وانفتاح الرؤى»للاستاذ زهير عباس وهو أستاذ أول للتنشيط الثقافي متخرج من المعهد العالي للتنشيط الثقافي بتونس وقد أشرف على إدارة عدد من المؤسسات الثقافية منذ 1998 الى 2010 ثم شغل بعد الثورة خطة معتمد مدينة قليبية فرئيس مصلحة الحرف والفنون والحفاظ على الذاكرة المحلية ليشغل حاليا خطة كاهية مدير المؤسسات والتظاهرات الثقافية بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير وهو فاعل ثقافي ضمن هياكل المجتمع المدني.
يتناول الكتاب بالبحث وحسب ما أفاد به مؤلّفه الاستاذ زهير عبّاس واقع المؤسسات الثّقافية ومضامين العمل الثّقافي وأساليبه ومقارباته ورؤاه ومجالاته من خلال تجربة المنشط والتنشيط الثّقافي ومختلف التحولات في الوظائف للمؤسسات الثّقافية على غرار دور الثّقافة والمراكز والمركبات الثّقافية باعتبارها إحدى أهم روافد العمل الثّقافي المؤثرة في حياة المجتمع التونسي عبر عقود إلى جانب بقية مؤسسات العمل الثّقافي بتونس وهي المكتبات العمومية والمعاهد الجهوية للموسيقى والرقص ومراكز الفنون الدرامية والركحية.
ومن أهم ما جاء في هذا الكتاب أن الاستثمار في مجال الإنسان هو استثمار على المدى البعيد يزرع فينا قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان والعيش المشترك وينزع منا الأنانية والعصبية ليؤكّد مؤلّفه أن المشروع الثّقافي الوطني المتكامل الذي يؤسس لاستراتيجيات جديدة في التعامل مع البعد الثّقافي والذي نطمح إليه لبناء المرحلة القادمة هو مشروع يؤصّل هذه المبادئ الكبرى وقد اعتبر الاستاذ زهير عباس أن الثّقافة تشكل بعدا رئيسيا من أبعاد التنمية الشاملة وتسهم في بناء نمط اجتماعي تونسي نطمح إليه، واقع متجدد، منتج لمرجعياته ولهويته، مؤسّس لقيم الأصالة والتسامح، مذكّ للرّوح الفردية، محفّز للمخيال الاجتماعي ومقاوم لمختلف أشكال الاستلاب. يبني القيم الأصيلة ويطور عقلية المواطنة ويشجع على التنوع والتعدد ويدعم الثّقافة المستنيرة ويستوعب التحولات ويتفاعل معها، ويضع الاستراتيجيات الكبرى ويصوغ رؤية شمولية للتجسيم الواقعي للاّمركزية ويكرس حق الجميع في النفاذ إلى التعابير الثّقافية ولا يمكن تحقيق ذلك حسب المؤلّف إلاّ بتوفّر إرادة سياسية ثابتة واعتبار المنشط الثّقافي من الرّكائز الأساسيّة، فهو الفاعل والمتجدد دائما والساعي لمواكبة المقاربات الجديدة في التنشيط الثّقافي وهو من يسهم في بناء الأفكار لتكون المنطلق نحو التغيير لرؤية شمولية تدعم الديمقراطية الثّقافية.