ملكان سليمان صدر مؤخرا ديوان «حين اشتهانا الغرق»وهو الديوان الثالث في مسيرة الشاعرة سليمى السرايري وقد توزع في 6 أبواب ضمّت مجموعة من القصائد لمحطات عاشقة عبر حقائب سفر لأوجاعنا الاخرى كوجع الرحيل والمحطات الدافئة في هذه الأوجاع.
وقدّم الكتاب وعبر قراءة نقدية في هذه المجموعة الشعرية كل من الدكتور حمد الحاجي والأستاذ الفاضل النايلي وكانت لوحة الغلاف من تصميم الفنان التشكيلي التونسي سامي الساحلي وقام بترجمتها الكاتب الجزائري عمار عموري حيث جاءت لغة النصوص متوالدة تتسع فيها الدلالات في نص كثيف وموجز ويقوم على الاحالات الرمزية والتأويلية عبر فضاء تصويري خصب وضمن نصوص قصيرة وبرقية وضمن تشكيل بصري ودفق عاطفي شعوري ودهشة باقية تدعو القارئ إلى الوقوف أمام نصها منبهرا وفي كل ذلك تكون قد كسرت عبر نصها أفق انتظاره من خلال تقنيات مختلفة وأدوات نحسبها من فن التصوير والفن التشكيلي كما يتميّز النص الشعري في هذه المجموعة بالانزياح عبر اعادة صباغة للحرف واختيار للون اللفظ ومقاساته فالمجاز في نصوص هذه المجموعة كما قال احد نقّاد هذه المجموعة»أصباغ مختلفة تتوالد على مساحة النص لتكون الصورة والايقاع الداخليين لنصوصها الوجيزة ما هو إلا نغمة ُ توظيفٍ فنيٍّ مبتكر غير مألوف للسائد والخروج به إلى فاتحة الطريق وانفراج المعاني وانبثاق لذة القراءة».
وقد اتخذت الشاعرة من التجديد سواء على مستوى المضمون أو الشكل أو الأسلوب طريقا ومنهاجا، فالشعر لديها شأنه شأن الخطاب الأدبي عموما لا يشير إلى صوت قائله أو وجهة نظره فحسب بل يشير إلى صوت الآخر والآخرين في تعدده.
كما تتميّز نصوص هذه المجموعة بتعدد الأصوات والسمة السردية للنص تأثّرا من صاحبتها بظاهرة الحكي في الرواية ليبرز هذا التعدد الصوتي ويجسّم تعدد وجهات النظر من خلال تنوع الايقاعات لتكون أصواتا تعبر عن وجهات نظر متباينة.
وصاحبة هذا المؤلّف والملقبة بـ«الفراشة» لدى الاسرة الادبية في تونس خاصة والعربية عامة الى جانب كتاباتها الشعرية هي ناشطة في الأندية الثقافيه التونسية كما تشرف على التنسيق والإعداد لإحياء بعض المهرجانات والأنشطة التونسية من الشعر إلى معارض الفن التشكيلي وهي صاحبة الريشة الجميلة في الرسم وصاحبة الذوق الرفيع في تصميم الزّي التراثي التونسي كما عرفت بعشقها للحرف الجميل العازف على وتر الكلمات لتحولها الي دغدغات للقلب تنساب الي الذات لتملئها حبا وثراء وتسمو بها الي فضاءات الإبداع الراقي