ووكالة احياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الوطني للتراث حول الشرفية تحت عنوان الشرفية» تراث متواصل عبر الاجيال» وذلك ايام 28-29-30 اوت 2020.
وتهدف هذه البادرة للترويج لملف الشرفية الذي تم ايداعه لدى اليونسكو في 28 مارس 2019 قصد تسجيله تراثا عالميا غير مادي للإنسانية. وهي في الآن ذاته تكريم ووفاء لروح الباحث بالمعهد الوطني للتراث الفقيد فريد خشارم الذي بذل مجهودات كبيرة لإعداد ملف الشرفية.
وقد أراد مكتب ايكوم تونس من خلال هذه التظاهرة الترويجية التعريف بالشرفية كأهم تقنية صيد بحري ثابت بجزر قرقنة و تشريك المجتمع المدني والجمعيات وخاصة الأطفال وتحسيسهم بضرورة المحافظة على هذا الإرث المتنوع وإبراز أهمية دور الشرفية في إمكانية دعم التنمية المستدامة في قرقنة ذلك أنها تتجاوز كونها مجرد تقنية صيد تقليدية إلى اعتبارها متحفا طبيعيا مفتوحا تتجسد فيه مختلف المعارف والمهارات الحرفية العريقة التي اكتسبها البحار القرقني عبر الأجيال وإمكانية العمل على ادماجها كعنصر ثقافي وسياحي مهم جدا وخاصية مميزة لجزر قرقنة.
أشرفت على هذه التظاهرة السيدة سميرة عروس الوسلاتي محافظ تراث مستشار بمتحف صفاقس وعضو مكتب ايكوم مكلفة بالعلاقات مع الجمهور المدرسي حيث اعدت للمشاركين برنامجا ثريا متكاملا حيث قام المشاركون في اليوم الاول بزيارة ميدانية لبرج الحصار الاثري الذي قدمت لنا تاريخه واهم معالمه الاستاذة سمية غرس الله وبتقديم اشرطة وثائقية حول محور الصيد البحري في قرقنة عموما وتقنية الشرفية بصفة خاصة من اعداد الصحفي رياض حاج طيب..
اما اليوم الثاني فكان مخصصا لجلسة علمية وتحسيسية في الآن ذاته حول الشرفية حيث تم التطرق لموضوع الشرفية من الناحية العلمية تحت اشراف الفريق العلمي الذي اعد ملف الشرفية بهدف ايداعه لدى اليونسكو وذلك بحضور السيد احمد شعبان المدير العام للإدارة العامة للتراث بوزارة الشؤون الثقافية والسيدة امال حشانة المديرة العامة لوكالة احياء التراث والتنمية الثقافية والسيد عمار عثمان المتفقد الجهوي للتراث بالساحل الجنوبي و ثلة من فريق الباحثين المختصين في التراث اللامادي نذكر منهم السيد عماد صولة باحث مختص في الأنثروبولوجيا و السيدة سهام قلال باحثة مختصة في التراث اللامادي ومجموعة من البحارة اصيلي جزيرة قرقنة الذين ادلوا بشهادات حية حول الصيد بالشرفية و عديد الجمعيات المشاركة مثل جمعية كوسمو موزاييك و جمعية كيرانيس..
وكانت ثمرة نقاشات الحضور وتساؤلاتهم مجموعة من التوصيات تمحورت اساسا في الدعوة الى التركيز على مرحلة ما بعد تسجيل الشرفية لدى اليونسكو وكيفية المحافظة بصفة فعلية على هذه المهارة بتحسيس البحارة الذين يواجهون عديد الصعوبات لمواصلة العمل بهذه الطريقة التقليدية وحث السلطة المحلية والجهوية لمساعدتهم و تحسيس مختلف اطياف المجتمع المدني بأهمية مواصلة العمل بهذه الطريقة التقليدية وحمايتها من الاندثار و اعادة استعمال الشرفية بإدراج تعليم تقنية الصيد بالشرفية في مراكز تكوين الصيد البحري وبعث مركز للتراث غير المادي تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية.
ثم توجه المشاركون بعد ذلك لزيارة متحف العباسية المعروف كذلك بمتحف العباسية وبمتحف تراث الجزر بالعباسية للتعرف على المشاهد اليومية التقليدية القرقنية والمعروضات التراثية والتاريخية التي تخص جزر قرقنة.
كما تم القيام بورشات للأطفال تفسر كيفية صنع الدرينة بمختلف مراحلها من طرف حرفيين مختصين ومن ناحية أخرى قامت جمعية كوسمو موزاييك تحت اشراف السيداحمد الهمامي بتثبيت فسيفساء تجسم الشرفية القرقنية بمختلف مكوناتها. .
و في اليوم الثالث تم القيام بزيارة بحرية ميدانية لواحدة من الشرفيات الموجودة بالجزيرة للتعرف مباشرة على الشرفية ومشاهدة مختلف مكوناتها وكيفية الصيد بها.
منى هرماسي (رئيسة مكتب ايكوم تونس)