لتونس يلتئم اليوم (الجمعة 2 افريل) الملتقى العربي لتدب الطفل وموضوعه «الكتابة القصصية الموجهة إلى الأطفال واليافعين زمن الاوبئة» حيث سيلقي عديد الجامعيين من تونس ومن الجزائر وسوريا ولبنان مداخلات نقدية من المنتظر صدورها مجمعة في كتاب.
ويدير هذا الملتقى الإعلامي القدير الأستاذ فرج شوشان الذي أكد في مداخلته على انه في الأدب العالمي والتراث الإنساني بصفة عامة عديد المؤلفات التي تناول مؤلفوها مواضيع الجوائح والأوبئة وإن اغلب هذه المؤلفات العالمية قد تم نقلها إلى العربية بالإضافة الى ما صدر حديثا من كتب المذكرات واليوميات خاصة منذ انتشار الكوفيد 19 الذي تسبب في ألاف الضحايا وكان الأطفال واليافعون في قلب المواجهة ومن هذه الإصدارات التي تناول فيها مؤلفوها هذه الجائحة وأثارها على نفسية الأطفال خاصة كتاب توفيق الحبيب وعنوانه (كوفيد 19 : تونس المندهشة) وكتاب حسونة المصباحي الصادر عن دار نقوش عربية تحت عنوان «يوميات الكورونا» هذا الكتاب تناولته بالدرس الدكتورة جليلة طريطز في مداخلتها التي اختارات لها عنوان «الزمن والزمنية في يوميات الكورونا لحسونة المصباحي» لتؤكد أن نص يوميات الكورونا نص كتب يوما بيوم في استقراء مشاهد كورونية مثلت الوجه الاخر للفيروس الطبيعي،اي الفيروسات البشرية المستفحلة في غربة الانسان عن ذاته وفي العبثية المتفشية في حياة تونس والتونسيين مدمرة ومعربدة وساخرة من كل ضوابط العقل والمنطق وفي مثل هذه المقامات يستجلي الكاتب ما وراء الداء العابر للحدود فهذه اليوميات التي كتبها حسونة المصباحي تستقرئ هذا الواقع المرير فهي عبارة عن لوحات نقدية قائمة من صفحات مجتمع يحتضر في ضرب من الغيبوبة المطلقة ..
وقد خلصت الباحثة من خلال هذه اليوميات الى ان الجائحة (الكوفيد19) متأصلة في تفاصيل الحياة وفي تاريخ الإنسان والشعوب وهي ليست اليوم إلا تحديات من تحديات الراهن .
أما السورية لينا الكيلاني في مداخلتها وهي بعنوان «الطفل وكيفية التعامل مع الواقع الجديد زمن الكوفيد « فهي تعتبر ان هذه الجائحة (الكوفيد19) تأتي إلى أدب الأطفال لأول مرة في العصر الحديث وقد تناولها الكتاب (وهم قلة قليلة) من زوايا مختلفة .
وهنا يطرح أكثر من سؤال في علاقة بالجائحة والطفل فهل توثق للأحداث كما جرت حتى تأخذ منها العبرة والموعظة أم هل نقدم التعليمات والتوجيهات للوقاية وكيفية التعامل مع المرض حال الإصابة ؟ أم هي حالة غير مسبوقة وواقع جديد على الجميع أن يتعايش معه. وخلصت الباحثة لينا الكيلاني إلى أن الكتابات الموجهة الى الأطفال واليافعين في عالمنا العربي تعاني من أزمة عدم مواظبة العصر بتفاعلاته ومتغيراته وان غياب النقد الأكاديمي عن ساحة أدب الأطفال واليافعين قد خلق أزمة في مدى جودة الإنتاج الأدبي في هذا المجال. ومن المداخلات أيضا مداخلة للأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس محمد حسن وهي بعنوان «من الأزمة الوبائية إلى الجدل الفكري ببلاد المغرب والأندلس أواسط القرن 8 هـ) ومداخلة الدكتور مصطفى المدايني وهي بعنوان (قراءة في الأعمال الفائزة في مسابقة مبدعون في الحجر) وكذلك مداخلة أستاذ القانون في كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بأريانة الدكتور حاتم قطران وعنوانها «تداعيات وباء كوفيد 19 المستجد على حقوق الأطفال واليافعين في الدول العربية) حيث أشار إلى أن وباء الكوفيد 19 كشف حقيقة وضع الأطفال في أكثر من دولة عربية خاصة منذ بدأ في حصد الأرواح وقدم عرضا لمجموعة من التوصيات التي أعلنت عنها جامعة الدول العربية في هذا الخصوص .
هل يجب أن نحدث أطفالنا عن جائحة كورونا؟
هذا السؤال مهم للغاية وهو عنوان مداخلة الدكتور احمد شبشوب الذي أشار إلى أن المجتمعات الغربية تعير تساؤلات الطفل حول الجائحة أهمية كبرى ويجب عنها بالبساطة التي تجعل الطفل يفهمها فما هو موقف المجتمعات العربية من هذه التساؤلات وكيف يجيب عنها الأولياء والمربون إن أجابوا وقد سعى إلى الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال بحث ميداني قام به شخصيا .
هذه الإجابة نجدها في مداخلة الدكتورة أميرة الجموسي وعنوانها (جائحة الكورونا وضرورة البحث عن توازن جديد) وفيها أشارت الى انه بالرغم من كل المجهودات التي قد نبذلها لتشييد توازن جديد فإن أطفالنا معرضون بصفة خاصة لمشاعر القلق والتوتر والحزن لذلك علينا فتح حوار مفتوح وداعم يساعدهم على فهم ما يجري والتعامل معه وذلك من خلال اعتماد الصراحة والوضوح وبالتالي الحقيقة في شرح الوضع وتقديم تطمينات خاصة أن الكثير من الصور المزعجة يقع بثها على شاشة التلفاز أو الانترنيت مما يجعل الطفل في حالة خوف وانزعاج .
أما الدكتورة نجلاء نصير بشور (وهي أستاذة جامعية في لبنان) فتشير في مداخلتها وعنوانها (ماذا نكتب للأطفال في زمن الكورونا عن الكورونا؟) إلى أن جائحة الكورونا فرضت تغييرا في نمط الحياة وفي طبيعة العلاقات وان تأثيرها على الصغار لا يختلف في الحقيقة عن تأثيرها على الكبار حيث غدا من الصعب عليهم التأقلم مع هذا الواقع الجديد ذلك أن التغيير شمل التواصل الاجتماعي والتربوي والعملي ليتم بسبب ذلك اللجوء إلى التواصل الرقمي /الافتراضي وبالتالي فإن القصص التي تكتبها للأطفال لتقرأ في كتاب ورقي أو على شاشة الحاسوب يجب أن تكون مفعمة بالحب والأمل وان يكون أبطالها أطفالا صغارا مثل القارئ حتى يتماهى مع شخصيات هذه القصة التي تبث فيه القدرة على التحمل .
وفي هذا الإطار تتنزل أيضا مداخلة الدكتور نورالدين كريديس وعنوانها «ما وراء الكورونا» حيث يعتبر وهو الأخصائي النفساني انه حتى يعد القضاء على فيروس الكورونا لاشك ان هنالك فيروسات أخرى ستطل علينا وستعيث بالإنسانية في مناسبات قادمة لأن هذه الثغرة فتحت ولن تسد بسهولة ولكن إمكانية أن نروي ما حدث وأن نحكي ما نعيش يلعب دورا أساسيا في العلاج والخروج من الأزمة .
وفي هذا الإطار أيضا تتنزل مداخلة الدكتورة خديجة زتيلي وهي أستاذة جامعية في الجزائر الشقيقة حيث تبين في مداخلتها وهي بعنوان «أدب الجوائج يؤرخ للإنسان والحضارة» أن أدب الجوائح هو وثيقة تاريخية وأدبية أصيلة ترسم ملامح الأوبئة وتقدم صورة حية عن بشاعة وقسوة الحياة خلالها وعن ضعف الإنسان ومصيره المفجع والغرائبي وهو ينتقل من حالة إلى حالة أخرى مأساوية – في فترة وجيزة .
المداخلات كثيرة ومتعددة والموضوع هو موضوع الساعة في كل أنحاء العالم ولاشك في آن المداخلات مهمة وستشد إليها الحضور وكل متابعي فعاليات هذا الملتقى من قريب أو بعيد.
الجائزة العربية «مصطفى عزوز لأدب الطفل» في دورتها (12): انطلاق الملتقى العربي لأدب الطفل: «الكتابة القصصية الموجهة إلى الأطفال واليافعين زمن الأوبئة»
- بقلم الحبيب بن فضيلة
- 10:57 02/04/2021
- 1601 عدد المشاهدات
في إطار الدورة الثانية عشرة للجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل التي ينظمها منتدى ادب الطفل بالاشتراك مع البنك العربي