باب القرآن: سورة الفاتحة (2)

أوصل بعض أهل العلم أسماءها إلى خمسة وعشرين اسماً وهذا يدلّ على شرف المسمّى إذا أن الشيء إذا كانت له أسماء كثيرة يدلّ على أنّه له أوصافا كثيرة يستحقّ هذه الأسماء،

فالله سبحانه وتعالى له تسعة وتسعون اسماً المذكورة في الحديث لكنها هي أكثر من ذلك أسماء الله الحسنى وكلما زاد شرف المسمى كلما زادت أسماؤه. الفاتحة لها أسماء كثيرة ربما لا تصل أي سورة في القرآن إلى عدد أسماء سورة الفاتحة. من أسمائها فاتحة الكتاب وهذا معنى تحديد موضعها في الكتاب العزيز في افتتاح الكتاب العزيز وهي كالمقدّمة للقرآن وهي خلاصة القرآن ولذلك بعض العلماء المعاصرين ألّف كتاباً يشرح فيه سورة الفاتحة حتى يترجم إلى كثير من اللغات قال لأنها أوجب شيء يتعلمه كلّ من يدخل الإسلام وحتى يصلي صلاة صحيحة فيجب أن يتعرّف على معانيها وليس على حروفها فقط، فبعضهم ألّف كتاباً ليسهل فهم بعض معاني هذه السورة العظيمة على كلّ مسلم. وتسمى أيضاً أم القرآن وأم الشيء أصله الذي يرجع إليه فأم القرآن يعني أن كل معاني القرآن موجودة في الفاتحة وهذا نبّه إليه كثير من العلماء.

أول السورة "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ «2» الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «3» هذه أوصاف لله سبحانه وتعالى وثناء على الله سبحانه وتعالى ثم قال "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ «4» هذا إثبات ليوم الدين يوم الحساب والجزاء يوم القيامة، فالثناء على الله موجود في السورة وإثبات البعث موجود في السورة، ثم قال "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ «6» صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ «7» بيّن أن طرق السير في هذه الحياة ثلاثة: طريق الذين أنعم الله عليهم وطريق المغضوب عليهم وطريق الضالين وإذا كانت هناك طرق ثلاثة لا بدّ أن يجازى كلٌ بحسب عملهم ولا بد أن تكون هناك أوامر ونواهي، .
وفيها إثبات الأوامر والنواهي والوعد والوعيد فالسورة شاملة لمعاني القرآن كما نصّ كثير من أهل العلم. ومن أسمائها السبع المثاني والله سبحانه وتعالى يقول في خطاب يشرّف فيه النبي صلى الله عليه وسلم ويمتنّ عليه "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ "الحجر: 87.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن ابن سعيد ابن المعلّى قال "كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه" قلت" يا رسول الله إني كنت أصلي " قال: "ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم؟ " ثمّ قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ " فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت: "يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة من القرآن قال صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".

يتبع

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115