فتزرع فيه الحلم والأمل و تجعله شغوفا بالفنون عله بعد قضاء العقوبة ينخرط في الحركة الثقافية مشاهدة ومشاركة هذا هو مبدأ أيام قرطاج السينمائية في السجون في دورتها السادسة.
وقد عقدت الهيئة المديرة لمهرجان أيام قرطاج السينمائية والمركز الوطني للسينما والصورة والهيئة العامة للسجون والإصلاح والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب ندوة صحفية صبيحة امس لتقديم برنامج الدورة السادسة لأيام قرطاج بالسجون التي ستشمل 5وحدات سجنية وتلامس عشرة الاف مودع والجديد وجود ورشات في كتابة السينما في هذه الدورة.
السينما فنّ يلامس انسانية المودع
ستشهد هذه الدورة من ايام قرطاج السينمائية عرض 6افلام في 5وحدت سجنية وهي السجن المدني باوذنة والسجن المدني سليانة ومركز الإصلاح بسوق الجديد سيدي بوزيد والسجن المدني بصفاقس والسجن المدني ببرج العامري، ايام قرطاج السينمائية داخل السجون هي فرصة لقاء صناع الفن السابع والمساجين للنقاش والتفاعل حول الاثر السينمائي ايمانا بحق نشر الثقافة السينمائية للجميع، حسب تعبير السيد فتحي الفني المسؤول الثقافي في الهيئة العامة للسجون.
ويشير ان تجربة السينما في السجون متواصلة منذ ستة أعوام وفي كل دورة يسعون لمزيد تطوير التجربة وترسيخها كما تعمل الهيئة العامة للسجون على تشريك اغلب الوحدات السجنية ليتمتع المودعون بحقهم في الثقافة وبعد ان كانت التجربة مقتصرة على السجون الكبرى ارتأت الادارة الانفتاح على المؤسسات السجنية في الجهات ليصلها نصيبها من الفعل الإبداعي وفي هذه الدورة يكون لسيدي بوزيد وسليانة وصفاقس فرصة التمتع بأحدث الأفلام التي ستعرض للمودعين مع كامل احترام البروتوكول الصحي المعتمد، ويؤكد فتحي الفني انّ عدد المنتفعين بالثقافة ارتفع من 7000 سجين الى عشرة آلاف في هذه الدورة لان السينما جسر للحرية وفرصة للقاء المودعين بالمختصين في الفن السابع وتبادل النقاش والمعارف حد تعبيره.
السينما في السجون فرصة ليعايش المودعون العالم الخارجي ويتمتعوا بقليل من الحرية اثناء الفرجة، فرصة للقاء مع صناع السينما هي طريقة جديدة للبحث عن المعنى ومخاطبة انسانية الانسان خلف القضبان او خارجها، تجربة مميزة انطلقت من العروض التي سيشاهدها عدد محترم من المودعين وبعضهم تؤثر فيه ايجابا لينخرط في «نادي الفيديو» الموجود داخل الوحدات السجنية.
ايام قرطاج السينمائية في السجون تخدم اعظم الفنون وهو فن العيش على الارض ولان السينما هي فن الممكن واللاممكن في ان وفن المفارقة بامتياز ما بين راهن ثقيل موجود وحلم بالحرية منشود، تكون التجربة السينمائية ادماجية وانسانية.
دورة استثنائية: من الفرجة الى المشاركة
للمودعين الحق في الثقافة فرجة ومشاركة وستكون هذه الدورة الاستثنائية من المهرجان استثنائية أيضا للمودعين فمع العروض التي ستحتضنها الوحدات الخمس سيكون لبقية الوحدات حسب الاقاليم الحق في مشاهدة الفيلم المعروض بالتوازي، على سبيل المثال في برج العامري يعرض فيلم «فتوى» في التوقيت ذاته ستشهد سجون منوبة والمرناقية عرض الفيلم بعد ان تحصلت الهيئة العامة للسجون على محامل للافلام من ادارة المهرجان حسب تعبير السيد فتحي الفني المسؤول عن الانشطة الثقافية بالهيئة.
في السجون تتواصل العروض ومعها نشر ثقافة الفرجة والدفاع عن حق المودع في الفن السابع وهذه الدورة لن يكتفي المساجين بمجرد الفرجة بل سيكونون جزءا من العملية التفاعلية السينمائية وفي هذا السياق يقول مدير الدورة الحالية للمهرجان رضا الباهي «ان صياغة علائق حوار وحرية تعبير بين المتداخلين والمتفاعلين خاصة من مبدعي وصناع الفن السابع والمودعين بالسجن من خلال تجربة عرض افلام واشرطة سينمائية ونقاشات تابعها اكثر من ثمانية الاف مودع بمختلف سجون الجمهورية التونسية، ما مهد السبيل للذهاب ابعد في اشغال فعاليات هذه الدورة الاستثنائية من ايام قرطاج السينمائية بالسجون وذلك بمحاولة تشريك المساجين صلب عملية انتاج الشريط السينمائي وصناعة الفيلم من خلال تركيز ورشات خاصة بالكتابة السينمائية يؤطرها ويقدمها صناع الفن السابع انطلاقا من نماذج لافتة طبعت الذاكرة الحية لايام قرطاج السينمائية».
ويضيف ان المهرجان يسعى لأكثر من انجاز ورشات في الكتابة السينمائية لأنهم يسعون مع الهيئة العامة للسجون لانجاز ورشات خارج اسوار السجن ويشارك فيها مساجين ليعايشوا اكثر تفاصيل العملية الابداعية وكيفية ولادة منتوج فني لتحقيق مبدإ الإدماج فعلا، بالاضافة الى التفكير في عرض افلام سينمائية وورشات في الثكنات فمن حق العساكر البعيدين عن مراكز المدن التمتع بحقهم الثقافي لتشعّ ثقافة السينما في الوحدات السجنية البعيدة و الثكنات.
عروض أيام قرطاج السينمائية في الوحدات السجنية كالتالي:
• الافتتاح السبت 19 ديسمبر في السجن المدني باوذنة فيلم «الرجل الذي باع ظهره» لكوثر بن هنية في الحادية عشرة صباحا
• الاحد 20 ديسمبر: السجن المدني بسليانة فيلم «المدسنطنسي» لحمزة عوني في الحادية عشرة صباحا
• الاثنين 21ديسمبر: مركز الجانحين بسيدي بوزيد فيلم «فيزا» لابراهيم لطيف في منتصف النهار
• الثلثاء 22ديسمبر/ السجن المدني بصفاقس فيلم «بيك نعيش» لمهدي البرصاوي انطلاقا من الثانية ظهرا.
• الاختتام في السجن المدني برج العامري «فتوى» لمحمود بن محمود في الحادية عشرة صباحا.
الندوة الصحفية لأيام قرطاج السينمائية في السجون: السينما جسر للحرية.. ستة أفلام في خمس وحدات سجنية
- بقلم مفيدة خليل
- 09:06 16/12/2020
- 988 عدد المشاهدات
• الافتتاح في سجن أوذنة والاختتام في سجن برج العامري
تقدر الفنون على زرع الأمل في الإنسان، للسينما القدرة على إخراج السجين من عالم السجن الضيق إلى عوالم الحرية الفسيحة