في ترجمة بسمة بلحاج رحومة الشكيلي لكتاب «القول والمقول» لأزوالد ديكرو: تصور لعلاقة اللغة بواقع انجازها

مؤلف هذا الكتاب هو اللساني الفرنسي اوزوالد ديكرو «القول والمقول» الصادر مؤخرا عن دار محمد علي الحامي بصفاقس

وقد تولت ترجمته من الفرنسية الى العربية الاستاذة الجامعية بسمة بلحاج رحومة الشكيلي وتولى مراجعة الكتاب قبل دخوله الى المطبعة الاستاذ العزيز علي القلب الدكتور حمادي صمود .وقد جاء الكتاب في 260 صفحة تضمنت بابين الاول بعنوان : الاقتضاء والأعمال اللغوية ويضم فصولا خمسة وهي : المقتضيات والتلميحات – المقتضيات والتلميحات (إعادة نظر) – الوصف الدلالي في اللسانيات – البنيوية والتلفظ والدلالة – قوانين الخطاب والبان الثاني عنوانه التلفظ وقد تضمن ثلاثة فصول وهي : اللغة والميتالغة والانشائيات / الحجاج بالسلطة / مخطط لنظرية تعدد من تولت الترجمة وفي صفحاته الأخيرة ببليوغرافيا ثم ثبت للمصطلحات وكذلك ثبت للإعلام .
المهم هو أن هذا الكتاب لخاصة الخاصة اي فقط للمولعين او المهتمين بمسالة اللسانيات من الطلبة والأساتذة في الجامعة ومؤلفه هو فرنسي متخصص في مجال اللسانيات ويعد احد ابرز المساهمين في الدراسات المتعلقة بالتداوليات والتلفظ ونظرية الحجاج وهو في هذا الكتاب يغوص في تفاصيل مشروع لساني جديد ويبني منوالا تفسيريا مغايرا للقول والمقول.
لقد اعتبرت البحوث حول اللغة منذ قرنين على الاقل انه من البديهي ان يكون لكل ملفوظ منجر (بالكسر) و(منجر (بالفتح) واحد ولهذا الاعتقاد ساد طويلا في النظرية الادبية ولكن تم التشكيك فيه منذ نصف قرن وبصفة أدق منذ أن وضع باختين مفهوم تعدد الأصوات لقد بني «ديكرو» تصورا يقوم على مفهوم الإحالة الذاتية الذي يقضي بان العمل اللغوي لا يحيل على الواقع بل يحيل على ذاته فاللغة حسب ديكرو توفر لمستعمليها إطارا يمارسون بها هؤلاء لحظة التلفظ وبذلك ينشيء التلفظ عالما خاصا يختلف عن العالم المادي الواقعي فيه تسند الأدوار إلى المتكلم والى المخاطب ومنه يستمد المتكلم سلطته في ممارسة الأعمال وقدرته على تغيير الواقع مثاليا قانونيا .
والمطلع على أعمال المؤلف لهذا الكتاب يتضح له ان نهجه في التنظير قائم بالأساس على تحيل الأقوال والنظر في شتى أشكال نظمها وتأليفها عند استعمالها في الخطاب المنجز ليستخلص من جزئيات هذه الاستعمالات الفردية المتغيرة كلياتها المشتركة الثابتة .
كيف تتوزع المفاهيم في التصور وماهي المهمة التي يحددها اللساني لنفسه عندما يجعل الوصف الدلالي معينة هدفا له ثم كيف يمكن قبول تأويل الآخر وكيف يتوزع مفهوما التلميح والمقتضى في التصور وغيرها من الأسئلة التي سعى المؤلف «ديكرو» الى الإجابة عنها والتعمق في تناولها والكشف عن تفاصيل تفاصيلها ويبقى السؤال الأهم هو اية علاقة للغة بواقع انجازها .
«القول والمقول» هو كتاب لن يكتفي متصفحه بقراءة واحدة بل لابد ان يقراه بدل المرة مرات – ما عدا اهل الاختصاص - ليدرك عمق المسالة البنيوية اللسانية المعقدة كهذا الزمن الذي نعيشه في هذا القرن الواحد والعشرين .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115