وبلدية المنستير يومي 4 و5 ديسمبر 2020، وتقوم الندوة على مجموعة من المداخلات العلمية لفنانين واكادميين. ويجتمع في المنستير كل من حافظ الجديدي وخالد عبيده وعلي عون ومحمد سامي بشير وعادل بن يوسف وباتريك رولان واسماء دجبي وفاطمة برشاني وهاجر قيزاني ورضا هيشري واكرام بن ابراهيم وهالة بن حمودة وايناس عون وسمية بلحاج عمر واسيا كعلي والفة خليفي وسيتم في اختتام الندوة تكريم اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين ممثلا في شخص امينة العام وسام غرس الله تقديم فاتح بن عامر.
وكتب الفنان سامي بشير الورقة التمهيدية للندوة وجاء فيها: يدعونا ‘المرتحل الفني’ و منه ‘المرتحل التشكيلي’ المعاصر، سواء كان متعدد التخصّصات متصلا بالتكنولوجيات الجديدة و الوسائط البديلة او الوسائل الفنية الأخرى المرتكزة على الأساليب ذات المنحى التقليدي الي استقراء الطروح المفاهيميّة ذات الصلة بالواقع الفني والمعيش السيسيولوجي والسيكولوجي.
لا غرابة أن نرى المبدعين في عالمنا ينتهجون مثل هذا الحراك التواصلي المرتحل من خلال أعمالهم في سياق تقليل المسافات و بفضل تطوّر شبكات التواصل الاجتماعي ودمقرطة المؤسّسات الثقافية والفنية دوليا. تعالج هذه الأفكار المرتحلة في سياقاتها المتجانسة أو اللاّمتجانسة المختلفة، عديد المفاهيم المرتبطة بخصوصيات التجارب الفنية الحالية مثل الانتقال والانعتاق والتحوّل والتحرر من الحدود و الفواصل..
نتموضع اليوم في خضمّ تقلبات جديدة وجليّة لمسألة الانتقال تستوجب الوقوف عندها واستكشاف ظواهرية الحجز و التحرر في هذه الفترة من الانحباس والحجر الضروري بسبب وباء كوفيد- 19 الذي غيّر بدوره الكثير من رؤى عالمنا المعتاد. لقد حرر هذا القيد الاثر المرتحل من بوتقة المألوف وإعاد الاعتبار للمسافات مشككا باختلاف في مفاهيم الانتقال وعدم الانتقال ومدلّلا على ذلك بمتغيّرات الممارسة الفنيّة الحالية وعلاقتها بالعالم الخارجي.
و من ثمّة يهتم المؤلف بطرح اشكالية الارتحال اسلوبيا و مفاهيميا في الفنون عامة و الفنون البصرية بصفة خاصة كما يتطرق من خلال مباحثه المختلفة لخصوصية كل تجربة بمساهمتها المتفردة في صياغة ملامح الارتحال. ويتسنى تباعا الولوج في خضم مرحليات هذا الارتحال و مكيكانيزماته الاساسية وكذلك كارتوغرافيا التنقل التي يمكن الحديث عنها فنيا وانشائيا. فهل يؤخذ التنقل فنيا مأخذ الاختيار ام هو نتاج تسلسل منهجي و ضرورة حتمية متأصلة في طبيعة الاثر ولجّة ممارساته الابداعية؟ وكيف لإنشائية الانتقال ان تساهم في جمالية التمرد والاختراق و التحرر وفي مواجهة نضم الانغلاق والحدود المقفلة ؟ و عن أي انطولوجيا الارتحال في الفنون يمكننا الحديث ؟ كل هذه الاسئلة تمثل مدار الندوة العلمية بعنوان «الترحال في الفنون المرئية و انشائية الانتقال» و التي تتناول الفكرة من زوايا مبحثيه ومرجعية متعددة و تؤثث لفسيفساء فكرية لامتناهية الاطراف.