أنهم جزء من هذا الوطن، في معتمدية تعرف بكثافة سكانية عالية وتفتقد لأبسط مقومات التنمية الاقتصادية والاجتماعية يسعون للدفاع بالفنون عن حقهم في الانتماء لهذا الوطن والتمتع بحقوقهم الدستورية.
هناك في معتمدية سيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان تسعى جمعية «فنون الفرجة» لتأسيس مشهد ثقافي يمسّ إنسانية الإنسان ويتوجه إلى المواطنين بعيدا عن الصراعات الحزبية والتجاذبات السياسية.
بوحجلة تستعد لاحتضان عرسها السنوي، مهرجان فنون الفرجة الذي يعد متنفس أبناء المعتمدية وفرصتهم للقاء الفنون والتمتع بها، في عام استثنائي وبسبب ازمة الكوفيد أجلت الدورة الخامسة من شهر مارس الى شهر ديسمبر لكنّ الموعد مع الفرحة سينجز ويستمتع أبناء المعتمدية بحقهم في الثقافة مع كامل احترام للبروتوكول الصحي حسب تعبير محمد العماري مدير المهرجان وسيكون المهرجان ايام 18 و19 و20 ديسمبر 2020.
وفي تصريح لـ «للمغرب» يقول محمد العماري مؤسس مهرجان فنون الفرجة ببوحجلة ومن ثم أسس جمعية أطلق عليها اسم المهرجان فنون الفرجة ان الجمعية تهدف إلى نشر ثقافة للسائد في معتمدية بوحجلة من خلال العمل على استقطاب الشباب وتوريطه في مشروع ثقافي حداثي، وذلك بتأسيس مختبرات في فنون الفرجة وستكون الانطلاقة بمختبر المسرح الذي سيشرف عليه الأستاذ:سفيان الخلفي لانّ الفنّ يعلّم الشباب معنى النقد والتفكير والفنون وسيلة لافتكاك الحقوق وتمتع الإنسان بمواطنته.
في معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان(من أكثر الولايات فقرا في الجمهورية التونسية ) يوجد شباب حالم، شباب يؤمن بقدرة الفن على التغيير، في تلك المدينة ذات الكثافة السكانية العالية تكاد الثقافة تنعدم لولا بعض الأنشطة العابرة لذلك جاءت الجمعية لترسّخ الفعل الثقافي الموجه للشباب خاصة ليكون لبنة أساسية للنقد والتفكير والحلم ايضا فالفنون تزرع في الشباب بذور الحلم ومعايشة العروض والانشطة تزهر أملا.
ويضيف محدثنا «بعد مختبر المسرح، سيأتي الدور على مختبر النقد الفني عموما والمسرح خاصة، فالمسرح حركة متمردة وولادة متجددة للحقوق والافكار» لذلك يوفر المهرجان في دورته الخامسة ورشتين موجهتين للشباب الاولى في «النحت والرسم» يؤطرها علي الحمداوي والثانية في «فن التشخيص» يؤطرها سفيان الخلفي.
مهرجان فنون الفرجة ينطلق اليوم الجمعة 18 ديسمبر في دورة استثنائية نقص عدد عروضها مقارنة بالدورات الفارطة، لكن هيئة المهرجان تقدم باقة من العروض الموسيقية والمسرحية لجمهور متعطش للفعل الإبداعي ويفتتح البرنامج بالموسيقى مع «برزخ» سفيان سفطة، عرض موسيقي يسافر بمستمعيه إلى عوالم موسيقية أخرى أكثر حبورا وفرحة.
ويقول العامري بخصوص اختيار العروض المشاركة في المهرجان أنهم يراهنون على الأعمال الفنية موسيقية كانت أو مسرحية ذات الطابع النقدي و العروض القائمة على البحث والتجديد، في إطار الخروج من الصورة الكلاسيكية للفرجة وتعويد المتفرج على أنماط فنية جديدة وصورة مختلفة «لنصل إلى بناء شباب فاعل في جهته رافض للموجود والسائد وكذلك بناء جمهور واعي يدخل إلى قاعة العرض ومعه عقله ربما يضحك لكنه يتساءل عن واقعه من خلال فضح سلوكه وتعريته بطريقة فنية ساخرة» حسب تعبيره لذلك تمت برمجة المسرحية الناقدة «سوق سوداء» إخراج علي اليحياوي في اختتام المهرجان يوم 20ديسمبر في دار الثقافة بوحجلة.
جمعية فنون الفرجة المنظمة للمهرجان تؤسس لفعل ثقافي بديل وتسعى لترسيخ الثقافة في مدينة بوحجلة وأريافها وقراها إيمانا باهمية الفن في ترسيخ ملكة النقد، لكن كغيرها من المشاريع والجمعيات تعاني العديد من الصعوبات واول العراقيل التي «تعترضنا شح الدعم المادي واللوجيستي من السلط المحلية والجهوية التي لا تتبنى المشاريع الفنية وتدعمها» حسب تعبير رئيس جمعية فنون الفرجة مضيفا «أملنا أكبر في وزارة الشؤون الثقافية في تبني مشاريعنا المستقبلية مثلما تبنت مهرجان فنون الفرجة ببوحجلة من خلال دعمه فنيا وماديا وتذليل مختلف الصعوبات اللوجستية».
مهرجان الفرجة ببوحجلة: ترسيخ لثقافة الفرجة والنقد ...
- بقلم مفيدة خليل
- 10:17 18/12/2020
- 1077 عدد المشاهدات
ينحتون في صخر النسيان، يحاولون ترسيخ مبدإلا مركزية الثقافة والدفاع عن حق أبناء الداخل في التمتع بالعروض الفنية والورشات ليشعروا