لهذا الجنس الادبي فهناك الرواية الواقعية والرواية التاريخية والرواية الخيالية وقلة قليلة في بلادنا من يكتبون هذه الأخيرة وأبرزهم الروائي الهادي ثابت ..الا أننا فوجئنا هذه الايام الأخيرة بصدور رواية من الخيال العلمي موجهة إلى اليافعين .
وهذه الرواية عنوانها «وميض «وصدرت عن دار برق بالمنستير وهي القصاصة عائدة عبدي الحميد التس سبق لها ان صدرا مجموعة قصصية بعنوان «اشتقت اليك» قبل ثلاثة عقود ونصف
رواية (وميض) لعائدة عبد الحميد واسمها الحقيقي عائشة عزيز جاءت في 130 صفحة وتضمنت 25 فصلا اختارت لكل فصل عنوانا حتى ان القارئ يعتقد في البداية انه إزاء مجموعة قصصية ولكن بالتوغل في ثنايا النص يدرك انه يتصفح عملا روائيا بحكم ارتباط المعاني وتتالي الأحداث رغم تعدد الأماكن واختلاف الأزمنة ومن عناوين فصول هذا العمل الروائي : لقاء – الآلة – فيكتوريا – الفخ – الطاحونة – الحديثة – الجبل( الفقيرة والمرآة – الطفل صاحب الدراجة – حصان البحر – النقطة والدائرة وغيرها .
رواية «وميض» لعائدة عبد الحميد ميزتها ان الأسلوب المعتمد أسلوب لسلسل وان الكاتبة في نصها حريصة على تلافي أي ثغرة في سجل الأحداث وترحك الشخصيات الروائية وان كانت تتداخل في اغلب الأحيان شخصية الكاتبة مع السادرة – بطل الرواية – الانا – كما ان عالم الرواية عالم خاص فقد جاء في الصفحة 117 من «وميض» ما يلي : ( لقد تحولت الى حصان بحر في قمة الروعة ! اكتشف ان هالة النور التي كانت تنبعث مني لم تعد موجود ولكنه أصبح بإمكاني رؤية ما حولي دون الحاجة إليها تماما كما لا يحتاج حصان البحر كشاف نور لير محيطه..)
وعن رواية «وميض» كتب الجامعي محمد ايت ميهوب في هذع الرواية رجلة سترى من امهرا عجبا وتلاقي كائنات تحادثك أحادثي البشر أحيانا وحديث الكتب المقدسة والفلسفات والمتصوفة احيانا اخرى ..فما عليم الا ان ستتسلم للرواية وهي تطير بك في معراج طويل وترتقي بك من سماء الى سماء وتطوف بك من ارض الى ارض ..» اما الدكتور احمد الحيزم فقد أشار في تقديمه لهذا العمل الروائي الى ان «الفعل السردي في وميض يستغرق من الزمان والمكان ما يقصر عنه مدى العنوان فهو مفارق لملاا يلعن هو تواصل بين الاسافل والاعالي شخصياته رمزية أسطورية متحولة والمكان مسترسل بر وبحر وسماء والحركة دائرية فالرواية تمشي في الكون غلى غير هذى احداثها يتعاورها الحوار المحكي وصوت الرواية وقد أمحت الحدود بين الواقع والخيال «
المعروف عن الوميض هو وميض البرق اي لمعانيه الخفيف اما اذا قلنا أومض الرجل او اومضت المارة فذاك يعني انه اشار او اشارات حفية رمزا او غمزا وفي رواية عائدة عبد الحميد (وميض) إشارات كثيرة تؤكد قدرة الكاتبة على هندسة عوالمها ونح شخصياتها ودقة تفاصيل احداثها بلغة متينة واسلوب سلس..وميض رواية كل من يشرع في قراءتها يجد نفسه مشدودا الى النص لانه رحلة في استكناه لا الذات .