فسحة الرسم والتلوين عند الفنانة سنية الأخوة

نلج عوالم الفنانة التشكيلية سنية الأخوة التي عانقت الرسم و التلوين منذ طفولة أولى و هي تلهو ناظرة الى النبع ..فائزة الأم و المدرسة و الحياة ..

الأم التي تفننت بأناملها لتنجز لوحات و أعمالا فنية عميقة في فكرة جمالها و هي تثبت الأزهار و الورود في اللوحات في لمسات فنية عاشقة للفن و مستلهمة من جماله و ممكناته الجميلة..من فائزة الأم العالية كشجرة قديمة في شموخها ..من هذا النبع و اليه لجأت الفنانة سنيا جاعلة من التلوين ملاذا للنسيان و طي صفحات مشاعر اللوعة و الأسى لرحيل الأحبة.. نعم بالرسم تستعيد سنية كيانها في توازنه وتجليه .. تفعل كل ذلك و هي تسافر بنا الى عالمها الفني في لمساته التجريدية وبتلويناته المتعددة حيث اللوحة جمال تراه في بهاء حالاته .
و في معرض نشاطها الفني و عن تجربتها يقول الفنان التشكيلي علي الزنايدي «...تتسم أعمال سنية لخوة بالخيال والتلقائية و العفوية التي تنبع من أعماق وجدانها و لاشعورها ..لها امكانيات كبيرة للخوض في مغامرة الرسم ..»..و يقول عنها الفنان ابراهيم البهلول «...فسحة العيون في قراءات بين الألوان و انفعالات الفنان الموجعة ..تحلو المزارات لصدقها و شفافيتها وتنوع ألوانها المتناغمة..».

و عن تجربتها هذه تقول الفنانة سنية الأخوة «...الرسم عالمنا الجميل .. و بعد فقد عائلي محزن انخرطت في لعبة الفن هذه و هي لعبة جميلة و نبيلة وجدت فيها ملاذي و غصت في أعماق التلوين و مع كل لوحة أشعر بالراحة فالفن ملاذ و خلاص و شفاء من أمراض الزمن والحياة وتنوعت لوحاتي ونزلتها في الفضاء الافتراضي لألمس حب الناس لها و تقديرهم لعملي الفني و بالتالي كان معرضي الأول بفضاء « كارمن « للأستاذة كوثر الضاوي ..ثم كان معرضي بفضاءات النادي الثقافي الطاهر الحداد..و كبر شغفي بالرسم وتطور نسق عملي بورشتي ببيتي... الفن بالنسبة لي تحقيق لنوع من التوازن في حياتي .. وعندما ينتابني قلق ما اقف بورشتي أحاور القماشة لتنهمر عبارات الألوان في بياض اللوحة و هذا يجعلني أشعر بالارتياح و يمنحني جرعات أوكسيجين أحتاجها .. و قد جاءت بعض لوحاتي بعد استماع للصراخ و الجدل العقيم والضجيج في حصص تلفزية عن السياسة و شؤونها وفي هذا الخضم كانت لوحتي بعنوان «جوجمة» ..نعم الرسم ملاذ جميل أمام الفوضى و الأحزان .. لقد نهلت في حبي للرسم من تجربة أمي «فائزة» التي كانت تنجز لوحات و قد تعلمت منها شيئا من التعاطي مع الفن ..أحب الموسيقى بشتى أنواعها خاصة حين أرسم وهذا يسعدني و يغير مزاجي للأحسن ..التجريد الفني يمنحني الكثير من الأحاسيس و المشاعر و مع كل لوحة يتطور هذا الشعور الذي أنتشي به ..أحلم بتشجيع الشبان و الأطفال على ممارسة الرسم و هو عمل مهم في الحياة وبه يتربى الذوق السليم و الوعي ...».
وقد تعددت مشاركات الفنانة التشكيلية سنية لخوة ومنها الجماعية لنذكر مشاركتها حاليا في معرض جماعي يقيمه رواق الفنان محمد علي السعدي للفنون بضاحية قرطاج و هي تعد لمعرضها الخاص الذي ينتظمه رواق فني بالعاصمة في الفترة اللاحقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115