وعملا على انجازه وإخراجه في شكل بهي منذ أشهر، ولد «فستيف-آر» أول فضاء ثقافي خاص بسيدي حسين الجيارة شامخا يدعو محبي الحياة الى الزيارة للتمتع بالفنون وجمالها لصاحبيه ناجي القنواتي وياسين الفطناسي اللذين جمعهما الركح والمحبة والمسرح.
الطريق غير صعبة، خلف منطقة الامن بسيدي حسين، اول شارع الى اليمين يعترضك الفضاء بألوانه المختلفة فاتحا أبوابه للفن والحب، في الافتتاح كانت «المحبة» هي زاد ضيوف المكان واصحابه وابناء الحي الذين اقبلوا لاكتشاف سرّ ذاب الباب الضخم الملون وليحتفلوا باليوم العالمي للمسرح في فضاءهم في حيّهم الخاوي من مؤسسات ثقافية قد توفر القليل من الفنون لسكان ضواحي العاصمة.
افتتاح بطعم الحبّ وبهاء المسرح وسحر الموسيقى
في حفل الافتتاح حضر عدد من المسرحيين المؤمنين بقيمة الثقافة واهمية المسرح في الاحياء الشعبية على سبيل الذكر لا الحصر انور الشعافي وعمار التليلي وتوفيق البحري ومحمد الكشو وتوفيق القسومي وكمال الصغير وحمودة بن حسين ومريم القبودي ومحمد علي بن سعيد ليتقاسموا متعة الفن والمحبة في الفضاء الوليد وتوقد شموع الأمل منذ لحظة الولادة والانفتاح على الحياة.
«فستيف-آر» ليس مجرد جدران بل هو حلم، حلم سكن ناجي القنواتي منذ سنوات تقريبا منذ 2008، هو ملجأ ابناء سيدي حسين ليتعلموا ثقافة الفرجة والفن، هو فرصة ليلتقي أبناء الحي الشعبي في رحاب المسرح ليتعلموا ثقافة الحياة «ففي الحي يوجد الكثير من الطاقات المغمورة، يوجد العديد من الاطفال المولعين بالفن الذين حرمتهم الجغرافيا من دار ثقافة او مؤسسة ثقافية لاحتواء أفكارهم وأحلامهم التي يستقطبها الشارع تدريجيا وعوض الإبداع تولد الجريمة وهؤلاء زادنا لننجح، معهم سنحلم وبهم سيكون لسيدي حسين مبدعيها» كما يقول القنواتي عن الفضاء الوليد.
اجتمعوا على حبّ الفن، بصوتها الجميل غنت لبنى نعمان للجمهور الحاضر، غنت لهم بكل الشغف بالموسيقى والحياة، حضورها البهي وصوتها الرقيق أمتعا الجمهور فكانت لبنى كفراشة في حقل ربيعي ترقص بين أزهاره حاملة معها عبق الجمال، بعدها غنى فنان بهي ومختلف، فنان احبّ الموسيقى صدفة ليبدع فيها ويختار طريقا مختلفة، ياسر الجرادي وعرضه «ياسر محبة»، ياسر عاشق القيثارة والمفتون باوتارها غنى بكلّ اللغات، غنى للحب والوطن، غنى للمرأة الحبيبة والوطن الجميل فكان صدقه زاده للنجاح.
ولانّ المسرح اب الفنون اختتمت الاحتفالات بعرض مسرحي مبهر، عرض مسرحي عنوانه «عقاب جواب» اخراج محمد علي بن سعيد وتمثيل مريم القبودي وناجي القنواتي حمودة بن حسين، مسرحية تشارك من خلالها الممثلين مع الجمهور في فكرة «الوجع» فالجميع يخفي وجع ما وعلى الركح تألق الممثلون وصوروا الوجع شخصا يحاورونه وفكرة يمكن الانتصار عليها بالكتابة.
«فستيف-آر» بدعة فنية جديدة وفسيفساء جمالية وليدة
اللون الاسود يناديك منذ اول الشارع، يصاحبه الأحمر وكلاهما يصنع سيمفونية لونية متناسقة تدعو أبناء الحي لاكتشاف الفضاء الوليد، الى يمينك أيها الزائر معرض للعرائس والدمى لأعمال سابقة من انتاج مركز الوطني لفن العرائس والمعرض فرصة اولى ليتعرف شباب المنطقة على «العروسة» وانواعها. فالفضاء سيقدم برنامج festiv-ado موجه للناشئة وهي فئة هامة وحساسة سينقدم لهم تربصات في فن العرائس والمسرح والموسيقي فالفضاء يمتاز بالشمولية وينفتح على كل الفنون من موسيقى و فن تشكيلي وسينما نريده فضاء مفتوح ومتنوع يوفر ما يحتاجه الطفل والناشئة من نشاط، كما نتوجه باتفاقيات وشراكات مع المهرجانات لنقرب المهرجانات المختصة للشبيبة الموجودة في الحي، لم لا يكون للجيارة فضاءها ومهرجانها ومبدعيها حسب تعبير الفطناسي.
إلى يسارك مكتبة صغيرة مملوءة كتبا، وللمكتبة دورها في الفضاء ولها برنامجها أيضا وليست للزينة، فالفضاء سيقدم برنامج بعنوان festiv-lecture ويقوم على فقرتين، أولى للمسرحيين وخريجي الفنون الدرامية ستوفر لهم المراجع التي يحتاجونها في عملية البحث بالإضافة إلى فقرة au tour de livre التي ستجمع الباحثين حول الكتاب مع توقيعات الكتب الجديدة ومحمد الكشو كان أول من أهدى كتابه «المسرح والعمل النقابي قبل الاستقلال» الى مكتبة الفضاء، والجزء الثاني من برنامج المكتبة سيخصص للطفل والنائشة لترغيبهم في القراءة من خلال الفرجة وطريقة مختلفة لتناول الكتاب لتحبيب شباب الحي في المطالعة.
لازال الفضاء الوليد يحمل أسراره وتفاصيله، دع المكتبة وكتبها فهناك الكثير لاكتشافه، ارفع الستار الاسود واكتشف ما خلفه لتجدك في قاعة العروض، الاسود طلائها، قاعة مجهزة بسقف تقني، «أردنا ان تكون قاعة محترفة لتستقطب اصدقائنا المسرحيين، أثناء البرايف والأعمال» كما يقول القنواتي، تلك القاعة التي تستوعب 100 متفرج والقاعة لن تقتصر على العرض بل سيكون لها برنامج خاص عنوانه festiv-scène يقدم تربّصات في فن الممثل وفن العرائس في صنع الدمى و التكوين وسعينا بكل الطرق ليكون هناك قاعة محترفة ومجهزة لان القاعة ستكون مفتوحة للأصدقاء المسرحيين للتمارين،أردنا استقطاب الفنانين بالإضافة الى شباب الحي.
«فستيف-ار» يراهن على الشباب المهمش، مشروع ثقافي ضد ظلم الجغرافيا وسياسة التهميش والمركزية التي تنتهجها السلطة منذ اعوام، «المشروع ليس شخصي هو مشروع لكل المسرحيين في فترة حساسة نحتاج فيها للمسرح والفن» كما يقول شريك الفكرة والحلم الاستاذ والباحث ياسين الفطناسي مضيفا «فستيف-ار» مشروع يتوجه لسيدي حسين وضواحي العاصمة، مشروع للشباب، شامل ومنفتح على كل الفنون وهي محاولة لتأسيس مرفق ثقافي في سيدي حسين الجيارة.
ولد الحلم، في حي شعبي يحتاج الى مرفق ثقافي لاحتضان احلام الاطفال والنائشة في الجيارة، فتح الفضاء ابوابه للاطفال وشرّع نوافذه لكل من يريد ممارسة الفنون جميعها بمساعدة اساتذة مختصين في المسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية، تفتّحت اولى ظهرات الربيع في فستيف ار ليفوح عبقها وينتشر شذاها علّه يسكن عقول الاطفال ويحول فكرة العطش الثقافي الى ارتواء بالمحبة والفن.
افتتاح «فستيف-آر» أول فضاء ثقافي خاص في سيدي حسين الجيارة: حيّ على المسرح والفنون، حيّ على الحياة
- بقلم مفيدة خليل
- 14:14 29/03/2021
- 939 عدد المشاهدات
ولد الحلم جميلا ، ولد بدرا مكتملا ساحرا يشدك اليه، ولد الفضاء الذي انتظره ناجي القنواتي وياسين الفطناسي