افتتاح الدورة الحادية والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية: الفن يصنع الأمل ويزيل الخوف ويعلّم التحدي

«تبعني نبنيو الدنيا زينة، دنية حب وفن وعيشة بنينة» هكذا غنت ليلى حجيج ودعت الجمهور إلى لحظات المتعة والجمال في حضرة الموسيقى، هكذا صدح صوتها

للحياة في حضرة صناع السينما في افتتاح الدورة الحادية والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية.
دورة استثنائية في عام استثنائي شحّت فيه الأنشطة الثقافية والتظاهرات الصغرى ، زمن الكوفيد تواترت الأفكار هل ستنجز أيام قرطاج السينمائية؟ هل سيكون هناك احتفال بالسينما وصناعها هل سنشاهد تلك الصفوف أمام القاعات وهي تنتظر عرض فيلم ونقاشا آخر؟ واسئلة أخرى سكنت الهيئة المديرة للمهرجان، اسئلة تمت الإجابة عنها بعد عمل وتفكير أن نعم سيكون لمحبي السينما مهرجانهم، ربما تغير المحتوى والبروتوكول ولكن سينجز المهرجان ويستمتع محبي السينما بالحياة.

تانيت تشعّ بالوان الفن والحياة
تزينت المدينة، أخرجت تانيت من صمتها ووضعت في البهو شامخة موشاة بالألوان ترحب بضيوف المهرجان وتهمس لهم ان في تونس ما يستحق الحياة وهذا البلد الصغير قادر على صناعة الفرح من العدم.
في المدينة التقى محبو السينما من ممثلين ومنتجين ومشاهدين، جمعتهم الفكرة، فكرة حب الحياة، جمعهم عشق الفن والصورة، التقوا على إعلاء راية الفنون جميعها وتوفير مسحة من البهجة على محبي السينما في ظرف صحي واجتماعي واقتصادي عصيب تعيشه تونس وكل بلدان العالم، في افتتاح الدورة الحالية لايام قرطاج السينمائية يقول رضا الباهي مديرها في كلمته الافتتاحية « «هل أنا محظوظ بتعييني على رأس الدورة الحادية والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية؟ نظريا أنا غير محظوظ لأني كنت حاملا لمشروع بأفكار أخرى ومختلفة لكن عندما استجد فيروس كورونا تغير التحدي وأصبح رهاننا انجاز الدورة الحالية والتأقلم مع الظرف العالمي. ثم استطرد «ولكني في الحقيقة محظوظ، لأننا عملنا تحت الضغط، دون أن يخيفنا الفايروس، محظوظ لأننا أنجزنا دورة سنفخر بها وحاولنا من خلالها تسليط الضوء على السينما وصناعها الذين كتبوا تاريخ هذا المهرجان وقصته العربية الإفريقية. أنا محظوظ أيضا لأني عملت مع فريق شحنني بعطائه لننجز دورة استثنائية».

تونس بلد يصنع الفرحة
صوت تونسي ممتع، غنت بكل الحب والصدق، فنانة صنعت مسيرة موسيقية مختلفة، تعشق التحدي كما تقول، ليلى حجيج غنت «نعمة» فالمهرجان كرم في افتتاحه فنانة تونس التي غادرت منذ مدة قليلة، غنت «حبيبي» و «فينك يا غالي» وغنت للهادي الجويني «تبعني» وكم يحتاج متابعو أيام قرطاج السينمائية للأيام الزينة بعد الحجر والخوف.
الامل والتحدي وصناعة الفرحة، مفردات وردت كثيرا في الكلمة الافتتاحية للسيد يوسف بن ابراهيم مدير ديوان وزير الشؤون الثقافية الذي اعلن عن الافتتاح الرسمي للمهرجان قائلا «الأرض كما يقول الأديب التونسي الكبير محمود المسعدي: طواعية...للذين يملكون الأمل ويقدرون على تحدي المستقبل».
وأنتم خير من ينير لنا سبل الأمل ودروب مستقبل مشرق، ويأخذنا إلى عالم أجمل وأفضل بفكركم وفنكم وإبداعكم وإحساسكم المرهف.. وبكم ستصمد الثقافة وتستمر وتتحدى كل العراقيل، فلا معنى للحياة دون ثقافة وفن ولا معنى للحياة دونكم أنتم».

أين الهوية الموسيقية التونسية:
جميل الاعتراف بدور جنود الخفاء ومساهمتهم الفعالة في إنجاح تظاهرة ايام قرطاج السينمائية، جميل ان يعرف جمهور حفل الافتتاح من أنجز ومن خطّط ونظف ووضع اللّافتات وسهر على التحضيرات وجميل ان يعترفوا بمجهوداتهم ولكن اين الهوية التونسية الموسيقية في فيديو «الماكينغ اوف» لماذا كلّ المقاطع الموسيقية المصاحبة للصور باللهجة المصرية؟ الم يكن من الممكن تمرير مقاطع للهادي الجويني او السيدة نعمة او لطفي بوشناق وكثيرة هي الاغاني التونسية المنتصرة للحب والفن.

عبد العزيز مخيون:
«احييكم، واشدّ على اياديكم، ربما تعجز الكلمات عن التعبير عن فرحتي بان اكرّم هنا في تونس بلد الشابي، تونس شرارة الربيع العربي، وها نحن هنا نحاول أن تستمر الحياة ونتحدى المرض والجهل والتعصب بالفن» بهذه الكلمات تحدث الممثل الاستثنائي،ممثل له حضوره الساطع أمام الكاميرا والمبهر على الركح، الممثل المصري عبد العزيز مخيون احد كاتبي تاريخ السينما في ايام قرطاج السينمائيبة، كرمه المهرجان بتانيت شرفي في حفل الافتتاح، ليضيف «تكريمي في أيام قرطاج السينمائية يفوق كل المهرجانات التي كرّمت فيها في مصر، فعندما ياتي التكريم من قرطاج فهو دليل على اعتراف ومعرفة بمن يستطيعون جيدا قراءة خارطة السينما العربية والعالمية».

التذاكر الكترونية على «تسكرتي»
تحترم الدّورة البروتوكول الصحي من خلال التباعد الجسدي و الأقنعة الواقية وتجنّب التدافع على شبابيك التذاكر عن طريق توفير منصّة إلكترونية لاقتناء التذاكر المجانية على Teskerti.tn هذا مع تخفيض طاقة استيعاب قاعات السّينما.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115