اذ سيحتضن فضاء السليمانية بالمدينة العتيقة انطلاقا من يوم 10جانفي الجاري أول مختبر بحث وتطوير في افريقيا والعالم العربي مختص في مسرح الشارع.
وفي تصريح لـ«المغرب» يقول الاستاذ نزار الكشو مؤطر المختبر انّ «مسرح الشارع» فن قديم على مستوى الممارسة إلا أنه جديد على مستوى التنظير لذلك فإن باب البحث مازال مفتوحا اما الباحثين والخبراء والأساتذة المهتمين بمسرح الشارع، في حين ان «المسرح في الشارع» يعني كل الاعمال المسرحية او الفرجوية ذات الطابع الدرامي التي تعرض خارج العمارة المسرحية وبأكثر دقة خارج العلبة الايطالية وتتخذ من الشارع مكانا لها ، فهي تخرج بحثا عن الجمهور بل هي تذهب إليه.
ويضيف محدثنا بعد الحسم النسبي والإتفاق حول وجود خلط بين مسرح الشارع والمسرح في الشارع والإجابة عن هذا الأسئلة «هل كل ما يعرض خارج العمارة المسرحية يسمى مسرح شارع؟» و«هل أن تجربة «أوغيست بوال» ومسرح المضطهدين تسمى مسرح شارع؟» و«هل أن تجربة الڤوال لعبد القادر علولة بالجزائر تسمى مسرح شارع؟» «هل أن تجربة مسرح الحلقة وعروض ساحة الفناء بالمغرب تسمى مسرح شارع؟» «هل أن مسرح العصابات في أواسط القرن الماضي بالولايات المتحدة الامريكية تسمى مسرح شارع؟».
أمام هذه الأسئلة وغيرها تختلف المفاهيم حسب المجتمعات وخاصة طبيعة الانظمة السياسية لهذه المجتمعات فحسب تقديرنا نعرف مسرح الشارع كالآتي هو «فعل درامي ينطلق من الشارع ليعود إليه مستلهما موضوعاته من نبض الشارع ويعرض فيه بشكل فجئي ويقدم امام المواطنين بطريقة عشوائية متخذا من الشارع فضاء دياليكتيكيا (جدليا) بين الممثل المؤدي والممثل المتلقي « وسيكون المختبر فرصتنا لمزيد النقاش والبحث عن كل المفاهيم المرتبطة بفعل مسرح الشارع.
ويشير الكشو انّ مختبر البحث والتطوير الذي سيحتضنه فضاء السليمانية بالمدينة العتيقة سيكون في شكل لقاء أسبوعي (صبيحة كل أحد) للفاعلين والمهتمين والمختصين بفنون الشارع عامة وبمسرح الشارع بصفة خاصة وفي كل شهر هناك لقاء دوري للإحتفاء بأحد التجارب (فردية،جماعية) ومناقشتها فكريا وجماليا وفنيا.
هذا المختبر فضاء حر للتفكير والتطوير ومجال للبحوث النظرية والتطبيقية حول شؤون مسرح الشارع انطلاقا من عدة عناصر وهي ادراك المفهوم والبحث في التعريفات والحرص على تدقيقاتها ثمّ ضبط المنطلقات التاريخية واساسيات مسرح الشارع فمشاهدة للعروض (بصفة مباشرة او تسجيلية) والتدرب على تحليلها ومناقشتها قبل المرور الى المرحلة التطبيقية من خلال انجاز تمارين تطبيقية في كل العناصر المكونة للفعل الدرامي في مسرح الشارع.
وللمختبر عدة اهداف اولها تطوير التجارب التونسية في مسرح الشارع وتدعيمها وتكريم الشخصيات والأفراد والمجموعات والنوادي المساهمة في هذا الفعل المسرحي الابداعي وتقديم قاعدة بيانات للتعريف بأنواع مسرح الشارع وقواعده بالإضافة الى التكوين الفكري والحرفي في مسرح الشارع.
وستكون نقطة الانطلاق يوم الاحد 10جانفي بتجربة ناجحة هي «فني رغما عني» الجمعية التي انطلقت منذ 2011 ولازالت الى حدّ اليوم تقوم بالتدريبات وتؤطر الشباب وتنجز مشاريع مسرح الشارع والمواطنة، فني رغما عني التجربة الفنية-الثورية والخارجة عن السائد سيحتفى بها في الحلقة الاولى من المختبر، فني رغما عني التي مارست المسرح في الشارع وقدمت عروضh لكل الفئات العمرية وفي أغلب جهات الجمهورية وقدمت مشروع «نحن هنا» المهتم بانجاز قاعات للعروض الفنية داخل المؤسسات التربوية بالاضافة الى مشروع «زمكان» الذي يؤطر شباب الجهات المغرم بالمسرح والموسيقى والرقص، و مشروع «امل» في المخيمات ومشروع «قنطرة» وغيرها من المشاريع الفنية الحقوقية وقد فازت الجمعية بجائزة « الإبداع والسلام العربي» للمبادرين الشباب، «فني رغما عني»هي تجربة مسرحية وابداعية دافعت عن حق الجميع في الثقافة.