وجه الدراما: النجاح سبيل الصادقين:

حضورهم مقنع وأداؤهم يثلج الصدر، هم شغوفون بما يقدمونه للجمهور، يحملون المتفرج إلى

عوالمهم الخاصة يقدمون شخصياتهم بصدق فيلقون النجاح ويخترقون قلب المشاهد.
الكبير البحري الرحالي والمبدعة ريم الحمروني والمتميزة ياسمين بوعبيد من الوجوه المميزة في المسلسلات الرمضانية، لهم جمهورهم وتميزوا في شخصياتهم بفضل الحرفية والصدق، ثلاثتهم مقنع يعرفون كيف يشدون انتباه متابعي الدراما وينجون كلما ظهروا امام الكاميرا.
ريم الحمروني: مقنعة ومربكة
ريم المبهجة، ممثلة ذات حضور مختلف، ريم الحمروني حرباء المسرح والدراما والسينما، احبها جمهور الفن الرابع كلما صعدت على الخشبة امتعت جمهورها بصدق مطلق، ريم قدمت الكثير للخشبة انسجمت مع وجعها وصنع منها الركح ممثلة مختلفة، تلك السمراء المميزة اصبحت من نجوم المسرح في تونس فتميزت في «الشقف» و «نوار الملح» و«رهائن»، تلميذة عز الدين قنون تعلمت منه الشغف بالمسرح والصدق في الاداء لتصنع لنفسها عالما يشبهها، كما احبتها الكاميرا في السينما فقد أدت ادوار وشخصيات لها تاثيرها في ذاكرة متابعي الفن السابع خاصة شصيتها في «فترية» اخراج وليد الطايع و«تالة مون أمور» لمهدي المهيلي.
ريم حمروني درست الفنون وتعرف جيدا كيف تمزج الضحكة بالوجع، ممثلة تحمل المتفرج إلى سماء الكوميديا وفجأة تسقطه في هوة السؤال، لملامح وجهها وتعابيره آلاف التفسيرات والقراءات، ممثلة تؤدي بكل صدق فتشعر الجمهور أنها «ماتمثلش»، ممثلة متمكنة من شخصياتها تتقن الادوار الكوميدية (حققت نجاحا في السلسلة الكوميدية الحجامة) وتتميز ايضا في الدراما، ريم الحمروني من نجوم الدراما الرمضانية وتشارك بشخصيتين جد مختلفتين الاولى في مسلسل «الحرقة» والثانية «زنقة الريح» الليبي، الشخصيتان مختلفتان من حيث التركيبة والتكوين والرسالة وتشتركان في الصدق والاقناع، الشخصية الاولى في مسلسل «الحرقة» اخراج لسعد الوسلاتي تجسد دور الامّ حضور قليل لكنّ اغلب المشاهد التي ظهرت فيها اقنعت الممثلة، عارفة برسالة الشخصية، الامّ الملتاعة لوفاة ابنها، انموذج عن كثير ممن فقدن أبناءهن بعد «الحرقة» ريم كانت صادقة في دموعها وطريقة تقديم الشخصية، واصبح الدور محور نقاش في وسائط التواصل الاجتماعي والمجموعات المهتمة بالدراما وفي المسلسل اختفت الشخصية الكوميدية لتحل مكانها اخرى تراجيدية مسكونة بالخوف والألم الذي تشاركته مع جمهور المسلسل، الشخصية الثانية «فجرة» في مسلسل «زنقة الريح» للمخرج اسامة رزق، «فجرة» المتمردة والباحثة عن استقلاليتها، شخصية ثابتة وهادئة قليلة الكلام فقط العيون تقدم ما يعجز عن قوله اللسان، دور مختلف واتقان للهجة الليبية وشخصية أخرى تتقنها الممثلة العارفة بخبايا شخصياتها والقادرة على الانتقال من شخصية الى اخرى ومن حالة نفسية الى اخرى بكل حرفية وسلاسة لتثبت انها ممثلة محترفة.
البحري الرحالي: طفل شغوف لا يكبر
«بدّع» وأبدع، الممثل الحالم، ذاك الطفل الشغوف الذي لا يكبر، كيان مسرحي من مطق الطير الى «مذكرات كوال» و»حديقة الحيوان» و»عشق الغائب» و»اخر ساعة» و»الشقف» ابن الكاف وابن فرقة مدينة الكاف تشبّع بحب المسرح منذ الطفولة، هو وجه تلفزي له جمهوره ومتابعوه.
البحري الرحالي الممثل المتلوّن، والمتمكن من كل شخصياته، البحري الرحالي من نجوم هذا العام بشخصية جدّ مختلفة عما قدمه سابقا، «بابا الهادي» الشخصية التي أحبها التونسيون لعامين في «النوبة» نجده في «كان يا ما كانش» بشخصية اخرى هي «الشو» في «كان يا ماكانش» العمل مع نفس المخرج عبد الحميد بوشناق لكن بشخصية جديدة وفكرة أخرى.
«الشو» بشعر احمر ووشم على الوجه، شخصية كاريكاتورية «ولدت في قالب تنبيرة» كما قال عزيز الجبالي (مشارك في كتابة سيناريو السلسلة)، «الشو» شخصية من المجتمع التونسي ذاك الذي «مايعجبوش العجب» وأصبحت كلمات «الشو» هي الأكثر تداولا بين متابعي السلسلة وجمهور الدراما، البحري الرحالي في شخصية مختلفة تركيبة نفسية وفكرية جديدة ورسائل وشيفرات مختلفة اتقنها الممثل الساحر صاحب الحضور المبهر والأداء الرهيب، البحري الرحالي الممثل الحالم والشغوف بالفنّ، الممثل الصادق كلّما شارك في عمل كان من نجومه ومن نقاط القوة والنجاح فيه.
ياسمين بوعبيد: ممثلة متمكنة من شخصياتها
نجمة شابة، تصعد إلى سماء النجاح بخطوات حثيثة، تتقن الشخصية وتقننع الجمهور، الممثلة الجميلة ياسمين بوعبيد من الوجوه الصاعدة في الدراما الرمضانية وقد قدمت دورين مختلفين، فبين «وعد» في الحرقة ومريم في أولاد الغول بون شاسع في أخلاقيات الشخصية وتكوينها الفكري ومستواها المادي والعلمي، بين قوة وجرأة «وعد» و سلبية «مريم» الكثير من الفوارق، بين اندفاع «واعد» وخوف «مريم» ممثلة متمكنة من الشخصية وتفاصيلها.
«وعد» فتاة تونسية متطوعة مع الصليب الأحمر لإنقاذ الغرقى والأحياء من المهاجرين غير الشرعيين، وعد تتحدث الانقليزية والايطالية بكل طلاقة، شخصية هادئة لكنها تخفي الكثير من الوجع وتبحث عن شقيها المفقود وتكرس وقتها لانقاذ الناس، ياسمين بوعبيد اتقنت أداء الشخصية وكانت صادقة في الاداء، اوصلت رسائل الشخصية خاصة الدعوة إلى مساعدة الاخرين والانتباه فقط إلى انسانية الانسان بعيدا عن لونه او جنسه او دينه وعرقه فنجحت الشخصية ونجحت معها الممثلة.
الشخصية الثانية «مريم» في مسلسل «اولاد الغول» فتاة ريفية من ريف عين دراهم تدرس في الجامعة بالعاصمة، هادئة وخانعة، تتزوج سرّا، «مريم» تحلم فقط بالنجاح في الدراسة بعيدا عن ضوضاء الاخرين، تقبل على دراستها وتعيش تمزقا داخليا بين الحبّ والزواج، «مريم» سلبية وحيادية، ونجحت الممثلة في اداء شخصيتها، بين «وعد» و«مريم» سنوات زمنية وكذلك فوارق فكرية ونفسية اتقنتها جيدا الممثلة الشابة ياسمين بوعبيد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115