جديد الباحث سمير بشة: «الموسيقى، العلم والحياة »:

صدر مؤخرا عن سوتيمديا للنشر كتاب « الموسيقى، العلم والحياة « للباحث سمير بشة وقد جاء موشّحا بنص تقديمي أنيق أعدّه

له الأستاذ محمد زين العابدين. يطرح هذا الكتاب سؤال العلاقة بين الموسيقى والعلم والحياة من وجهة نظر موسيقولوجية، كما يبحث في جملة من المسائل التي لها علاقة بمجالات العلوم الإنسانية ومن بينها الموسيقى التي اعتبرها المؤلف في سابق أبحاثه السرّ الأشدّ غموضا في تاريخ الحضارات.
من خلال هذا البحث، حاول الكاتب بناء طريقة استقصائية من داخل الاختصاص الموسيقولوجي، وكان الهدف من ذلك هو اكتساب أكثر مشروعية لصالح الأصوات التي تحوم حولنا وتغزو محيطنا وتحتلّنا أحيانا. في هذا الإطار، ومن وجهة نظر منهجية، لا يمكن للموسيقولوجيا أن تكون علما إلا إذا كانت نتائجها ظرفية قابلة لمناظرة إبستيمولوجية تدفع بالتفكير إلى مقاربات عقلانية تنتهي بنا إلى موقف التأييد أو التفنيد بعيدا عن المسلمات والحتميات. في إطار ذلك، لم يكن الجدل قائما على ما هو فوضوي أو ما هو آت عن طريق المصادفة، بل كان على أساس مواضيع هي في الأصل إرادية تم اختيارها بشكل مسبق.
شكلا، جاءت هذه الدراسة مُوزّعة على أربعة فصول، خُصص الفصل الأول لدراسة تأثير الموسيقى على سلوك الإنسان من وجهة نظر فلسفية وبسيكولوجية، وهي من بين أهم القضايا التي مازالت تثير يقظة الباحث. اهتم الفصل الثاني بثلاث مسائل، معظمها كان متصلا بالحياة انطلاقا من الكلمة والذاكرة والموسيقى، على أساس أن التفكير لا يمكن أن يكون تفكيرا إلا إذا تشكل داخل صيرورة لجملة من الكلمات والمفاهيم والدلالات، فتكون بذلك الذاكرة صدى لممارسة موسيقية سابقة ظهرت في فترة ما، قريبة منا أو بعيدة عنا في الزمن.

جاء الفصل الثالث ليدعم فكرة ترى أن بعض الأشغال الموسيقولوجية قد تحولت بفعل الزمن وبحكم العمل الدؤوب إلى مشروع حياة، وقد عاد الكاتب في هذا الصدد إلى النصوص التي نُشرت في إطار مشروع « موسوعة من أجل القرن الواحد والعشرين » التي أشرف عليها الباحث جون جاك ناتي (Jean-Jacques Nattiez). في الفصل الرابع، تم التطرق إلى ما ورد من أبحاث في هذا المشروع الذي لا يمكن أن يكون، والأمر كذلك، إلا مشروع حياة نظرا لعمق مسائله وسعة مقارباته وإشكالياته، وقد انتهى هذا الفصل بعرض لمناقشة حصرية التأمت بين ناتي وسمير بشة عن طريق التراسل الإلكتروني والتي رأى من الضرورة بمكان أن يقع نشرها للعامة.

لهذا الكتاب رسالة وأهداف أخرى، إذ حاول الكاتب توسيع الأفكار بالعودة إلى أعمال جون جاك ناتي الذي أنجز معه عدة حوارات امتدت لفترة اثنتي عشر سنة تم خلالها تبادل الأفكار حول تأسيس مشروع الموسيقولوجيا الشاملة الذي عمل ناتي السنوات جاهدا من أجل تثبيته وإعطائه أكثر لزوميّة ومشروعية.
كل هذه المغامرة كانت من أجل مراجعة كل الأفكار الممكنة في إطار ما تعودنا تسميته بكل بساطة أو بالأحرى بكل سهولة « موسيقى » بهدف المطالبة بالقطع مع الأفكار التي ترى في كل ما هو منظم ومستقر من أساسيات ما يسمى بالعلم الذي يتصدر أحيانا ليكون أكثر علما.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115