سابقا «ريم» المضطربة نفسيا، الحالمة بالحب والخائفة على تشتت العائلة، شخصية تعيش صراعات نفسية وتمزقا داخليا تتقنه الممثلة وتتقمصه ليصل الوجع والخوف إلى المتفرج وتتشارك معهم إحساس الذنب والرغبة في البوح، جميعها مشاعر نفسية تقوم على المتناقضات تبدع سهير بن عمارة في ايصالها الى متابعي مسلسل «الفوندو».
خرّيجة الاخراج السينمائي تعرف جيدا كيف تتلوّن امام الكاميرا لتقنع متابعيها، سهير بن عمارة التي عرفها جمهور الدراما في مسلسل «مكتوب» و»شوفلي حل» و»عاشق السراب» و»من ايام مليحة» و»طاولة وكراسي» و»ليلة الشك» و»يوميات امراة» وحائزة على افضل ممثل في فيلم «مانموتش» للمخرج النوري بوزيد، شخصيات مختلفة تلونت بينها الممثلة ونجحت في تكوين رصيد تمثيلي ودرامي، ممثلة تصعد سلم النجاح والتميّز تتقن جيدا ادوارها، تدرسها بكل حبّ وتقدم الشخصيات بجرأة لتصبح من نجمات الشاشة في تونس.