الشاعرة فتحية جلاد لـ«المغرب»: الثقافة هي المقياس الحراري لنهضة الشعوب

تعتبر الشاعرة فتحية جلاد صوتا أدبيا وإذاعيا متميزا في إذاعة المنستير.اللافت أنها بعد العمل طيلة عشرين عاما في هذا المرفق الإعلامي

عادت إلى مقاعد الدراسة وحصلت على الباكالوريا ثم توجت بعد ذلك تعليمها العالي بالحصول على الإجازة في الترجمة من المعهد العالي للغات بالمكنين في 2010.وفي حوراها مع «المغرب» لخصت مسيرتها الحياتية والادبية على النحو التالي :
• بداية هل لك أن تعرفي القارئ بالمسيرة الحياتية والأدبية لفتحية جلاد وكيف جئت إلى عالم الأدب والشعر ؟
في مدينة صيادة بالساحل التونسي جئت الهث لهذه الحياة فجر يوم من أيام الخريف هكذا قيل لي وهكذا وشحوا بطاقة ميلادي وكان برجي يقاوم ليظل سامقا ولا يزال إلى حدّ الآن على هذه الحال . وجدت نفسي انظر إلى الأفلاك والأنجم وأتخيلها خيمة لي أتدثر بقيسها .. يسكنني البحر ومنه أعالج أمواجه عندما التحقت بالدراسة من هنا انطلق حبي للأزرق والأبيض ولكل ألوان قوس قزح لأنقش مكانة ليست باليسيرة وتواصل هيامي منذ يفاعتي الأولى بعشق الحرف نظما ونثرا وكانت فلسطين قافيتي واطفال الحجارة محوري..لقد أحببت شعراء المقاومة وسكنني امرؤ القيس وعشقت المتنبي وأشعاره التي تشبه السماء ..كذلك أحببت بوشكين ورامبو..وكانت الحبيبة على الدوام إذاعة المنستير هي الحب والحرف والجمال والإبداع .
ويطول حديثي حول بدايتي حتى انّي سأحتاج الى رواية لأنثر فيها تفاصيلي وهواجسي وألمي الدفين ..فكل كلام جميل يسحرني ويوقظ فني هاجس الشعر فالجأ إلى قلمي .
وماذا عن إصداراتك الأدبية ؟
صدرت لي ثلاثة كتب : شريط الذكريات صدر سنة 2009 وفيه حوارات مع عدد من الإعلاميين ثم «شهقة الوجد» وهي مجموعة شعرية (صدرت في 2015) وبعد سنتين أي في 2017 أصدرت مجموعتي الشعرية الثانية وعنوانها «مقلة ميم» نقلتها من الاسبانية إلى العربية بالإضافة إلى مخطوط شعري بالعربية وآخر بالفرنسية ومخطوطات أخرى .
وما الدافع لترجمة هذه المجموعة القصصية للأطفال من الاسبانية إلى العربية ؟
هي تجربة خضتها كي اطلع على عالم قصص الأطفال في العالم واختياري للنموذج الاسباني مرده قربنا التاريخي والحضاري وحتى أتمكن من المقارنة بين الموجود هناك والموجود في تونس حيث لم أجد الغول ودبوسه والخرافات التي كبرنا عليها وشحنت عقولنا فوجدت البون شاسعا. وسيتعرف القارئ على هذه التجربة قريبا عند صدور الكتاب في قادم الأيام.
في مجاميعك الشعرية ماهي أهم القضايا التي تناولتيها ؟
محوري الأساسي هو الإنسان لكنني لا استطيع الانفصال عن فتحية جلاد الإذاعية والإعلامية التي تلاحظ وتعيش مآسي الآخر من خلال حبي وترحالي بين المدن والأرياف فتنصهر ذاتي مع ذات الآخر الشعرية هي مرآة المجتمع وهي اشبه بالكاميرا التي تصور إحساسي وأفكار وأحلام الآخر ..لقد اهتممت في قصائدي بالمرأة وبعذابها اليومي وبالعامل الكادح من اجل لقمة العيش كما ركزت على انات الوطن الجريح وعموما فالحالة الشعرية حين تفاجئني – وهي أشبه ما يكون بالمخاض – أسرع في رسمها على الورقة ليأتي بعد ذلك دور الانصهار في النص من حيث التمعن والدقة والصورة والإيقاع .
الشعر العمودي والشعر الحرّ وصولا إلى قصيدة الثر وقصيدة الومضة فأي نمط من هذه الأنماط الشعرية هو الأقرب إليك ؟
الشعر عامة كالانسان قلبه فانوس في ليل شديد الظلمة لذلك تجدني أترجم الأحاسيس المتدفقة في داخلي من خلال القصيد العمودي او قصدية النثر او قصدية الومضة فالشعر حالة روحية صوفية انصهارية لذلك تجدني في الشعر العمودي أتسلطن واحلق معتزة بإرثي وفي النثر أعيش العصر والحلم والألم .
لكن لكل عصر مميزاته وفحوله والمهم هو الإتقان والإبداع والحقيقة ان قصيدة النثر صعبة ولم يتقنها إلا القليل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115